عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 11-12-2001, 02:12 PM
مغترب قديم مغترب قديم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 94
Cool الجزء الثاني

.
.
.
يا لهول هذه المفاجأة ،، لقد كانت فرحة نسناس ومجموعته غامرة وكبيرة وبدأت القردة من شدة الفرح تقفز هنا وهناك متناسية مكانتها العلمية وعادت وكأنها في غابة من الغابات تلعب وتمرح وعادت لطبيعتها التي قتلها الروتين العلمي والمختبرات والأطباء ، وبدأ الجميع لا يفكر سوى أن المركبة قد عادت إلى مسارها الصحيح وأنها بدأت رحلة العودة إلى الأرض ،،،، ولكن لم يكن يعرف نسناس ومجموعته انهم أصبحوا هم الوحيدين على وجه الأرض ، وان أسيادهم البشر قد أفنتهم الحرب الصليبية الحاقدة والخبث اليهودي القذر بمساندة المنافقين من العلمانيين وسواهم ، ولم يكونوا يعرفوا أنهم أصبحوا هم الأسياد الآن …….

نعم لقد أصبح نسناس ومجموعته هم الأسياد على الأرض وفي هذا اختلال لطبيعة الحياة التي أوجدها الله من أجل أن تكون دار بلاء واختبار للإنسان ومن اجل أن يعمرها الإنسان ويصبح هو السيد فيها وخليفة الله في الأرض ، وعمارة الأرض لا تكون بالتواجد فيها فقط ولا بالتزاوج وإنشاء الذريات ولا بالسكن والعمران وإنشاء المدائن فقط ، وإنما بإحيائها كما أمر الله عز وجل (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) وهذا الشيء الذي لم يتعلمه نسناس فمعلمه العربي علمه ان العلم هو كل شيء ولكن لم يعلمه أن ( الدين ) هو الحياة وعليه تقوم أساس الخلافة في الأرض ..

بعد لحظات وصلت المركبة إلى الطبقة الهوائية في الأرض وبدأت تشتعل مثل نجم قوي يريد أن يتفجر لهباً وشهبا ، ولم يوقفها إلا ارتطامها ببحر (( عدن )) وبكل قوة ثم بدأت في الغوص حتى وصلت إلى أعماق هذا البحر الذي تقبلها بصدر رحب ، وكيف لا وهو لطالما تقبل البوارج الصليبية والمدمرات الحاقدة التي كانت تمر منه وتتزود فيه بالوقود متوجهة للبلدان الإسلامية من أجل أن تفرض الهيمنة الصليبية على دول الإسلام .

وهنا بدأت مرحلة جديدة من القلق والتوتر والانتظار بدأ يعاني منها نسناس ومجموعته ، فهم قابعين في قعر البحر ومنتظرين أن تتقدم لهم وكالات الفضاء العربية لكي تنتشلهم كما كانت تفعل دائماً وترحب بهم وتحتفي بهم خاصة بعد المحنة التي مروا بها ، ولكن طال انتظارهم وخاب أملهم فالأرض خاوية من البشر والحيوان وما عاد هناك من ينقذهم …

بعد ساعات وساعات من الانتظار قرر نسناس ومجموعته أن يبحثوا عن حل ويخرجوا أنفسهم من هذه الورطة الجديدة ولكن مشكلتهم انهم في أعماق البحر والقردة لا تحب الماء بل وتخشاه ، وهكذا عادوا من عزلة في الفضاء السحيق إلى عزلة في أعماق البحر …

مرت بهم أيام ولا بصيص أمل ومخزونهم من الغذاء قد نفذ ولم يبقى لهم سوى الماء فقط ، ولكن وبعد هذه الأيام شاءت لهم إرادة الله أن تتقدم إليهم (( بقايا )) مركب خشبي قدمت مع الرياح إلى حيث تواجدهم ورصدته كاميرات المركبة الفضائية وحينها لم يجد نسناس بداً من أن يخوض معركة العودة للحياة من جديد والعودة إلى الأرض لذلك قرر أن يخرج من المركبة ويتوجه ناحية هذا المركب الخشبي في محاولة خطيرة للخروج من هذا الجحيم المائي وفكر في أن يربط المركبة الفضائية بالمركبة الخشبية وذلك من أجل أن يسحبها للأعلى ويخرج باقي المجموعة ، وقرر أن يغامر بنفسه ذلك انه أكثرهم ذكاءً وأشدهم قوة وأكثرهم همة ً للعمل ولأنه قائدهم ..

ولكن أي حياة هذه التي ستواجهها يا نسناس ؟ وأي شيء سوف تلقاه في الأعلى ؟ وكيف ستتصرف لو أدركت حقيقة الأمر ؟ لو أدركت أن سيدك الإنسان أصبح ذكرى من الماضي …
.
.
.
__________________
حسن ما تكتبه فالناس تقرأه

http://www.hdrmut.net/poetry/?5

تفضل بزيارة ديواني ، ولا تنسى التوجيه والتعليم ، و التوقيع
الرد مع إقتباس