بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله:
إخواني المؤمنون، بعض الناس يضع الآيات في غير موضعها وهذا خطأ جسيم ومن هذه الآيات قوله تعالى: ويحرم عليهم الخبائث. في تحريم الدخان.
أقول إن هذه الآية لا علاقة لها بالمرة في هذا وحسبنا الله على ما نابنا من خوض بغير علم، فإن أهل العلم المتقدمين بدءا بالصحابة قالوا بأن المراد بالخبائث: الخنزير والربا والميتة والنجاسات وذلك معروف مشهور عن المفسرين والأئمة الأربعة وغيرهم.
وقد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي شجرتي البصل والثوم خبيثتان مع أنه يجوز أكلهما. فالمراد بالخبائث في الآية نوعٌ خاصٌ مما ذكر وليس كل شىء يسمى خبيثا يكون حراما بدليل البصل والثوم، فقد روى الإمام أحمد في مسنده وغيره: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هاتين (الشجرتين الخبيثتين) وقال من أكلهما فلا يقربن مسجدنا وقال إن كنتم لابد آكليهما فأميتوهما طبخا قال يعني البصل والثوم.
فهاتان الشجرتان خبيثتان ومع هذا ليس حراما الأكل منهما. فانتبهوا رحمكم الله فليس لأحد أن يجعلها في الدخان فإنه مخرج للنص عما يحتمله.
وهذه أقوال بعض أهل العلم في معنى الخبائث:
قال الإمام السيوطي في الدر المنثور: أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله (ويحرم عليهم الخبائث) قال: كلحم الخنزير والربا وما كانوا يستحلون من المحرمات من المآكل التي حرمها الله.
وقال في تفسير الجلالين: (ويحرم عليهم الخبائث) الميتة ونحوها.
وقال الإمام الطبري في تفسيره: (ويحرم عليهم الخبائث) وذلك لحم الخنزير والربا، وما كانوا يستحلونه من المطاعم والمشارب التي حرمها الله. كما:
حدثني المثني، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: (ويحرم عليهم الخبائث) وهو لحم الخنزير والربا، وما كانوا يستحلونه من المحرمات من المآكل التي حرمها الله.
وقال الحافظ في الفتح: إن النبي صلى الله عليه وسلم سمى البول رجسا.
وقال الله تعالى: (ويحرم عليهم الخبائث) والرجس من جملة الخبائث. هذا كلام ابن حجر
وقال ابن رشد في بداية المجتهد: الجنس الرابع، وهو الذي - تستخبثه النفوس - كالحشرات والضفادع والسرطانات والسلحفات وما في معناها.
والحمد لله رب العالمين والله تعالى من وراء القصد.
-------
تنبيه: الآية المكتوبة في الرد الأول غلط ولم ينتبه لها المراقب فلو تصلحوها سدد الله خطانا وخطاكم
|