يا صديقي كُف الملام فما بقي في العمر متسع …...
وما عادت كلماتك يطيق قلبي أن يبكيها بصمـت…......
فكـم هي طويلـة تلك اللحظات التي تتبع قراءة كلماتـك ؛ وروحي تختنق وعيوني تستصرخ نظراتها أن يكفي يا صديق…......
يكفي فحتى دموعي التي اعتادت ان تلفني كرداءٍ يُداري ما بالقلب من أوجاع أصبحت تشرب دموعها لئلا يظهر ضعفي أمام كلماتك .......
يا صديق ليتك تدري الحقيقة وتعرف معنى أن تشعر بالشيخوخة وأنت في عز شبابك..
أن تشعر بالعجز في قمة عطائك……
ما اصعب أن تقتات الآلام على عمرك والأحزان تفغر فاها لتلتهم كل بارقة أمـل فـي دنيـاك…
يا صديق ما الجدوى إن كان فجري قد ولد عقيماً ليس له من أمل في غدٍ جديد......
ورحم الأحزان صدقني لا ينجب غير الأحزان......
ما نفع العالم من حولي إن لم يكن فيه يومٌ تطرزه سعاده..
وما نفع الناس إن لم يكن بينهم احبة القلب وسكان الفؤاد....
ففراق الأحبة خنجرٌ يداعب القلب الجريح بمزيد من الجراح فقد فارقوا الأرض وهجروا الأوطان ويأبى الزمن ان يعيدهم .....
أخاف على قلبي من بكاه الصامت ، وعيوني عليها أخاف من آلامٍ تجرعتُها مع كل نظرة لمن حولي…
يا صديق.. أتلف القلب انتظاره للغائبين ، للقادمين من رحم الغيب، العائدين من غربة الوطن والروح …...
لمن سيحمل الفرح الحقيقي ، لمن سيمتلك العمر ....
فالعمر يا صديق يمضي بسرعة والزمن يحفر في القلب ، والجبين يحمل آثار النقش الأبدي……………………
يا صديقي..... لا نصد نحن عن السعادة ولكنها هي التي تصد عنا ....
فأنـــــــــا محت اسمي من دفترها و أزهقتْ دمعي عند محرابها ولكن ما من جدوى فرحم الغيب أبى إلا أن أعيش الألم يوما ويزداد فيقتلني كل يوم.
