الأخ الأستاذ الشاعر الكبير محمد الشنقيطي
شكرا لما تفضلت به وأذنت فيه.
أما ما قلته عن بحر الخفيف فأمر جدير بالتأمل والتأصيل. ولا علم سابقا لي به ولذا فأنا تلميذك فيه وهيهات لتلميذ أمام أستاذه إلا أن يستفسر.
فهل نمى إلى علم أستاذي أن هناك من قال بمثل قوله؟ أم هي ريادة لك السبق فيها؟
ثم لك الشكر والأجر على توسيعك على الناشئين من الشباب، وليتك تبذل المزيد من الجهد في توضيح الحدود التي تراها مناسبة للإخلال بالوزن حتى لا ينفلت الأمر فيقول شاعر لا يملك سليقتك فيه بما لا يصح.
يذكرني موقفك هنا بموقف نازك الملائكة في ريادتها لشعر التفعيلة، وهي ممن أسهموا في تأصيله ووضع ضوابط له، وهي تعتقد أن شعر التفعيلة يعتمد أكثر من العمودي على ملكة الشاعر وتنتقد من تجاوزوا فيه أصولا بينتها في كتابها (قضايا الشعر المعاصر )، ورأيك هذا يقع بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة. ولكنه يتطلب منك موقفا تنظيريا لضبطه وبيان أصوله.
أما في القصيدة الثانية فلا خطا فيها من حيث الوزن كما أرى ولكن لي عليها استفسارا وملاحظة
1- أتيتُ و قد داويتُ منَّي صبابتي
و عزيْتُ نفسي عنْ سعاد ٍ و مريما
سعادٍ ومريما
هل يرى أخي في ضرورة الشعر ما يجيز هذا ؟
2-و مرحىَ لقواتٍ و جيش ٍ مُـسَـلـَّـح ٍ
و مرحىَ لأبطال ٍ إذا الخطـْـبُ داهما
فيما أعرفه أن (داهما) بالنسبة لبقية القوافي فيها سناد تأسيس وهو أمر لا يعيب القصيدة فكبار الشعراء لديهم مثل هذا السناد وإنما أذكره من ناحية نظرية .
أشكر لأخي سعة صدره وتواضعه وكريم خلقه. وأشيد بالمعاني والأفكار والصور واللغة الحافلة وجوامع الكلم في قصيدته.
|