عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 11-03-2002, 09:39 AM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

أستاذي محمد،

السلام عليكم

شكرا لك على هذه المقالة القيمة، والتي تغني قارئها عن البحث في منشورات مالك بن نبي، وتأتيه بخلاصتها بأسلوب سهل وشيق.

لي تساؤلات:

1. في تقسيم دورة الحضارة إلى الأقسام الثلاثة، والتي قد نستبشر بكلمة "دورة" في أننا نستعد إلى العودة إلى المرحلة الأولى من جديد لندير عجلة "الحضارة" قريبا إن شاء الله، ولكن الوجه الثاني للدورة هو أنها لا تتوقف، بمعنى أن فترة النشاط الروحي والأخلاقي الباعث لتماسك المجتمع سرعان ما ينفذ عندما ينتهي دورة في شخذ الهمم وإيصال المجتمع إلى المرحلة الثانية من مراحل الحضارة، وليس هذا فحسب فإن دخول الحضارة في المرحلة الثانية هو إيذان بقرب مرحلة التردي، فما هي الإجراءات التي يمكن بها إيقاف هذه الدورة في مرحلة من المراحل، عدا الثالثة طبعا؟ هذا السؤال الأول، والثاني هو أن الجميع ينتظر "رجلا" واحدا يقوم مقام الرسل في شحذ النفوس وبدء حركة هذه العجلة المتوقفة، ولا أحسبها إلا -كما قلت- جهود المجتمع أكمل، وبهذا تكون المرحلة الأولى من الدورة الثانية مختلفة عنها في الدورة الأولى، ألا توافقني؟

2. يبدو أن إنسان ما قبل وما بعد الحضارة هو إنسان راكن يطول خموده وأن الحضارة ما هي إلا شيء عارض يأخذ دورته ثم يعود الإنسان إلى الركود، ولا شك أن الحضارة الإسلامية كونها تحظى بعناية إلاهية تخالف كثيرا من نظريات الحضارات الأخرى، بل ولعل كثيرا من مسلمات تلك الحضارت لا ينطبق عليها. وفي ملاحظة أخرى قد لا أتفق مع بن نبي في تحديد انهيار دولة الموحدين كعلامة لبدء المرحلة الثالثة ولكن ليس هذا المهم في الموضوع.

3. تقسيم بن نبي الحضارة إلى عناصر ثلاثة: إنسان وتراب ووقت، أعتقد أن التراب في هذا التقسم هو ما أشار إليه في غير مكان بـمصلح "أشياء"، والمقصود هو الأمور المادية - أو المواد الخام - التي يعمل فيها الإنسان في وقت معين لإنتاج الحضارة، هل أخطأت التأويل هنا؟

4. كم أوافقكما على ضرورة التركيز على شبكة العلاقات الاجتماعية، مع أني لا أراها موجودة هنا في أمريكا، فلعل هذا يكون إيذانا بدخول الحضارة الأمريكية في المرحلة الثالثة من الدورة.

5. تقسم المجتمع إلى أشخاص (وليس أفرادا) وأفكار وأشياء أعجبني كثيرا، وأؤمن بصحته كل الإيمان.

6. القابلية للاستعمار كنا قد تحدثنا عنها من قبل، وأعتقد أن تحديدك لمفهومها ولكونها خاصية مكتسبة لا جوهرية أمر مهم قد وقع الكثير من المفكرين في خلافه، وأضلوا بذلك كثيرا من العامة، فتكاد ترى الشعب كله يقول بلسان حاله، نحن شعب مهزوم لا نقوى على القيام في وجه الأعداء، ولكن بوادر الخير تبشر بالتغيير.

7. المعوقات التي أشرت إليها على نوعان جهود المدافعين عن الإستعمار بطريقة أو بأخرى، وجهود القوميين، أوافقك عليها، إلا أني أرى أن الصف الإسلامي الآن ينقسم إلى قسمين (معوقين إذا أردت) القسم الأول -وقد أشرت إليه في موضوع أخي السلاف- هو الإتجاه الذي يقول بأن الحل "الوحيد" هو مقاومة القوى الخارجية، وهي فكرة تبثق تحت عباءة المؤامرة الكبرى، وتختار هؤلاء اتجاه التصادم مع القوى الغربية والقوى المحلية من حكومات وغيرها، والفكرة الثانية هي التي تقول بأن الحل "الوحيد" هو العمل على البنى الداخلية بل العمل على الأساسات أولا، وهو تيار "تصحيح العقيدة" ويستغرقون في ذلك حتى يكون تيارهم هذا في حد ذاته معوقا للمسيرة التصحيحية، والاتجاه المطلوب -في نظري- هو اتجاه يركز على البنى الداخلية جميعها، وليس فقط الأساسات، ولا يغفل القوى الخارجية، يعني حل وسط بين الاتجاهين، أما الاتجاهان الذي ذكرتهما أنت كمعوقين في مرحلة ما قبل التحضر، المدافعون عن الاستعمار والقوميون، فإني أرى صفوفهم تتقاعس عن مواكبة حاجات المجتمع، وأرى ضحالة موردهم تظهر للوارد.

8. التأجيل بانتظار العيد الموعود مصيبتنا الكبرى، وأراك وضعت إصبعك عليها.

9. مثال إبدال الطربوش بالقبعة مثال رديء وأوافقك احتجاجك عليه.

10. إذا كانت الثقافة هي "مجموعة الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي يلقاها الفرد منذ ولادته وهي المحيط الذي يشكل فيه الفرد طباعه وشخصيته"، وكانت ثقافة الراعي الإنجليزي هي ثقافة الطبيب الإنجليزي، فما معنى اصطلاح "المثقفين" في كل مجتمع؟

11. الأفكار في نهاية المقالة ممتازة، وقد أحسنت صياغتها، ففعالية المجتمع مفتاح النهضة، وكثيرا ما نرى في مشاريعنا "الإسلامية" غياب ما يربط الأعمال بالأهداف، ولذلك فإن ضرورة التركيز على التوجيه مهمة جدا، وفكرة تحويل الثروة إلى رأس مال هي أساس في إيجاد ركيزة يرتكز عليها العمل، بعد أن يسبقه التوجيه الثقافي.

وكنت أود أن أناقشك في نقاط أخرى لكن قلة الوقت تمنعني.

شكرا لك على هذه المقالة الرائعة.
الرد مع إقتباس