أترى اين ذهب ؟
تأمل معي : نبينا - صلى الله عليه وسلم - يخبر عنه من رآه يصلي : ( وإن في صدره لأزيز الرحى من البكاء). وسألوه ذات مره - صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله قد شبت ! فقال : (( شيبتني هود وأخواتها )) وفي رواية : (( شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت )).
وهذا الصديق أبوبكر - رضي الله عنه - يقول : (( والله لوددت اني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد ! )) . وقال يوما : (( ليتني خضرة تأكلني الدواب )) .
وهذا الفاروق عمر - رضي الله عنه - أخذ يوما تبنة من الأرض وقال : (( يا ليتني كنت هذه التبنة ، يا ليتني لم أك شيئا مذكورا ، يا ليتني كنت نسيا منسيا يا ليتني لم تلدني أمي ! )).
وهذا عثمان بن عفان ذو النورين - رضي الله عنه - كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته ! .
وقال : (( لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير ! )) .
وهذا أبو السبطين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كان يبكي ويشتد خوفه من اثنتين : طول الأمل واتباع الهوى ! ويقول : (( فأما طول الأمل فينسي الآخرة وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ! )) .
وهذا أبو عبيدة عامر بن الجراح - رضي الله عنه - قال : (( وددت أني كنت كبشا فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويحسون مرقي ! )) .
أخي : أترى أين ذهب قلبك وأنت تقف عند هذه المواعظ ؟! ..
مقتطفات من كتيب الخوف والرجاء / أزهري احمد محمود.
|