اشكر الاخوة الذين عقبوا على الموضوع بفاعلية..
و اشكر موقفهم الذي كان ينبع من التعاطف مع القضية..
عندما اطرح القضية الكردية هنا لا يعني بالضرورة ان نبرز شيء لننسى شيء.. بل فقط لنعلم كلنا ان هناك مواضيع او قضايا لا ننتبه لها و منها القضية الكردية التي تنسى غالبا و تذكر حينما تتعرض لمآسي و تكون الفرصة مناسبة لابرازها كونها تصب في مصلحة الغريب و الذي هو الغرب او بالاحرى الاستعمار الذي اراد ان يشغلنا بانفسنا اكثر مما نشتغل به..
انا على يقين بان اغلب قضايا العالم الاسلامي اخذت اهميتها من حيث التفاعل الشارع العربي سوى القضية الكردية، و عندما اقول اخذت حقها من تفاعل الشارع العربي لا اعني بان الشارع العربي قام بواجبه تجاه هذه القضايا بالصورة المطلوبة، بل فقط اقول بان الشارع احس فعلا بان هناك قضية و حدث تحرك لصالح القضية مثلا:
- القضية الفلسطينية
- القضية الافغانية
- القضية البوسنية
- القضية الشاشانية
- كشمير
- قضية كوسوفا و بلقان... الخ
- ماسي المسلمين في العالم من اندونسيا و اليابان شرقا الى افريقيا و الى اوروبا و امريكا غربا..
قرانا و سمعنا عن كل هذه القضايا من النظرة الاسلامية، و لكن للاسف لم نقرا ولم نسمع عن القضية الكردية كهذه القضايا التي ذكرت!!
و اعيد فاقول لا اعني بالضرورة ان القضايا اعلاه اخذت حقها من الموقف المطلوب بل هناك تقصير تجاهها ايضا، و لكن بالنسبة للقضية الكردية لا اعني التقصير بل اعني الاهمال و النسيان...
ما السبب في ذلك ممكن ان يقول احد الاخوة و كما قال بعضهم في التعقيبات هل السبب هم العرب و المسلمون ام السبب هم الكرد انفسهم بانهم لم يتمكنوا ان ينبهوا العالم الاسلامي الى قضيتهم؟؟ و انحاز بعضهم الى الراي الذي يقول بان التقصير من قبل الكرد..
انا لا ابريء ساحة المثقف الكردي من هذا الاتهام فاكيد هو يحمل قسطا من التقصير مثلما يحمله المثقف العربي خاصة و المسلم الاخر عامة..
و لكنني لا اؤمن بكون هذا هو السبب الرئيسي بل اؤمن بان السبب الرئيسي هو ان قدر الله جعل ان يكون مظلومية الكرد من قبل اخوانهم المسلمين من العرب و الترك و الفرس، اما كافة القضايا الاخرى فمظلوميتها على عاتق غير السلمين..
ففي فلسطين الجانب المعتدي و الظالم هم اليهود..
في افغانستان الجانب الاخر كان روسيا و شيوعيا، و الان امريكي..
في كشمير هم الهندوس..
في البوسنا و البلقان كان الصرب..
و هكذا كل القضايا الاسلامية..
اما بالنسبة للكرد فالامر يختلف..
و كان الاولى ان لا ياخذنا شنآن قوم على ان لا نعدل!! بل العدل اقرب الى التقوى.. و كما امرنا بها الاسلام..
كان الاولى ان تاخذ المسالة الكردية عند الشعوب و الجماعات الاسلامية الجانب الكبير من الاهمية.. لاننا لاننا لو فشلنا مع انفسنا فسنفشل بالتاكيد مع الاخر..
اذا لم نستطيع مخاطبة انفسنا و طلب حقوقنا من قبل الناطق باسمنا فكيف سنتمكن من مخاطبة الاخر و طلب الحقوق منه؟؟!!!
اين تحرك الشارع العبي لصالح القضية الكردية طول ما تعرض له الشعب الكردي الى المعاناة؟
اين الاهتمام بالقضية الكردية في ابجديات و ادبيات الجماعات الاسلامية؟؟
علما ان هناك و في مناهج كل الجماعات الاسلامية الكردية، و الغير الاسلامية العلمانية الكردية.. فيها تطرق الى قضايا الامة الاسلامية و اولها قضية فلسطين!
اين الدعوة التي توجه الى الكرد لكي يحضر من يمثلهم في اغلب المؤتمرات الشعبية الاسلامية الرسمية و الغير الرسمية، بما فيها المؤتمر الاسلامي كمثال..
هل هناك ملف خاص بالقضية الكردية بالايجاب طبعا في ارشيف اهتمام كل الجماعات الاسلامية؟
اما الاخ الذي طرح فكرة الكونفدرالية فجزاه الله خيرا، و الكرد لا يطلبون اكثر منها، بل طلبوا الاقل، فمثلا اقصى ما طلبه الكرد و ناضلوا من اجله كان الحكم الذاتي و لكن و كما فعل صدام و تلاعب بالالفاظ دائما لعب بالكرد العوبة مضحكة و ساخرة حينما صرح بتمثيله ايانا الحكم الذاتي ثم جعلها وسيلة لغسل كردستان من الكرد و اسكان العرب في اماكنهم.. ثم البدا بتعريب الكرد كما فعل اتاتورك.. و لكن قدر الله ان لا يكون موفقا مثل اتاتورك في تركيا..
و الان طور الكرد طلبهم الى ما هو فوق الحكم الذاتي و دون الكونفدرالية و هو الحكم الفيدرالي.. و كانت هناك مفاوضات مع صدام لاكثر من عشر سنوات سابقة على الموافقة على ذلك و لكنه رفض، علما ان الاتفاق كان لصالحه في هذه الظروف و لكنه مستعد ان يتنازل للامريكان عن كل شيء دون ان يتنازل من تطلعاته العدائية ضد الكرد..
اما بالنسبة للدولة الكردية المستقلة بتوحيد كل اقسام كردستان فهي الامنية المستحيلة التحقق لان الغرب لا يريدون ذلك، و لكن الغرب يميلون الان الى ان يجعلوا الكرد في كل جزء من اجزاء كردستان الخمسة عصى التهديد على الشعوب الاخرى يلوح بها الغرب بين الحين و الحين!!!
و انا اقول للاخوة بان الكرد ليسوا ملائكة نزلوا من السماء فهم بشر تعرضوا لابشع انواع الظلم فلا تستغربوا عندما يتعاطفون مع الامريكان لكونهم يرونهم بانهم يقفون معهم، ناهيك عن خطأ في هذا التصور الذي لا يستطيع الانسان العادي او المثقف الكردي المستغرب ان يتجاوزه، فالكرد ليسوا احسن حالا من الكويتيين الذين يعادون العراق و النظام العراقي ووصل بهم الحال الى ان يعادون الانسان العراقي احيانا و هذا مالم يفعله الكردي بتاتا!!
و هم كذلك ليسوا افضل من الفلسطينين الذين يتباحث قسم منهم مع امريكا و اسرائيل..
لهذا فترى فيهم من يشوه سمعة القضية و لكن يجب ان لا يحمل الاخوة ذلك على اصل القضية..
لان الاولى على المسلم ان يقف الى جانب المظلوم ضد الظالم حتى و لو كان هذا المظلوم غير مسلما و الظالم مسلما..
و لي عودة انشاء الله الى اسئلة الشيخ و تعقيب الاخ السنونو.. في فرصة اخرى
|