أستاذي خشان،
لم أتصور -أخي الكريم- هذا الكمّ الهائل من التحامل على عروض الخليل، بل على التراث العربي الإسلامي بشكل عام، وليت نتائجهم التي يزعمونها تكون بإحكام يقف أمام مساءلة العامة، فضلا على نقد المتخصصين، وإني لأضحك على بعض هذه الاستنتاجات التي يزعمونها، فنظرية القياسات الزمنية للتفعيلات نظرية ساذجة، فعلى قراءة من نعتمد؟ وعلى لحن من نعتمد في هذه القياسات؟ ولو شئت لجعلت المدة الزمنية لـ(فعلن) هي ذاتها لـ(مفاعيلن) أو حتى (مستفعلاتن).
أما ما قاله عن الفرق بين (با) و(بأ) فلا أراه يؤثر إلا في اللحن حين تنشد هذه الأسباب، والكل يعلم أن المنشد لأبيات يختار الأماكن التي يستطيع أن يمدها ويفعل، وهذه المدود تختلف من بيت لبيت، حتى أن بعض المنشدين يختارون أن يشبعوا حركات معينة لتصبح حروف علة لتمكينهم من مدها في النشيد.
فانظر إلى بيت الأصمعي.... (صوت صفير اللبلبل) وانظر إلى من أنشده فأشبع ضمة التاء واوا، فقال (صوتو صفير البلبل).
وانظر إلى قولنا: (واعذروا المعنى فليس هو الهدف)
يا قليل الحظ هل يكفيك بؤسا
أن تبات الليل حفـّارا لكوسى
هل اختلف العروض بين السببين(بو) و(بؤ)؟
أما البيت الأول الذي استشهد به على ثغرة العروض
قدموس قد سرقوا الحروف وخا……………نوا بعدما زلت بك القدم
فهو كما قلت أنت، ولا أرى كيف فسرها بنظرية الـ(بابأ).
على كل، بارك الله لك جهودك في الرد على القوم، ونحن في انتظار جديدك دائما.