إخواني
بعد التحية والسلام
سأبدأ بوقفات أخي المبرح وأخي عمر
ملاحظة أخي المبرح الأولى
(ومن ما نزل عن هذا قولك: "لواعج حب به قد شعر"
فقد سبقه أن الحب طغى وانتشر ، ثم يأتي ضعيفاً
هكذا به قد شعر)
إذن مارأيكم بتقديم هذا البيت فيصبح هكذا
عَـمَّ الغمامُ فطاب المقامُ
............وراق النسيم فرقّ الحجرْ
فهذا الفؤاد تبدّى فأبدى
............لواعج حبٍّ به قد شـعـر
فأعلن حباً تخفّى زمــاناً
............فإنّ الغرام طغى وانتشـر
فنأتي بالضعيف أولا ثم ننتقل إلى الأقوى والأعم مع حذف
الواو ( وهذا الفؤاد) وتبديله إلى فاء(فهذا الفؤاد)
وبالنسبة لقولي(لأن الغرام) فذلك لأني بدأت البيت بـ
فأعلن وخفت أن يفسد جمال البيت بتكرارالفاء
وقولي (بسبق النجاة) فهي كلمة علقت بالذهن ولا أعلم
صحتها ولكنها تبرمجت في الذاكرة بهيئتها والصحيح طبعا
هو كما قلت أخي المبرح درك النجاة
وقولي (كسب الحياة) فأنا كنت أعني تحديدا طلب الرزق
وذلك لأن من كتبت لها القصيدة تعيش في مدينة وأنا أعمل
في مدينة أخرى .وبالنسبة لكلمة (يريد)فقد كنت أعني
أن الرزق هو الذي يريد ولست أنا الذي أريد لذلك فأنا
أسافر مأمورا
فما رأيك أخي عمر هل المعنى الذي أقصده أتى في موقعه
أم نبدلها إلى (يحث)
وننتقل إلى ملاحظات أخي السلاف
1-الإشارة إلى علة الخرم في المطلع (عم)
الحقيقة لم أجد كلمة تفي بما أريد قوله غير(عم)
ولكن هل ترون أن المطلع فسد جماله بذلك
2-جمع كلمة صحراء (صحاري)
في اللهجة العامية نجمعها والعامية طبعا لا يعتد بها
لذلك رجعت إلى القاموس المحيط فوجدته يجوزها ويقول:
(الصحراء:اسم سبع محال في الكوفة،والأرض المستوية في
لين وغلظ دون القفّ،أو الفضاء الواسع لا نبات به،وإنما
لم يصرف للزوم حرف التأنيث
ج:صَحارَى وصَحارِي وصحراوات.وجاءت مشددة في قوله:
وقد أغدو على أشقـ
..... ــرَ يجتاب الصحاريّا )
3-أحبك حب الطريد الذليل
........لسبق النجاة وبعد الخطر
أوردت كلمة الذليل كمبالغة في وصف حاله ولكنه كما ذكرت
تحصيل حاصل
وأرى أن نختار قولك
أحبك حب طريد الدروب
.....لسبل النجاة ومنأى الخطر
فالسبل تقابل الدروب والمنأى أقوى لغويا وأشمل من الدفع
وأشعر أنك أيضا تفضل هذا الإختيار
4-أحبك حب الفتى المستهام
.........لضمّ الحبيب ولثم النحر
فكرت في الصورة التي قلتها
(لضم (جزء من الجسم) ولثم التغر)
وكنت مثلك فلم أجداللفظ الذي يعبر عن الجزء المناسب
كما أن كلمة(الثغر)قد وردت من قبل في قولي:
........لثدي ندي بغض الثغر
وحين ذكرت ضم الحبيب ولثم النحر
فقد تصورت الحبيب ككل متكامل جسدا وروحا في حالة العناق والضم
مما ينتج عنه نوع من الإمتزاج بين إثنين ليصبحا واحدا
وهذا الإمتزاج لن يحدث إذا كان الضم لجزء محدد من الجسد
كما أني تصورت (لثم النحر) أكثر شفافية وروحانية
ولا أعلم هل وفقت في هذا التصور أم لا
5-وأعشق فيك ربيع الحــياةِ
............وزهر الليالـيَ حُلوَ الثمر
في البدء قلتها
.......وزهر الليالي وجني الثمر
ثم أبدلتها إلى: وحلو
ثم حذفت الواو ونصبت الياء فوقعت في المحظور
وهذا جزاء من لا يحسن قواعد اللغة
6-- وأعشق فيك خريف الفصــولِ
............وموت العواطف سقط الشجر
كنت أعني أنني سأظل أعشقها حتى لو ماتت عواطفها تجاهي
وذكرت الخريف هنا مقابل الربيع في البيت السابق
7-فأعشق فيك شعاع الضــياءِ
............وحرّ الهجير وبرد السـحر
وأعشق فيك نسـيم البراري
............ونار الجليد وجري النهر
صدق إحساسك أخي سلاف في إستعمال كلمة برد فلم أوردها
خوف التكرار فأوردت كلمة قطب في البداية فقلت
(وقطب الجليد) ولم أرتح لكلمة قطب فأبدلتها لنار
على أساس علمي فكما تعرف الجليد له تأثير حارق وحتى
العامة يصفونه بهذه الصفة فأصحاب المزارع حين يأتيهم
الصقيع ويتلف مزروعاتهم يقولون بأنه أحرق الزرع
أما تركيبتك الرائعة في قولك
فأعشق فيك بريق الصباح
............ووهج الشموس وعتْمَ السـحر
وأعشق فيك نسـيم البراري
............ونار الهجير وبرد النهر
فلا جدال بأنها أدق وصفا وأجمل من قولي بكثير
ومع ذلك تقول عنها(لعل في ذلك بعض التوفيق)تواضعا
وأنا أقول بل هي التوفيق بعينه
فما أجمل خلقك الرفيع
وفي الختام
يعجز اللسان عن الشكر وإن شكر فلن يوفيكم قدركم
أقولها لكم صادقا وأقسم بالله أني أحبكم وأقدركم جميعا
فلا تحرموني من الرأي والتوجيه والإرشاد
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ
( الصـمــــــصـام )
|