عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-12-2001, 11:14 AM
ALAMEER99 ALAMEER99 غير متصل
عضــو
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 4,541
إفتراضي

بسم الله ... وبه نستعين
أما بعد :-

والضربة الثانية: إقليمية تتصل بالتوازن الاستراتيجي بين الهند من ناحية وكل من الصين وباكستان من ناحية أخرى؛ فالصين التي دخلت الهند في حرب معها بشأن الحدود، عضو دائم بمجلس الأمن، وهي قوة نووية، ويتصاعد وزنها الاقتصادي مع نجاحها في تحقيق معدل نمو سنوي بلغ متوسطه 10% سنويا في السنوات العشر الأخيرة، هذا فضلاً عن تدفق الاستثمارات الأجنبية، إلى الحد الذي جعل الصين أكبر متلق لهذه الاستثمارات، وخاصة بعد عودة هونج كونج إلى الوطن الصيني
أما بالنسبة لباكستان التي استمر خلافها المزمن مع الهند حول قضية كشمير لنصف قرن، فقد أرادت الهند أن تحسم تفوقها العسكري عليها بشكل نهائي. فإذا أخذنا في الحسبان أن الهند أكثر عدداً، وأكبر اقتصاداً، وأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية، فإن تفجيرها النووي يكون بمثابة (المرجح) الأخير في حسم هذا التوازن لصالحها

أما الضربة الثالثة: فهي دولية وتتصل برغبة الهند في الاعتراف بها قوة كبرى؛ وذلك بالنظر إلى العوامل السابقة التي أشرنا لها في السابق مثل عدد سكانها، وقدرتها العسكرية، وتقدمها في عدد من المجالات التكنولوجية الحديثة كصناعة البرمجيات، وبحوث الفضاء، والإلكترونيات، والتكنولوجيا الحيوية. كما أرادت الهند أن تسجل أحقيتها في مقعد دائم بمجلس الأمن، ممثلة لدول العالم الثالث، إذا ما تم الاتفاق على توسيع عضوية المجلس
وحينما غزت أمريكا أفغانستان كانت الهند أول الدول المحرضة على باكستان، وأصبحت تلح على الولايات المتحدة بضرورة ضرب باكستان بحجة إيواء الإرهابيين في كشمير، وتحرشت بالقوات الباكستانية على الحدود بغرض جر باكستان لحرب في ظروف غير مواتية وخاصة بعد فقد باكستان لعمقها الاستراتيجي في أفغانستان

:الهيمنة الأمريكية
:لكي نقرأ الموقف الأمريكي جيداً من القنبلة النووية الباكستانية يجب النظر في أمرين
الاستراتيجية الأمريكية في جنوب آسيا، والسياسة الأمريكية تجاه الانتشار النووي
بالنسبة للأمر الأول: فإن الولايات المتحدة في سعيها لتأكيد انفرادها بالهيمنة العالمية؛ فإنها تنظر
:لجنوب آسيا بصفتها تشكل تهديداً لأمنها؛ ومن ثم عائقاً لبسط نفوذها من عدة جوانب

1 - الصحوة الإسلامية المتنامية في هذه المنطقة من العالم ولا سيما باكستان وأفغانستان، وخاصة أنها رأت النموذج الطالباني في حكم أفغانستان وما حققه من استتباب الأمن، ونجاحه في تحقيق الوحدة الأفغانية؛ مما جعله نموذجاً قوياً يمكن أن تحتذيه دول كثيرة داخل المنطقة وخارجها
2 - صعود القوة الصينية على عدة أصعدة: اقتصادية وسياسية وعسكرية وتقنية. والولايات المتحدة حريصة على محاصرة الزحف الصيني نحو الهيمنة سواء بالتواجد في آسيا الوسطى أو في جنوب آسيا
وبالنسبة للأمر الثاني: فإن سياسة أمريكا تجاه أسلحة الدمار الشامل تقوم على القدرة على الردع والتصدي للحيلولة دون استخدام أسلحة الدمار الشامل والصواريخ في النزاعات الإقليمية؛ حيث تفترض أن تقدم القوات المعادية لها على استخدام أسلحة الدمار الشامل والصواريخ في هذه النزاعات المستقبلية؛ ومن ثم تحتاج القوات المسلحة الأمريكية لاكتساب قدرة متزايدة على الردع والمنع، والتصدي لاستخدام الأسلحة الجرثومية والكيماوية والنووية في النزاعات الكبرى بالمناطق الحيوية. مع ملاحظة أن ما تسميه أمريكا مستلزمات الردع الإقليمي سوف تختلف كثيراً عما كان متبعاً إزاء الاتحاد السوفييتي السابق خلال الحرب الباردة، بسبب اختلاف طبيعة القوى الإقليمية ودوافعها

