عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 27-11-2001, 06:59 PM
mubarrah mubarrah غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 81
إفتراضي

وقفت على الأبيات وقفتين ، في الأولى كنت أقرأ مسترسلاً طرباً ، أمضي مع سلسلها العذب ، وإيقاعها الجميل الذي يذكرني ببيتين للخبزأرزي هما
رأيت الهلال ووجه الحبيب
......فكان هلالين عند النظر
فلم أدر أيهما قاتلي
......هلال السما أم هلال البشر
ثم كانت وقفتي الثانية وقفة متأمل في المعاني ، وهي تحكي الانقلاب في قلب المحب ، حتى يرى الكون كله من خلال الحبيب ، ويصبح الجمال متلازماً عنده معه ، بل يرى النقائض مجتمعة في من يحب ، ويهواها عنده ، لا يدري سبباً لذلك.
وتأتي الخاتمة تبحث عن سؤال لمعضلة الحب ، فلا أنت تستطيع الفكاك منه، فـ "هذا القضاء وهذا القدر" ، ولا أنت تستطيع الإقامة ، ولله ما أحسن قولك "وكيف الإقامة في مقلتيك" ، فالحياة لا تترك لك سبيلا إليها.
من الأبيات التي أعجبتني
وأعشق أعشق هل تشعرين
......ألا تنظرين لبوح النظر
ألا تشعرين بنبض الحروف
......وهمس القوافي ولحن الوتر
وذلك لما تتركه من ظلال وإيحاءات ، من خلال تكرار أعشق دون بيان للمعشوق ، ثم الالتفات للمحبوبة وسؤالها الملهوف ألا ترى أثر الحب ضافياً تشي به كل الجوارح.
وبيت آخر
أحبك حباً كحب الرضيع
...لثدي ندي بغض الثغر
الصفات تغني المعنى أيما إعناء ، وتأتي مرة دون الموصوف ، ومرة نعتاً ، ومرة مضافاً.
ومن ما نزل عن هذا قولك: "لواعج حب به قد شعر"
فقد سبقه أن الحب طغى وانتشر ، ثم يأتي ضعيفاً هكذا به قد شعر.
وكذلك قولك لأن تعليل منطقي "لآن الغرام طغى وانتشر" ، ولا يتناسب مع المشاعر الفياضة ، البعيدة عن التفكير وسوق العلل ، وأحسن منه فإن.
ولم أفهم قصدك بسبق النجاة ، وأرى أن لو كانت لدرك النجاة.
ولو جعلت بدلاً من كسب الحياة وأيدي الحياة ، لكان أعم في تصاريف الدهر ، لكن إن كنت تشير إلى طلب الرزق خصوصاً فنعم الاختيار.
لا فض فوك.
الرد مع إقتباس