قصيدة بعنوان : طفل في الخمسين...
			 
			 
			
		
		
		
		.....................طفل في الخمسين 
 
	 
خمسون من عمري تلاشت ، 
أو يزيد… 
خمسون عاما، 
قد توارت كالضّباب… 
لم يبق منها سوى السّراب، 
و الطّفل بين جوانحي ، 
لا يهتدي لمقرّ بيتهم القديم… 
خمسون عاما قد مضت، 
و الطّفل فيّ معذّب… 
لم يله بالخذروف في الحيّ العتيق… 
لم يعد يوما خلف قطّ أو فراش… 
خمسون عاما… 
لا ربيع، 
و لا أريج،  
و لا نشيد… 
لو يرجع الدّهر العنيد … 
إلى الوراء، 
و أعود طفلا من جديد… 
 فأظلّ أركض خلف أسراب الطّيور… 
و أقول للشّمس احضنيني بالضّياء… 
ثمّ اغسلي أحلام طفل، 
من كوابيس الدّجى… 
إنّي أخاف السّير في الظّلماء 
و » الغول« يرصد كلّ طفل في الطّريق… 
و كذاك » سلاّب العقول«… 
لو يرجع الزّمن العنيد إلى الوراء… 
و أعود طفلا مثلما كان الوجود… 
سأصيح حتّى يبلغ الصّوت السّحاب: 
أطفالكم يا أيّها النّاس الكرام… 
أطفالكم عطشى لينبوع الحنان… 
أطفالكم أضناهم اليتم المريع… 
قتل الجمال بروضهم ، خنق الرّبيع… 
أمر فضيع… 
أمر فضيع ، 
 أن تخنق الأزهار، 
 في عزّ الرّبيع… 
يا إخوتي … 
لن يرجع الزّمن العنيد إلى الوراء… 
و برغم أعباء الزّمن ،  
سأظلّ طفلا، بين طيّات الجليد، 
متشوّفا شمس الرّبيع، 
لتزيل عنّي كلّ أعباء الجمود،  
فأعود طفلا من جديد… 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــــ 
الخذروف: لعبة من لعب الأطفال.و هي عبارة عن قطعة خشبية صغيرة مخروطيّة الشّكل تنتهي بجزء معدنيّ مسنّن, تلف خيط و يقذف بها على الأرض فتدور.. 
سلاّب العقول: شخصيّة خرافيّة  محلّيّة كالغول ، كان الآباء يخوّفون بها  الصّغار. 
		
	
		
		
		
		
			
				__________________ 
				يا تونس الخضراء جئتك عاشقا 
................و على جبيني وردة و كتاب.
			 
		
		
		
		
	
		
		
	
	
	 |