عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 09-03-2002, 02:51 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي يا ابن الحلال!

أخي محمد الشنقيطي
تحياتي ومرحباً بك في ناد عامر بالشعراء المجيدين

هبَّ منهُ نسيمهُ و الطيوبُ
و بدا السعدُ قادمٌ مستجيبُ

أشرقتْ شمسهُ فأشرقت الدنيا
و زانتْ على الحياة ِ الدروبُ

عبقريُّ الرؤى وديعٌ لطيفٌ..
بيد أني مالي لديه ِ نصيبُ

خلتُ أنا مدى الزمان سنبقى
كل روح ٍعن روحها لا تغيبُ

هذا لعمري من جيد الشعر وفاخره!

ثم يا ابن الحلال بعد هذا الشعر المتقن بدأت تكسر في الوزن وأبياتك الأولى تظهر أنك قادر على الصواب لو شئت!
وأذكرك ببيت أبي الطيب:
ولم أر في عيوب الناس شيئاً..كنقص القادرين على التمام!

وأنت والله من هؤلاء!

و رفع "قادم مستجيب" له وجه كما قلت أنت ولكن انتقادات الأستاذ خشان العروضية صائبة صائبة ..

وقولك إن العرب لا تقف على متحرك هو صواب يراد به هنا خطأ إذ العرب لا تفف على متحرك في كلامها ولكنك في الكلام الفصيح لا تقف حيث شئت وقبل انتهاء الجملة! وفي الشعر العمودي لا تقف أثناء الشطر إن كانت الكلمة متحركة الآخر ولا في نهاية الشطر الأول إلا على هاء ضمير متحركة مشبعة أو تنوين أو حرف ساكن لسكونه وجه إعرابي أو وجه في طبيعة لفظه كتسكين المضارع المجزوم غير معتل الآخر أو انتهاء الكلمة بحرف مد لا يقبل التحريك كالألف وهذا في غير الهزج والمتقارب حيث ينتهي الشطر الأول فيهما بحرف متحرك ولكنه فيهما أيضاً لا يجوز تسكين نهاية الشطر الأول بدون وجه من الوجوه السابقة..
وقولك إن القصيدة من شعر التفعيلة خطأ فليس هكذا شعر التفعيلة وهو يبنى عادة على تفعيلة واحدة تتكرر وتنتظم في أسطر وقد يبدع بعض شعراء التفعيلة الكبار كدرويش استعمالاً لوزن مختلف التفاعيل كاستعماله للسريع في قصيدته الجميلة:
لم يعرفوني في الظلال التي ..
تمتص لوني في جواز السفر..
وكان جرحي عندهم معرضاً..
لسائح يعشق جمع الصور..
لم يعرفوني..
لا تتركي كفي بلا شمس
لأن الشجر
يعرفني
تعرفني كل أغاني المطر..

وحفظ الأجرومية جيد يا ابن الحلال ولم يحفظها أخوك كاتب هذه الملاحظات مع الأسف بل لم يقرأها ولم يرها بسبب نظام التعليم الذي تلقاه وخير من حفظها أو نسيانها استعمال معلوماتها وحيث أنك مهندس فأنت تعرف أن معرفة الرياضيات النظرية لا تفيدك في شيء إن كنت في تصميمك تلقي ما تعلمت وراء ظهرك وتستعمل الحدس لا هذه الرياضيات و الحساب الدقيق! وهذا ما فعلته أنت لعمري فقد اعتمدت على السليقة وهي لا يعتمد عليها بكل بساطة لأننا الآن لا ننطق الفصحى فهي لم تعد لغة متعلمة بالسليقة ومأخوذة من الأهل إلا لمن نزل عليه وحي مثل الحواريين الذين ذكر الإنجيل أنهم امتلؤوا بروح القدس فتكلموا فجأة بلغات لم يكونوا يعرفونها! وبانتظار هذه المعجزة لا بد من تعلم اللغات غير المستعملة والمتعلمة بالتالي بالغريزة منذ الطفولة ومنها الفصحى..
وهذا لا يخص القواعد الإعرابية فقط بل يخص قواعد اللفظ ولأضرب لك مثلاً ..بالذات من قصيدتك التي تفتخر فيها بسليقتك:
يسائلني سؤالاً فيه عجب
على لغتي وإعرابي وفهمي
وقال مهندسي كيف عرفت
شوارد خافيات للأعم

لن أركز الآن على الخطأ في "يسائلني على" والصواب "يسائلني عن"
ولا على "عجب" بتسكين الجيم وضم العين ومعناه خطأ فهو يعني الغرور والإعجاب بالذات بينما أنت تقصد "العجب" بفتح العين والجيم وهو الاندهاش.

ولكن سأركز على الخطأ في قواعد اللفظ الفصيح فلكي يصح الوزن يجب إشباع "كيف" لتلفظ "كيفا" و"عرفت" لتلفظ "عرفتا" وهذا غير جائز في قواعد اللفظ الفصيح فلا يجوز تحويل الحركة إلى سكون أثناء الكلام ولا إشباع الحركة بتحويلها إلى حرف مد كما فعلت أنت

باختصار يا أخ ما أحسن ما بدأت.. ولم تحسن الاستئناف!
وتبريرك للخطأ ودفاعك عنه هو في الواقع أسوأ ما في الأمر فأنت تبدو كمن قنع بنفسه ورأى أنه اكتمل بوحي السليقة فلا يخطئ وهذا الاعتقاد ما أدعوك كأخ للتخلص منه..إذ هو يعني أنك ترفض التعلم من الخطأ وكلنا يخطئ وحتى عبد الملك بن مروان وهو أقرب منك إلى السليقة بكثير جداً قال إنه شيبه صعود المنابر وتوقع اللحن!

والمسافة الزمنية بيننا وبين الشاعر الذي قال:
ولست بنحوي يلوك لسانه..ولكن سليقي أقول فأفصح بعيدة جدا! فهو تعلم اللغة منذ الطفولة من أهل ومجتمع ينطقون بها وليس هكذا لا أنا ولا أنت!
هذه ملاحظات أريد أن تأخذها بسياقها الأخوي الصحيح لأنك تستطيع أن تكون شاعراً ممتازاً كما أظهرت أبياتك الأولى..
مع التحية
الرد مع إقتباس