أي من أدوات الجزم والشرط التي تقتضي جملتين ، إحداهما ، وهي المتقدمة: تسمى شرطاً. والثانية ، وهي المتأخرة: ، تسمى جواباً وجزاءً. كما في قوله تعالى: "أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى"
ويجب في الجملة الأولى أن تكون فعلية ، وأما الثانية فالأصل فيها أن تكون فعلية ، ويجوز أن تكون اسمية. (1)
فيكون في قولك: "أياً يكن من قاله فشهادتي.." أياً: خبر يكن منصوب ، واسمها من. وجواب الشرط جملة: فشهادتي..
أما يك ، فهي تأتي مخففة من يكن المجزومة فقط ، والأصل في يكن يكون ، فحذفت الواو لالتقاء ساكنين ، فصار اللفظ لم يكن ، والقياس يقتضي ألا يحذف منه بعد ذلك شيء آخر ، لكنهم حذفوا النون بعد ذلك لكثرة الاستعمال ، فقالوا: لم يك. وهو حذف جائز لا لازم. ومذهب سيبويه ومن تابعه أن هذه النون لا تحذف عند ملاقاة ساكن ، فلا تقول: لم يك الرجل قائماً. وأجاز ذلك يونس.(2)
أما قصيدة الشاعرة وله ، فلعله يكون لنا وقفة تناسبها. وقد حال الانشغال دون التعليق على قصائد الشاعرة المتميزة ، لكن لا أقل من أن أعبر عن إكباري هنا لموهبتها الفذة ، التي تجعلها نسيجاً وحدها ، بما تتميز به من تنوع الصور وحشدها ، وجزالة الألفاظ ، وعمق الفكرة ، مع عاطفة جياشة ، تصهر ذلك كله في نص أدبي راقٍ ، كتب ليبقى.
----
(1) حاشية الخضري على ابن عقيل 2 \121 ، 122
(2) نفس المصدر 1\ 118
|