لا شيء يسر من يكتب أكثر من أن يجد قارئاً ذكياً مثل أخي عمر وأخوة آخرين في هذه الخيمة.
يعود النص الموجود عن أم هاشم بالفعل كما أشار الأستاذ عمر إلى سلسلة من المقالات هدفت إلى تحليل الثقافة العربية المعاصرة من وجهة نظر رصد التغريب والاستلاب فيها ثم من خلال مقاربة مشكلة التأصيل.
والآن تجد هذه الثقافة المتميزة نفسها في خطر الانهيار المادي والابتلاع من قوى ساحقة خارجية وقد لا يفيدنا للأسف التأكيد الصائب على أن لدينا وصفة حضارية تصلح دواء لأمراض الإنسانية التي تسير بقيادة فلسفة حضارية مادية لا إنسانية نحو الهاوية.لقد كانت ثقافات الشعوب الأصلية في أمريكا أيضاً ثقافات متميزة لا تقل حتى في مستواها التقني عن الحضارة القادمة من ما وراء المحيط ولكن مزاياها الذاتية لم تفدها شيئاً فقد يغلب حامل البندقية حياً أعزل ثم لا يكون قهره لهذا الحي دليلاً على أنه أفضل منه حضارياً أو أخلاقياً..ولكن هذا لا يفيد إلا على المستوى الأخلاقي البحت والمطلوب هو أن تثبت الحضارة المتميزة قدرة واقعية على الحياة قدرة على إنتاج الخبز والدفاع عن الذات!..
ومن هنا وبعد جملة من الهزائم الكبرى والمخاطر الداهمة التي تواجهها هذه الثقافة أجد نفسي أعيد الحساب وأبحث فيما وراء التأصيل:كيف البقاء وليس مجرد إثبات أن هذه الثقافة "كانت-المرحومة-تستحق البقاء!"
|