الموضوع: وحدي
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 27-02-2002, 11:36 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

أخي سلاف
لعمري لقد أحزنتني بقصيدتك هذه
هناك إحباط وموقف انطوائي.
ليست هذه ملاحظة فنية بل هي ملاحظة تخص رؤيا وموقفاً من الواقع.
وصحيح أنني لم أتشرف بمعرفتك شخصياً ولا أعرف ما يجاوز "اسمك الفني" سلاف..ولكنني من متابعة قصائدك رأيت أنك مثال نادر الوجود في هذا العصر لشاعر ملتزم بقناعات وقضية يكتب شعره عنها، وعنها وحدها عملياً، بأعصابه ودموع عينيه..
لا أدري لعلي من باب التخفيف عنك أقول ما أقول على أن ما سأقوله هو قناعة ثابتة أكتبها هذه الأيام:
حين يخيب واقع ما أملاً عند صاحب قناعات فعليه أن يراجع قناعاته عن الواقع فلعل الواقع كان مختلفاً عما ظن!
وأصحاب الأيديولوجيا يعملون على محورين: أفكار وواقع..وهم لا يمكنهم شأن الفلاسفة وعلماء الرياضيات النظرية أن يعملوا على محور الأفكار وحده وبغض النظر عن الواقع لأن الواقع هو مدار مراهنة صاحب الأيديولوجيا وموضوع عمله وهو عنده المطلوب تعديله.
الأيديولوجيا العربية في اعتقادي في نصف القرن الماضي ورغم اختلاف تياراتها الظاهر الذي يصل تناقضه الظاهري إلى حد التناحر كانت توحدها فكرة أولوية السياسة،وكانت في المقابل ترى أن القاعدة الاجتماعية والحضارية بثغراتها الكبرى من منظور الموقع العالمي تابعة للسياسة وهي تتقبل الفعل السياسي ولا تفعل فيه بدورها فهي عجينة طيعة بيد الفعل السياسي وخصوصاً حين يكون هذا الفعل فعل سلطة (وهو الفعل السياسي بامتياز!) وبالمقابل لم تر الأيديولوجيا العربية أن هذا الواقع الاجتماعي الحضاري بثغراته كفيل بالحكم على أي تغيير تأتي به السياسة بالإخفاق أو بالانقلاب إلى الضد. ما من حكومة حتى لو كانت بأفرادها في غاية المثالية تستطيع الصمود في عالمنا ما لم تستند إلى تركيبة اجتماعية متينة لا تقبل الاختراق.ومن دون ذلك تبني السلطة حتى لو كانت مثالية بأشخاص أفرادها على قاعدة من رمال سريعة الانهيار.فكيف إذا كانت السلطة شأن الحالة السائدة في بلادنا تجمع أمرين لم يجتمعا في خير قط وهما يكفيان للانهيار ولتوليد لا منته للهزائم:الاستبداد والفساد؟
هل أوغلت بعداً عن موضوع قصيدتك؟لا أعتقد؟
كتبت هذه السطور ونفسي تراودني أن لا أعاود الكتابة في هذا المكان بعد مرور مقالات لي كثيرة في المدة الأخيرة دون أن أتأكد من أنها قرئت أو أن آرائي ولو اختلفت لم تزل قابلة..لل..عند..
مع التحية
الرد مع إقتباس