[السنونو المهاجر]

لكن يا أختاه ألست القائلة:

نحن...
نحن...
نحنو..
من نحن ؟
نحن الذين لانقوى على رفع الصوت أمام اخواننا , لأن الارهاب الذي يمارس علينا من بعضهم أشد من ارهاب الاعداء أنفسهم !.
نحن الذين نسكت ونصمت ونخرس كل وجهة نظر وكل رأي وكل فكرة ولو خرجت من بين صفوفنا , وكان صاحبها أهل ثقة ومعرفة بالله.
نحن ..الذين لانعرف الرحمة ولاالمغفرة ولاالرفق ولااللين.
نحن الذين ننادي بمباديء نحن أول من ينقضها ويخترقها .
نحن الذين لانقبل الرأي الآخر ولاننستسيغه ولانهضمه ولانحتمله , ولو أجرينا تحاليل لدمائنا لطلع معنا هستيريا جماعية وارتفاع في الضغط , وترسبات للرأي الآخر في الطحال!.
نحن..نحن..نحن ..من أشرق فينا هدي رب العالمينا , لكننا لم نكن أهلا له فحسب ولكننا أصرينا على الاستنارة بضوء " النواصة " مما زادنا عمى على عمى ونحن قاعدون في الظلماء.


كما وصلني تعقيب من أستاذي وصديقي نبيل شعيب يقول فيه:

من نحن ؟..
نحن جموع يخشون أن تكون أمّة ذات حضارة مجيدة
ويسمعون صراخنا يشيّد مستقبلنا على أركان عتيدة
قد أدركوا أنّهم لا قِبَـلَ لهم بنا وبدولنا وبحكوماتنا الرشـيدة
فاستعانوا ببعضنا على بعضنا للقضاء على نهضتنا الوليدة

من نحن ؟..
نحن بئر نفط وقاعدة جوية على الخارطة العالمية
وقصور منيفة وأنوف تشكو من جثمان الضحية
نضيق ببكاء أطفال يبكون من آلام التخمة صبحا وعشية
فنمضي لنبحث عن لقمة عيش أو مأوى في كهف أو دواء في صيدلية

من نحن ؟..
نحن كالسنونو المهاجر .. يبحث عن هوية
علام يبحث عن هويه
ألا يرانا وفي يد كل منا هويه
وأيدينا تمزق الهوية

مـن نحن ؟..
هذا سؤال يصح طرحه .. إذا كان لنا في الوجود وجود
فهل نعيش أم أننا ضعنا ما بين حدود وحدود
قيل إن "الشبكة" أسقطت ما كان بيننا من سـدود
فدخلنا "الشبكة".. وصنعنا بأيدينا مزيدا من السدود

من نحن ؟..
سؤال حير سائلا يبحث عن عنوانه
ومجيبا يعيش على هامش زمانه
سـؤال عجيب سابق لأوانه
فلنسأل أين نحن .
قبل سؤالنا من نحن