الأخت ذات شعر،
إن كنت قد تتلمذت على أستاذنا الشنقيطي، فأنت والله من المحظوطات، فالشناقطة أهل اللغة وحملة لوائها، وأستاذنا محمد يتميز بسليقة سيالة وقوافٍ لا يعجزه أصعبها، ولا يمنعه كثرتها، وإن كنت من تلامذة أستاذنا فحق لنا أن نحييك بما أنت أهله، وبما هو أهله، كل هذا قبل أن نقرأ لك، فكيف إذا قرأنا قصيدتك الأولى وطربنا بها، ثم فاجأتنا الثانية ونقلت إلينا حيرتها وترددها، ثم ختمت بامتداح من تبقى من رموز العزة والكرامة في وقتنا الذليل؟
رُشيفة منهل ٍ للشعر صافِ
.................. وصحبة ماجد وجلاء خافِ
تفجـّر في خفايا النفس بحرا
.................... من الأشواق يقتحم الفيافي
يحلـّق في السماء بدون إذن ٍ
................ يعيد الروح في النفر العجافِ
وإلا كانت الدنيا مواتٌ
.................. كحد السيف، كالسمّ الزعافِ
|