عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 05-12-2001, 12:21 PM
خشان خشان خشان خشان غير متصل
عضو قديم
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 300
إفتراضي

أخي عمر

صدقت يا أخي فأوزان المجموعتين من الأسطر ثقيلة وهما ليسا شعرا بحال من الأحوال.

والوزن الذي أوردته ثقيل لا شك، ولا أظن وزن سلاف أخف منه بدليل مضمونه،وقد أوردته لا دفاعا عنه وإنما لأقول إن الشعر هو ما حصره الخليل وهو ما يستحق أن تسمى أوزانه بحورا، وكما تعلم أخي الكريم فإن الأوزان لها أول وليس لها آخر ووجود مصراعين متوازنين يعطي موزونا يتراوح بين السجع والشعر كثير العلل وكثير الزحافات من نوع:
وزعموا أنه لقيهم رجل -- فأخذوا ماله وضربوا عنُقَهْ
وهو من شواهد مخبول البسيط في كتاب الكافي للخطيب التبريزي.
تقول يا أخي: "لا شك أن أُلفتنا لأوزان الخليل ناتج عن سماعنا لها"
وأنا أخالفك الرأي فإن ألفتنا لأوزان الخليل هو توفّق عبقرية الخليل في الكشف عن الذائقة العربية وما يلائمها، ولعلمك فإن هذه الذائقة يمكن تمثيلها رياضيا بعلاقة معينة أعتقد أنني كشفت جانبا لا بأس به منها.
وإليك ما يقوله الأستاذ محمود مصطفى في كتابه (أهدى سبيل إلى علمي الخليل):
"فكل ما خرج عن الأوزان الستتة عشر أو الخمسة عشر فليس بشعر عربي وما يصاغ على غير هذه الأوزان فهو عمل المولدين الذين رأوا أن حصر الأوزان في هذا العدد يضيّق عليهم بحال القول وهم يريدون أن يجري كلامهم على الأنغام الموسيقية التي نقلتها إليهم الحضارة. (((وهذه لا حد لها)))، وإنما جنحوا إلى تلك الأوزان لأن أذواقهم تربت على إلفها واعتادت التأثر بها.لهذا رأينا أن المولدين لم يطيقوا أن يلتزموا تلك الأوزان الموروثة عن العرب فأحدثوا أوزانا أخرى."
ولا أريد أن أستفيض أكثر فإن أي أوزان تستسيغها آذاننا خارجة عن أوزان الخليل إنما تكون لتغير في ذوقنا عن الذائقة العربية الأصيلة لاختلاطنا وتداخل الأنغام بين الأمم. وأنا لست ضد أي تجديد أو رياضة موسيقية أو تلحينية وإنما ضد كسر مرجعية الخليل لأن كسرها لن يقف عند حد ما فمن يكسرها ولو بحسن نية أو كفاءة علمية فليس له أن يمنع سواه من كسرها بسوء نية أو اضطراب علم. ومرجعية قامت على كسر سواها حرِيّة أن تُكْسر. ومن أمثلة أوزان المولدين مثلا التي وردت في الكتاب المذكور:
ما على مستهام ريع بالصدّ
..............فاشتكى ثم أبكاني من الوجد
2 3 2 3 4 3 4
وكذلك
صاد قلبي غزال أحورٌ ذو دلالِ
............ كلما زدت حبا زاد مني نفورا
2 3 2 3 4 3 2 3 2
وكذلك
لقد هاج اشتياقي غرير الطرف أحورْ
..........أديرَ الصّدغ منه على مسك وعنبرْ
3 4 3 2 3 4 3 2
فالقضية قديمة ومبتوت فيها كما ترى، ولكن لكي لا يفتح باب لعراك لا جدوى منه، أقترح أن يفتح الباب لكل من يشاء في جديد من أصناف القول إسمه الموزون، ولتبق للشعر طبيعته ومزاياه التي حددها الخليل.
سبحان الله كيف كان العرب يتحرون الرجوع إلى البادية ذات الفطرة السليمة ليستخلصوا منها الفطرة العربية في النحو والعروض وثوابت اللغة، نأيا بها عن تأثير الأعاجم، ونحن الآن ترى حالنا في كل شيء وكفى.
الرد مع إقتباس