الموضوع: آهٍ ياورد
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 01-02-2002, 07:10 PM
الصمصام الصمصام غير متصل
ذهـَــبَ مـَــعَ الرِيحْ
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,410
إفتراضي كم بقيت ورد تنتظر العصفور

وهذا هو نص الشاعرة هند


كم بقيت ورد تنتظر العصفور؟
__________________________

من بضعِ سنينٍ وهلالُ العيدِ يصافحُ شوالْ
سقطتْ ورقةْ
لمْ تلمحها عينُ الريحِ لتذروها
طارَ إليها عصفورٌ أخضرُ
في عينيهِ شعاعٌ يشرُقُ فيهِ الكوثرُ
وشعاعُ يشتاق ُ لورْد
لملمَ ضوضاءَ الأرضِ وسحْـرَ ربيعٍ
مرّ عليهِ سريعاً أربعَ مرّاتْ

من بضعِ سنينٍ كانَ اليومُ طويلاً
والعصفورُ يبعثرُ أركانَ البيتِ يكركرُ
تضحكُ معهُ وردٌ وتلاعبهُ
يتقافزُ .. واحدُ اثنانٌ .. أربعْ
يتساءلَ في فمهِ السكرُ ..
هلْ هذا أزرقُ .. هل هذا أخضر!؟
استلقى فوقَ ذراعي اليمنى وعلى اليسرى استلقت وردْ
بدفءٍ كنتُ أسافرُ في هاتينِ العينينْ ..
وهاتينِ العينينِ ..
بهمسٍ أحكي عن قصةِ سيدنا داوودْ
نامتْ وردُ ولم أكمل قصةَ سيدنا داوودْ
وفي عينيهِ رأيتُ سحابَ طيورٍ
تشتاقُ التحليقَ فأطلقتهْ

كانتْ أمي عندَ البابْ
شمساً تبحثُ عن ومضِ أشعتها كي تغربْ ..
ظنت أن الأطفالَ جميعاً تحت وسادتها
فاستلقت هانئةً تحتضنُ الومضْ
والعصفورُ تسرّب للشارعِ يلهو ويدَوِّرُ سيارتهُ
وأنا بينَ حياةٍ تقتربُ إلى الموتِ أكادُ أنامْ
سمعتُ ضجيجاً .. جرياً ..
تتبعهُ صرخةْ
شقتْ إغفاءةَ وردٍ وانتظرت في أذني أعوامْ
من خلفِ البابِ
رأيتُ دماءً تحملها أمي تتلاشى في سيارةِ أجرةْ
معها أصغرُ عصفورٍ في البيتْ

في المستشفي بدأَ توافُدُ جارات الحيّ
أيدٍ تربتُ وعيونٌ كحلـها عطرُ العيدِ
يغرغـرَ فيها الدمعُ .. تواسينا ..
وتحدّثُ أمي عن قصرٍ
في الجنةِِ سمّاهُ الراحمُ بيتَ الحمدِ
خرجَ طبيبٌ شقتَ صمتَ الردهـةِ خطوتـهُ
وسهامُ الأنظـارِ تمزقُ شفتيهِ
قالَ .. وأدبرَ تدفنهُ الردهة ..
"الأمـلُ كخيـطٍ يوشـكُ أن يقطـعهُ الأجلُ"

في إحدى الغرفِ الباردةِ
وقفتُ على رأسهِ أقرأُ سورةَ ياسينْ
آلآنَ يودعنا ونودعهُ!؟
لمستُ غضارةَ جسدهِ
أبيضَ كحليبٍ كانَ إذا ذهبَ إلى الروضةِ يشربهُ
باردُ كالبوظةِ .. باردُ كصقيعٍ .. باردُ كالموتْ
أحدق بجهازِ النبضِ بلا نبضْ
يهبطُ .. يرتفعُ .. يهبطُ .. يرتفعُ
يهبطُ ..
يـــهـ بـــ طْ ..

عدنا للبيتِ
فالأمـلُ كخيـطٍ يوشـكُ أن يقطـعهُ الأجلُ
وعزرائيلُ يوشكُ أن يسلبَ آخر أنفاسَ أخي ..
وردٌ لقـيتنا تبتسمُ
تـنـتظـرُ رجـوعهُ محفـوفاً بالزهـرِ
بهدايا رائـعةٍ كي تلعبَ معهُ
في تلكَ الليلةِ سقطت ورقهْ
لم تلمحها عين الريحِ لتذروها
وحيداً طارَ إليها خالــدُ
في عينيهِ شعاعٌ يشرقُ فيه الكوثرُ
سيارتهُ قرب البابِ وفيها وردٌ تنتـظرُ
============================
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )
الرد مع إقتباس