جدير بالذكر أن قدرة الولايات المتحدة حالياً على منع استخدام أسلحة الدمار الشامل، أو التصدي لها، ما زالت محدودة؛ مما قد يضطرها إلى التلويح بالرد النووي، لردع استخدام أسلحة الدمار الشامل ضدها وضد حلفائها، وازداد القلق الأمريكي بعد تفجيرات نيويورك الأخيرة، ويقول جون بولتون مساعد وزارة الخارجية الأميركية: «إن مخاطر أن يستخدم متطرفون أسلحة الدمار الشامل، ومنها الأسلحة النووية في مهاجمة الولايات المتحدة، ازدادت بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) الماضي»ا
وتوقع بولتون في لقاء مع كتاب عسكريين أنه إذا حصل متطرفون على أسلحة للدمار الشامل، وهو تعبير يشمل الأسلحة النووية والجرثومية والكيماوية، فإنهم سيستخدمونها. وقال: «إنني قلق من أسلحة الدمار الشامل في كل مكان، وقلقي ازداد منذ بدأت الحرب (التي تقودها الولايات المتحدة) على الإرهاب»، وأضاف: «إن المستعد لقيادة طائرة ليصدم بها مركز التجارة لن يردعه شيء ... لو كان لدى هؤلاء الناس تكنولوجيا الصواريخ الذاتية الدفع لاستخدموها، لا يساورني شك في ذلك». وتابع: «ولو استطاعوا أن يضيفوا إليه سلاحاً نووياً للدمار الشامل أو غير ذلك وأسقطوه على جنوب مانهاتن ليحدث تدميراً مأساوياً مثلما حدث لمركز التجارة العالمي لكانت خسارة جنوب مانهاتن أو أي مكان مماثل أسوأ كثيراً»ا

وبناءً على ما سبق انتهجت أمريكا عدة أمور لمراعاة مصالحها في جنوب آسيا، وفي الوقت نفسه
تقليص الانتشار النووي وهي
الاعتماد على الحليف الهندي من خلال السعي لجعل الهند تحتل موقع الطرف العازل ضد الأصولية الإسلامية الناهضة، ولتكون كابحاً للتطلعات الصينية إلى الهيمنة، ومصدر دعم لحلفاء أمريكا في جنوب شرق آسيا الذين يحتمل أن تهددهم الصين، وقوة «أمر واقع» مكتفية تسعى لنزع فتيل المشكلات العالمية الخاصة بالإدمان، والانتشار النووي، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، والإرهاب بالمفهوم الأمريكي
سياسة مزدوجة تجاه باكستان بتهديدها في حالة استمرارها في الاحتفاظ بسلاحها النووي، وفي الوقت نفسه الإبقاء على خط ساخن معها لضمان بقاء الوضع مستقراً في المنطقة

التدخل العسكري في المنطقة، وهذا ما حدث في غزوها لأفغانستان لمكافحة التهديد الإسلامي المتمثل في ابن لادن والقاعدة وغيرها من الحركات الإسلامية في وسط آسيا والشيشان وكشمير، وفي الوقت نفسه لضمان عدم وصول الأسلحة النووية الباكستانية لهذه الحركات، وربما تدميرها في مرحلة لاحقة
:المأزق الباكستاني
تركز الهدف الاستراتيجي لباكستان منذ نشأتها على الحفاظ على كيانها واستقلاليتها في المنطقة، وخاصة من الرغبة الهندية في الهيمنة؛ فالهند لم تتقبل يوماً قط انفصال باكستان عنها
:وتعددت المحاور التي تقوم عليها هذه الاستراتيجية
أولاً: شكلت باكســـتان جيــشاً مقتدراً لديه وحدات مشاة ودروع قوية منتشرة على أقرب المواقع الحدودية مع الهند، كما شكلت سلاحاً جوياً صغيراً لكنه عالي التدريب والمعنويات، مزوداً بأفضل الطائرات المتوافرة لباكستان؛ لأداء مهام الدفاع الجوي والهجوم الأرضي على حد سواء
وقد اقتضت الاستراتيجية العسكرية التقليدية لباكستان استخدام جيشها وقواتها الجوية بشكل هجومي في الظروف التي تنذر بخطر استراتيجي. فإذا بدا النزاع وشيكاً، فقد توجه باكستان ضربة وقائية لاحتلال أجزاء صغيرة من الأراضي الهندية؛ ومن ثم تستخدم هذه المكاسب، إما لتحويل ثقل ردة فعل الهند نحو استرداد الأراضي التي خسرتها، أو لاستغلال تلك الأراضي كورقة للمساومة بهدف ضمان نتيجة مواتية في المفاوضات التي تجري في المرحلة اللاحقة للنزاع. وظهرت هذه الاستراتيجية جيداً في حوادث 1999م في كارجيل حينما توغلت مجموعات كشميرية داخل أراضي كشمير واستولت على مجموعة جبال بمساندة من الجيش الباكستاني لفترة من الوقت حتى تمكنت الهند في النهاية من طردهم، ولكن عجز القيادة السياسية حينئذ ممثلة في نواز شريف هو الذي منع باكستان من قطف ثمار ما حدث؛ مما أدى إلى نشوب خلاف بين نواز وقادة الجيش الذين جاؤوا ببرويز مشرف إلى سدة الحكم.

