عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 16-12-2001, 09:41 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

أحيي أخي الأستاذ خشان
وكل عام وأنتم بخير
تعجبني روح البحث والابتكار والإبداع عند الأستاذ خشان.
ولكنني في هذه الخيمة الأدبية اسمحوا لي أن أكون من ممثلي العروض التقليدي لأرد عن أستاذنا الخليل ما يبدو من غبن،وأنا متأكد أن الأستاذ خشاناً لا يرضيه أيضاً غبن الخليل لأنه أستاذنا جميعاً وكما قال ابن مالك عن ابن معطي:
وهو بسبق حائز تفضيلا..مستلزم ثنائي الجميلا
قال بعضهم كما يخبرنا الأستاذ خشان أن عدم تمييز الخليل بين الحرف الساكن -أي الحرف الصائت الساكن وحرف المد من الثغرات في العروض الخليلي..
وهذه دعوى ذكرها الأستاذ بلا تعليق فكأنه على أقل تقدير ليس متأكداً من خطئها إن لم يكن متأكداً من صوابها..
أما العبد الفقير فمتأكد من خطئها مائة بالمائة..
والسبب هو أن الخليل ما كان ليقرر قاعدة لم تضطرد ولم يقم عليها دليل قط إلا الظن والحدس الذي لا يغني من الحق شيئاً..
فاستقراء الشعر العربي دلنا على أن حرف المد يأتي بمكان حرف ساكن ولا يتغير الوزن فامرؤ القيس قال مثلاً:قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل..
ثم عاد فقال:
بسقط اللوى بين الدخول فحومل..
قفا=بسق
فكيف كان على الخليل أن يميز بينهما وهما يتبادلان المكان بلا مشكلة؟
ولنسر في التحليل إلى نقطة أبعد:
العروض هو وزن الشعر والشعر كلام فلو ادعينا أن للمد قيمة تختلف عن الحرف الساكن أعني قيمة معنوية لوجب أن ننسب إلى اللفظ علاقة مع المعنى تزيد عن العلاقة الاعتباطية كما قيل عن اللغوي الذي عرف معنى اللفظ الدال على الحجر بالفارسية لأن في حروفه يبساً!وهذا مذهب لا شك في فساده ويتعارض مع الدراسة العلمية للطرق التي توضع فيها الألفاظ للمعاني فهي طرق عديدة منها مثلاً انتقال الدلالة من معنى إلى معنى آخر لقربه أو لمصادفات معينة كتعبير الكسعية على نوع من الندامة والطفيلية على سلوك معين نسبة لمصادفة اسم شخصين نسبت إليهما هاتان الصفتان وإلى آخره..(بالمناسبة تحدثت قليلاً عن هذه النقطة في مقالي المسكين عن جماليات الجرجاني الذي فتحه لحد الآن ستة "ونفسي أعرف" من هم هؤلاء القراء الشجعان الستة!)
إذن فأنا ببساطة أرى أن ما ذهب إليه الدكتور عز الدين إسماعيل باطل جملة وتفصيلاً..
وملاحظة شكلية أخرى:
يا أخي..
مشينا مشية الليث
وزنها مفاعيلن مفاعيلُ الليث لا تمد ثاؤه لتصبح ياءاً بحال وهذا على رأي قلته مراراً في هذه الساحة وناقشت فيه أخي الشاعر سلافاً في غير موضع وهو أن تحويل حركة آخر حرف في الكلمة لتصبح حرف مد لا يجوز ضمن البيت ناهيك أن يجوز تحويل الحركة إلى حرف مد ضمن الأحرف الداخلية للكلمة أي ما قبل الحرف الأخير ولا يجوز إلا في الهاء ضمن البيت وفي الكلمة الأخيرة من الشطرين ويجوز في نهاية الشطر الأول في البيت المصرع فقط ومن القليل الذي أعرفه في العروض الرقمي الذي يعد أخونا خشان من أكبر دعاته فإن الثاء في "مشية الليث" حرف متحرك وقيمته واحد فلم جعلها الأستاذ خشان اثنين؟ وليس لهذا داع إذ البيت من الهزج الذي يجوز فيه أن تأتي مفاعيلن من الشكل مفاعيل ولا لزوم لمد الثاء بتحويل الكسرة إلى ياء لتصبح الليثي ناهيك أن هذا المد خطأ لفظي يكثر من ارتكابه الشعراء الشباب ودليلي على أنه خطأ مؤلف من شقين:أولاً الدليل التجريبي وهو أنني لم أجد في الشعر العربي هذا المد للحركة في غير الهاء وآخر الشطر الأول في البيت المصرع وآخر الشطر الأول في المتقارب حين تكون التفعيلة فعولُ وآخر الشطر الأول في الهزج حين تكون التفعيلة مفاعيلُ ولم أقرأ هذه القاعدة في كتاب ولكنني هكذا رأيت الاستخدام..
والشق الثاني من الدليل شق يستند إلى الأسلوب الفصيح في اللفظ والشعر كلام فلفظه يستند إلى قواعد اللفظ الفصيح في الكلام ولم أجد العرب في كلامها العادي تحول الحركة إلى حرف مد وكل ما تفعله هو أن تنطق الليث هكذا:ا ل لَ ي ثُ ولا ينطقونها بحال الليثو إلا في قافية بيت مصرع كما قلت..والحرف المتحرك يسكن عند الوقوف ولكن حركته لا تحول إلى حرف مد
ولا مانع في الاجتهاد والتجديد على شرط أن لا نخل بثوابت اللفظ العربي..
مع تحيات مشتغل قديم بالعروض من الاتجاه التقليدي..ولكنه يكن لكم كل احترام..
الرد مع إقتباس