مرحباً بك أختي سمراء
أخوك يتولى أمر النقد العروضي على مذهب عروضي بسيط وهو العروض التي استعملها الشعراء منذ العصر العباسي وإلى اليوم كنموذج للعروض المقبولة بدون شذوذات الأولين أي نأخذ ما استعمله شعراء العرب منذ العصر العباسي وحتى شعراء التفعيلة المحدثين الكبار المعتمدين أمثال السياب وأحمد عبد المعطي حجازي ومحمود درويش.
وعلى هذا الأساس البسيط والذي أراه مقنعاً بدون أي تحذلق أو تعالم أقول بعد التوكل على الله:
الأبيات على بحر الرمل.
افتتحت الأبيات في الشطر الأول من البيت الأول بالصيغة الكاملة:فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن والمستعمل من الكامل في الشطر الأول هو عادة فاعلاتن فاعلاتن فاعلن إلا أن يكون البيت مصرعاً في القصيدة التي يكون شطرها الثاني بصيغته الكاملة ولما كان البيت الأول عندك غير مصرع فإنني وعلى المذهب الذي ذكرته لا أرى جواز أن يكون الشطر الأول بالصيغة الكاملة كون قصيدتك عامودية وقد شذ في الاستعمال المتنبي في قوله "إنما بدر بن عمار سحاب..هطل فيه ثواب وعقاب"والبيت الأول مصرع كما ترين وإنما الشذوذ الذي أشار إليه بعض النقاد مثل طه حسين جاء من استمرار الأبيات التالية بصيغة الرمل الكاملة النظرية والأصل أن يأتي الشطر الأول في البيت غير المصرع بتفعيلة ثالثة هي فاعلن. هذا على مذهبي الذي أنا مقتنع به وإن كان عندكم رأي آخر فلا مانع ولكن الشعراء فيما أعتقد على ما قلت عموماً وأراه أجمل وأوزن..
وثمة ملاحظة موسيقية إخرى هي أن "فيه" و "إليه" ليسا من القافية نفسها
من القافية نفسها مثلاً:
إليه-يديه-عليه-جانحيه- سيبويه..
فيه –يكتويه-سائليه-وأبيه..
وفي قولك"صاغه فالشعر مصنعه لديه"
حركت العين ولا يستقيم الوزن بغير تسكينها ومرة أخرى هذا على المذهب المعتمد عند الشعراء بغير اجتهادات حديثة لم أرها تستعمل في الرمل وإنما هي استعملت حقاً في الخبب حين سمحوا حديثاً بفاعل بدلاً من فعلن وهو أمر شبه تلقائي يحصل مع شاعر التفعيلة المستعمل للخبب لاحظته بنفسي ثم قرأته عند نازك الملائكة في كتابها "قضايا الشعر المعاصر"
يا أختي الأبيات أعجبتني ما عدا هذه الملاحظات العروضية ويسرني كل السرور أن أرى مزيداً من إبداعاتك هنا وأرحب بك فيها بعد إذن شيخ الخيمة الأدبية أخي جمال حمدان
__________________
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
|