بسم الله .... وبه نستعين
أما بعد :-
الأخت الكريمة / اليمامة ...... تحية طيبة
أشكر لك طيب مداخلتك في الموضوع ... وما الأكاديمية أخيتي إلا ( وهمٌ ) إبتدعه الأكادميون ... لينفروا الناس منهم أو مما يقولون ...
وإذا رجعنا للحقيقة المجردة فإننا نستطيع أن نعلم أكثر مما يعلم الآخرون في حدود معينة ... ولكن قد ( تبروز الصور ) بأسلوب أكثر تنميقاً لتبدو للناس على غير مظهرها ... أو أجمل من منظرها الحقيقي ...
وهذا في نظري هو الإختلاف بين طرح الأكاديمي والكاتب العادي .. وأما ما عدى ذلك فالأمور سواسية والخير في الجميع ..
أما ماذكرتيه عن الإبداع والفكر الابداعي وأنه صورة جميلة معبرة يرسمها (( خيال الانسان الخصب )) فيبدع ... فهذا هو ما عنيته بالضبط ...
وأما أن يكون الإطار نظيفاً فهذا شرط لا بد منه .....
وليس لنا أن ننكر أن هناك من ( عتاة المجرمين ) من هم مبدعون ومتميزون في الإبداع ... أيضاً
ولهذا كله أرجو أن يكون ما أورده في هذا الجزء يكون جواباً شافياً للتساؤلات التي قد تنشأ عند الكثيرين عن المراحل ( الضرورية ) أو ( الطبيعية ) التي تمر بها العملية الإبداعية لتكون بعيدة عن الزيف الإبداعي الذي قد يأتي بنتائج غير تلك التي يريدها المبدع ( نفسه ) او المجتمع الذي يعيش فيه لاحقاً ...
ولذلك أقول ....
ثبت لدى الكثير من المبدعين أنه عند وصولهم إلى فكرة جديدة أو انتاج جديد عادة ما يمرون بعدة مراحل أو جوانب تمهيدية قبل أن يصلوا إلى الفكرة أو الإنتاج المبدع ، وأهم هذه المراحل:ـ
1-مرحلة الإعداد :ـ
تعد مرحلة الاعداد أساسية في العملية الابداعية ، إذ أن معظم التقدم المفاجئ في المعرفة العملية والتقنية هو أساس الانتاج لمرحلة أو مراحل سابقة ومن أهمها مرحلة الأعداد والبحث الدقيق في جميع المتغيرات التي لها علاقة بالفكرة الأساسية التي نتج عنها الكشف العلمي أو التقني .
2-مرحلة التركيز :ـ
يدل المفهوم العام للتركيز إلى الانشغال التام في قضية معينة ، وهذا يعني أن يقوم الفرد بتسخير وتركيز جميع قدراته وخاصة الذهنية منها في الموضوع أو المشكلة تحت البحث أو الدراسة . فالأشخاص المبدعين يتصفون عادة باهتمام بالغ وذلك بالنسبة لما يقومون به من عمل ، بل إن أعمالهم تتمثل في جميع مراكز الاحساس لديهم . وكثيراً ما أشار المبدعون. إلى أنهم أمضوا وقتاً طويلاً من التركيز قبل أن يصلوا إلى حل أو ايجاد العلاقة للمشكلة المطروحة بين أيديهم.
3-مرحلة الكمون " الاختمار" :ـ
تعد مرحلة الكمون مرحلة لاحقة لمرحلة التركيز . وحيث أن مرحلة التركيز تشتمل على الانشغال والاغراق الذهني التام في مكونات وأجزاء المشكلة موضع الحل، الأمر الذي يؤدي بالفرد إلى الوقوع في الشعور بالاجهاد النفسي أو البدني التام، مما يتطلب نوعاً من المعالجة لهذا الاجهاد لضمان استمرارية العطاء الذهني وقدرته على الربط بين الأجزاء والمكونات المتاحة . أن هذه المعالجة تتمثل في مرحلة الكمون والتي تأتي كاستجابة لهذا الانهاك بنوع من الراحة والاسترخاء وذلك باقتطاع بعض من الوقت لهذا الهدف .
وتجدر الاشارة هنا إلى أن فترة الراحة (الكمون) لا تعني الكسل واضاعة الوقت ، وانما هي باختصار مرحلة اختمار الأفكار والمعلومات.
4-مرحلة الاشراق " وجدتها" :ـ
تأتي مرحلة الاشراق أو ما يطلق عليها مجازاً مرحلة انبعاث الضوء واشراقاته ، بعد المراحل السابقة والتي من خلالها تتخمر الفكرة في ذهن الفرد وتـأخذ طريقها في عملية التطور والحراك المستمر لجمع كل المتغيرات ذات العلاقة بالمشكلة ودراستها . أن المراحل الشاقة من التجهيز والتي يمكن أن نسميها مرحلة التكون والتي يتخللها الكثير من الصعاب ونوبات من الاحباط والاجهاد تتكلل بمرحلة الولادة او الاشراق وذلك عندما يسطع النور ويجني الفرد ثمار جهده السابق .
5-مرحلة التحقق والتجريب :ـ
إن الوصول إلى مرحلة الاشراق ليس هو نهاية المطاف بالنسبة للعملية الابداعية كما يظن الكثيرون ، انما هي في الحقيقة نهاية للمرحلة الأولية في عملية الأبداع .
حيث يعد الاكتشاف أو مرحلة تفتق الفكرة بكل مراحل تطورها السابقة مرحلة أولية تظهر الفكرة الجديدة أو الاكتشاف الجديد إلى حيز الوجود بأن يكون النتاج الفكري (( ملموساً )) .
فمرحلة التحقق والتجريب تتلو مرحلة الاشراق وهي من حيث الأهمية تعادل جميع المراحل السابقة إذ يتوقف عليها مدى قدرة الفرد المبدع على تسويق واقناع الآخرين والذين من حوله بما عمل أو أنتج.
وتشتمل مرحلة التحقق والتجريب على:ـ
1- الاختبار والتجريب للفكرة أو العمل المنتج للتحقق من صحة جميع المخرجات وامكانية استمرارها.
2- التأكد من مدى استفادة الآخرين من ذلك الانتاج وامكانية توظيفه وتطبيقه فيما له علاقة باشباع حاجتهم العامة او الخاصة.
........... للموضوع بقية سنتواصل معكم فيها ( بإذن الله )
ودمتــــــم ،،،،،
__________________
عين الرضى عن كل عيب كليــلة
لكن عين السخط تبدي المساويا
|