قصيدة الأستاذ محمد حيدر رائعة بكل معنى الكلمة، وأحببت أن أنقلها إليكم، فهي درة في وجه هذا الزمان الكالح.
قادم من مجاهل الأعوام
-------------------
1\1\2002\
---------------------
بمناسبة العام الجديد كانت هذه الأبيات0
-----------------------
قادم من مجاهل الأعوام
حاسر الرأس حاسر الأقدام
يتهادى على الطريق صعودا
وهبوطا ، لكنّه لأمام
خطوه ثابت رتيب ويمشي
مفردا غير عابيء بالزحام
يتجلى للناس وفق رؤاهم
وبأبهى توهج الأحلام
وهو في واقع الحياة سيعطي
وفق جهد الشعوب والأقوام
----------------
إنّها عبرة القرون وتبقى
عبرة ، في تتابع الأيام
ما لشعب من الحضارة إلا
ما لأبنائه من الإسهام
حكمة عند ما نحاكم فيها
ربما ننتهي إلى الإعدام
-----------------
نحن قوم نعيش في العصر إلا
أننا عالة وفضلة جام
نحن مستهلكون في كل شيء
من علوم الفضاء حتى الطّعام
جزّ أ تنا أكف مستعمرينا
ورمتنا هياكلا من عظام
لنعاني فقرا وجهلا وقمعا
يجعل الخوف كابحا كاللجام
ونعاني التمييز في الجنس والعرق
وبين المحكوم والحكام
ونعاني من سوء فهم مميت
في جليّ النصوص والأحكام
ثم نحيا بشرنقات حلول
نسجتها لنا يد الأوهام
فنسمي استسلامنا لعدو
غاصب ، أنّه مسار السلام!!!
----------------
أيها القادم الجد يد أتصغي
لاعتذاري وترحم استرحامي ؟؟
من قرون ياسيدي نحن شعب
نائم في مهاجع النّوّام
عطّلت عقله الفتاوى وألقت
بقواه إلى أتون الخصام
فغدونا مذاهبا تتعادى
إنّما تحت راية الإسلام !!!
وغد ونا طوائفا تتبارى
في صراع باسم الد يانات ، دام
ولهذا صرنا لما نحن فيه
من خضوع وذ لة وانقسام
----------------
أيها القادم الجد يد أأرجو
منك ماء يروي شديد أوامي؟؟؟
أم تراني على يديك سألقى
نمطا آخرا من الآلام ؟؟؟؟
--------------
أيها القادم الجد يد كفاني
فعقابي أشد من آ ثامي
لم أعد قادرا على أن أعاني
بلغ السيل بي ظهور الغمام
فإذا لم تكن سعيدا فآذن
برحيلي فقد مللت مقامي
---------------
محمد حيدر- توليدو 1\1\2002\
|