عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 15-02-2002, 12:04 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

لم أقرأ النص الأصلي للمقالة ولو أن أخي عمر نسخه هنا لكان مشكوراً.
وما فهمته من التلخيص يدلني على أن تفسير العداء الذي يكنه بعض المسلمين لأمريكا ينم -أي التفسير-لبحد ذاته عن روح عنصرية وأنانية نرجسية مطلقة لا تجعل هؤلاء الناس قادرين على الخروج من ذواتهم وإجراء أي نقد ذاتي مهما صغر. وهناك في الغرب مفكرون كثر في أوروبا وحتى في أمريكا من ينظرون للمسائل بطريقة موضوعية بل من رجال السياسة من نفد صبره من هذا التجاهل لحقوق العرب كما سمعتم من الوزيرة السويدية مؤخرا -انظروا مثلاً على النقاد الموضوعيين نعوم تشومسكي-رغم أنهم ليسوا مثل برنارد لويس يدعون أنهم مختصون بالإسلام!
العنصرية هي التي تجعل هؤلاء لا يسمعون لصراخ العرب والذين تصادر أرضهم وتقتل أطفالهم بأسلحة أمريكية ولذلك حين يسألهم الأوروبيون مثلاً: لماذا يكرهكم العرب؟ يجيبون: لأنهم يحسدوننا على رفاهيتنا وديمقراطيتنا!
وحقاً..هل العرب بشر لنهتم بمشاعرهم وعذاباتهم؟إنهم مثل الحيوانات التي يجب أن تلتزم بما يريده البشر ولا يسمح لها أن تخرج على برامجهم!
ومن علامات العنصرية -النرجسية(وهو مركب لعين يجعل صاحبه غير قابل للتعلم) أن هؤلاء لا يرجعون إذا أرادوا معرفة عنا إلى مراجعنا بل إلى مراجعهم هم. وكأنهم أعلم منا بأنفسنا.
النقطة التي أريد أن أركز عليها هي التالية: يجب أن نبني نحن بجد وبمسؤولية شخصية.أي ليست عامة.لا نقول المجتمع يجب أن يفعل أو الدولة يجب أن تفعل بل يجب أن نقول: أنا يجب أن أفعل.ما هو الفعل:أن نبني مجتمعاً جديداً متحضراً متماسكاً ناهضاً وننفض عن أنفسنا النوم والخمول.عمل حضاري سلمي لا نبدأه بالتهور بل بالتواضع.لنتوقف عن التحاسد ولنتحمل بعضنا ولا نعد تناقضاتنا الهامشية مع أخوتنا وجيراننا هي الجوهرية بل لنتناساها في سبيل المصلحة العامة.لنوقف هذه الكبرياء التي تجعلنا غير مستعدين لتمرير أي إساءة صغيرة من أخينا على حين نمرر إساءات عظمى من الآخرين!
إذا أردت أن يحترمك الناس ولا يجرؤوا أن يتطاولوا على حقوقك فقم بواجباتك تجاه نفسك ومجتمعك.وليتحول شعورك بالغضب إلى دافع قوي لا يقاوم لتغيير وضع التخلف والضعف والانحلال الاجتماعي. فحين هزمت اليابان مرة في القرن التاسع عشر غيرت نفسها جذرياً فنهضت في مدة قياسية وإذا بها عام 1905 تهزم وهي الصغيرة روسيا العظمى.!
إننا مظلومون مذلون مهانون ولكن الظالمين لا يسمعون وهم سيرحبون بدعوتنا للمنازلة لأنهم قادرون على تدميرنا. فلنصمت ولنبن حضارة انهارت وتعفنت من جديد وهذا واجب شخصي على كل فرد وفرض عين. فإن لم نفعل فلن ينفع الغنم أن تلوم الذئاب..
الرد مع إقتباس