عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 22-11-2001, 11:36 AM
محمد ت محمد ت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 21
إفتراضي

الأخ الكريم محمد الصالح الغريسي
تحياتي لك ولأهل تونس الخضراء الكرام
هو موضوع عروضي بسيط وجدت نفسي مسترسلاً فيه ولكن لا بأس فقد تكون فيه فائدة.
يبدو لي يا أخي الكريم أنك لم تقرأ بصورة كاملة دقيقة الحوار بيني وبين أخي سلاف ولذلك أعدت بعض الأفكار وكانت قد ذكرت .
العروض والضرب وتساويهما ذكرته أولاً لأختي السمراء ولكنني أشرت إلى أن المستعمل المعتاد في الرمل اقتصار التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول على فاعلن إلا إن كان البيت مصرعاً والشطر الثاني تفعيلته الأخيرة فاعلاتن فورود الصيغة الكاملة للرمل:فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن في الشطر الأول هو خروج على المألوف إن كان البيت غير مصرع وليست المشكلة فحسب في عدم تساوي الضرب والعروض:
وفي رأيي أن الرمل بصيغته الكاملة في الشطرين اجتنبه الشعراء باستثناء قصيدة للمتنبي ذكرتها لأسباب ذوقية لا تستسيغ هذه الصيغة وتجعل الكلام متفككاً وغير متواصل والتفسير مجرد رأي لكن تجنب الشعراء مؤكد ولك أن تعود لقصائد الشعراء الكبار..
وبالمناسبة أحب أن أزيد أن تساوي التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول في جميع أبيات القصيدة ليس قاعدة ثابتة لجميع الأبحر وكذلك استطراداً تساوي التفعيلة الأخيرة في الشطر الثاني بين أبيات القصيدة فمثلاً في المتقارب تأتي التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول أحياناً فعولن وأحياناً فعول وأحياناً فعو دون قاعدة ثابتة وهذا التغيير جائز.
مثلاً خذ قول الشابي
إذا الشعب يوماً أراد الحياة..فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي..ولا بد للقيد أن ينكسر
جاءت التفعيلة الأخيرة مرة فعول ومرة فعو
وقول أبي فراس
فلا تنسبن إلي الخمول..عليك أقمت فلم أغترب
وأصبحت منك فإن كان فضل..وإن كان نقص فأنت السبب
وإن خراسان إن أنكرت..علاي فقد عرفتها حلب
التفعيلات الأخيرة في الشطر الأول جاءت أولاً فعول ثم جاءت فعولن ثم جاءت فعو
وسأذكر لك مثالاً على عدم تساوي التفعيلة الأخيرة في البيت بين أبيات القصيدة الواحدة وهذا يقع في الخفيف حيث تكون التفعيلة الأخيرة مرة فاعلاتن أو فعلاتن بحذف الحرف الثاني الساكن ثم تأتي أحياناً فعلاتن =فالاتن بحذف المتحرك الثالث:
أين فضلي إذا قنعت من الدهر بعيش معجل التنكيد
أبداً أقطع البلاد ونجمي في نحوس وهمتي في سعود
في البيت الأول التفعيلة الأخيرة فالاتن وفي البيت الثاني التفعيلة الأخيرة فاعلاتن
وملاحظتك الصائبة عن اختلاف القافية بين "إليه" و"فيه" ذكرتها في ملاحظتي يا أخا العرب ولم أغفلها!
أما الوصل الواجب في "هوى الدر" مع أن الشطر الأول ينتهي في الدال الأولى الساكنة فهو ظاهرة التدوير وأكثر ما نجدها في الأبحر القصيرة ولا توجد إلا نادراً في الأبحر الطويلة كالبسيط والكامل والطويل وهي ليست كثيرة في الرمل أيضاً.
على أننا حين اكتفينا بمناقشة العروض تركنا الباب لغيرنا كي يناقش الجوانب الأخرى وها أنت ذا قمت بذلك مشكوراً وأنا أفضل في حالات كثيرة أن أصحح للشعراء الشباب المبتدئين اللغة والعروض لأنهما مما لا يختلف فيه اثنان أما الجوانب الأخرى المتعلقة بشعرية النص ففيها مجال واسع للذوق وبالتالي للاختلاف وقد يصبح فيها مجال لغبن الشاعر أيضاً كما غبن مرة غيلان ذو الرمة إن كنت تذكر!
وقد ذكرت في ملاحظتي مذهبي العروضي وهو السير على ما سار عليه شعراء العرب بدون شذوذات لا توجد في الشعر الحقيقي الذي نأخذه مثلاً بل توجد أكثر ما توجد في الكتب وعلى هذا أسير على ما رأيت الشعراء ساروا عليه وأتجنب ما تجنبوه ولا أبالي بشذوذات وردت في الكتب ولم يستعملها الشعراء الكبار من جرير حتى محمود درويش وأكتفي بالتقطيع البسيط كما تعلمناه في المدرسة ولا أقدم على تقطيع آخر وأرى التقطيع المعتاد كافياً وإن كنت أحترم من يجتهد ولكل طريقة!.
وأرجو أن تكون الأفكار التي عبرت عنها في ملاحظاتي الأولى للأخوين سلاف وسمراء صارت واضحة لك الآن.
__________________
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
الرد مع إقتباس