ثانياً: سعت باكستان على الصعيد السياسي، وعلى خلاف الهند تماماً، إلى كسب حلفاء من خارج المنطقة لضمان إمدادات الأسلحة، والمواد الحربية، والدعم الدبلوماسي، وتطلعت إلى هؤلاء الحلفاء كضامنين سياسيين يمكنهم التدخل نيابة عنها في حالات الضرورة القصوى. وقد وفرت الحرب الباردة بيئة مواتية لمثل هذه الاستراتيجية؛ فقد تحالفت باكستان في البداية مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال منظمة معاهدة جنوب شرق آسيا، ومنظمة المعاهدة المركزية؛ لكن تخلف الولايات المتحدة في مساندة باكستان في الحرب (الهندية - الباكستانية) عام 1963م أظهر محدودية هذه الاستراتيجية
وكانت الولايات المتحدة مهتمة بباكستان، كدولة تابعة بالقدر الذي تعزز فيه الهدف الأكبر المتمثل باحتواء الاتحاد السوفييتي، بينما سعت باكستان أساساً وراء المعونة الأمريكية لمساندتها في مشكلاتها الأمنية مع الهند؛ ومن ثم، فإن الصين ـ نتيجة لتنافسها الأمني مع الهند؛ ودول جنوب غرب آسيا أصبحت أحدث حلفاء باكستان

وقدم الغزو السوفييتي لأفغانستان فرصة أخرى لتجديد العلاقة (الأمريكية ـ الباكستانية)، إلا أنها تعثرت بعد اكتشاف أدلة على البرنامج النووي الباكستاني في أعقاب الانسحاب السوفييتي من أفغانستان، ولكن مع ظهور طالبان وتنظيم القاعدة وتفجيرات 11 سبتمبر برزت أهمية باكستان بالنسبة للقطب الأمريكي، ومرة أخرى برزت أهمية هذا العامل بالنسبة لباكستان؛ أي البحث عن حليف قوي ترتمي في أحضانه في محاولة لوقف الهيمنة الهندية، وتجلى ذلك حينما اختار الرئيس الباكستاني برويز مشرف الانحياز إلى الولايات المتحدة ضد حليفته السابقة حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان؛ في محاولة للحفاظ على القنبلة الباكستانية والتوازن مع العدو التقليدي الهند، والرهان على ما بعد رفع العقوبات الاقتصادية لتحسين الوضع الاقتصادي المتردي، وتعزيز سلطته بعد تعليقه للدستور والبرلمان وتنصيب نفسه رئيساً

:العربدة الإسرائيلية
شكَّل السلاح النووي الباكستاني قلقاً عميقاً لدى الدولة اليهودية؛ فباكستان دولة إسلامية تمارس فيها العقيدة دوراً أساسياً في حياة أهلها؛ ولذلك باتت تخشى وقوع هذه الأسلحة في أيد متوضئة تريد لهذا السلاح أن يكون له دوره في ميزان القوة الإسلامية في صراعها العقدي والرئيس مع اليهود؛ ولذلك هددت إسرائيل بضرب المنشآت النووية الباكستانية معلنة بكل وقاحة أنها لن تسمح لأي دولة عربية أو إسلامية بامتلاك السلاح النووي؛ لأنه يمثل ـ كما تقول ـ تهديداً لوجودها، وهو الأمر الذي أعاد للأذهان ذكرى ضرب المنشآت النووية العراقية

ففي بداية هذا العام أفادت تقارير صحفية أن الاستخبارات الباكستانية نجحت في إحباط خطة إسرائيلية كان يجرى التحضير لها، وتقضي بقصف المنشآت النووية فى باكستان بواسطة طائرات وقاذفات إسرائيلية كانت قد وصلت بالفعل إلى إحدى القواعد العسكرية الهندية، وجرى طلاؤها بألوان سلاح الجو الهندى للتمويه

وأضافت المصادر أن الرئيس الباكستانى استدعى سفيري الولايات المتحدة الأمريكية والهند المعتمدين في باكستان، وجرى خلال الاجتماع عرض لتفاصيل الخطة الإسرائيلية حيث أبدى الرئيس مشرف استياءً شديداً من هذا الموضوع، وطلب من السفير الهندي نقل رسالة تحذير وإنذار لحكومته مفادها أن الحكومة الباكستانية لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يدبر ضدها من قبل إسرائيل والهند، وأنها ستلجأ إلى الهجوم فوراً في حال تنفيذ هذا المخطط ضدها
وطلب الرئيس الباكستاني سحب الطائرات الإسرائيلية فوراً وإلا فعليَّ وعلى أعدائي. وقد تم إلغاء العملية بعد الإنذار الباكستاني وعادت الطائرات الإسرائيلية إلى قواعدها في فلسطين المحتلة
ونتيجة لخنوع القيادة الباكستانية وحرصها الشديد على هذا السلاح ولو أدى إلى التفريط في المصالح الباكستانية الأساسية؛ فقد سعت إلى إجراء اتصالات مع إسرائيل؛ فقد تواردت الأنباء عن رسالة سلمها المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة إلى نظيره الباكستاني تتضمن تعهداً إسرائيلياً بعدم مهاجمة المنشآت النووية الباكستانية، وقد نفى وزير كبير في حكومة باكستان نبأ هذه الرسالة، وقال: لا علم لي بذلك. ولكن رئيس تحرير صحيفة (أوصاف) الباكستانية المستقلة أكد فيما بعد صحة النبأ، وأضاف أن الاتصالات السرية بين إسرائيل وباكستان تحدث أحياناً على مستوى أكبر من ذلك؛ إذ سبق أن اجتمع وزير خارجية باكستاني سراً بشيمون بيريز حينما كان وزيراً لخارجية إسرائيل، وسمعنا في المناسبة عن وجود مجموعة من المثقفين والسياسيين الباكستانيين الذين تعلموا في الولايات المتحدة يدافعون عــن ضــرورة الاتصـــال بإســرائيل حتى لا تنفرد بها الهند وتحصل بذلك على ميزات استراتيجية إضافية على حساب باكستان
ولكن هذه التطمينات تبدو كأنها تنويم للجانب الباكستاني؛ فقد رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعقيب على تقرير صحفي عن تأهب وحدة من القوات الخاصة الأمريكية لشن عملية للاستيلاء على ترسانة باكستان النووية بالتعاون مع إسرائيل
ورفض ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نفي أو تأكيد هذه الأنباء، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تحتفظ بعلاقات تعاون وثيقة مع الجنرال برويز مشرف رئيس باكستان، وتثق في قدرة حكومته على تأمين المنشآت النووية الباكستانية
وأضاف أن واشنطن تجري اتصالات مستمرة مع إسلام آباد ونيودلهي حول برامج تأمين المنشآت النووية بالدولتين لتحاشي أي مخاطر قد تتعرض لها
وكانت مجلة نيويورك الأمريكية قد ذكرت أن وحدة من قوات الكوماندوز الأمريكية تجري تدريبات مع وحدات مناظرة في إسرائيل مختصة بمكافحة الإرهاب؛ لتنفيذ عملية عسكرية في باكستان يتم خلالها الاستيلاء على سلاح نووي. وأشار التقرير إلى أن الوحدة الإسرائيلية يطلق عليها اسم (262)، وأن العملية أعدت للتنفيذ في حالة الإطاحة بالجنرال مشرَّف من السلطة في ضوء هذه التحديات السابقة يتأرجح السلاح النووي الباكستاني بين إضافة لرصيد القوة الإسلامية وسلاح يدافع عنا وبين كونه وسيلة جديدة لإضعاف المسلمين وأداة لابتزازهم، وبات المسلمون مطالبون بالتنازلات تلو التنازلات في سبيل الدفاع عن هذا السلاح وبقائه بعيداً عن الأعداء!!ا

[[ إنتهى ]]

هذا الموضوع :-
أُرسل إليَّ من (( قروب طيبة )) فأحببت مشاركتكم فيه

ودمتـــــــم ،،،،،
__________________

عين الرضى عن كل عيب كليــلة
لكن عين السخط تبدي المساويا