عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 21-03-2002, 08:05 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

إخي الكريم يتيم الشعر
أولاً مرحباً بك وأهلاً وشكراً لزيارتك لمواضيعي المتواضعة ولإطرائك الذي لا أستحقه.
أنت قلت أنني أحجر واسعاً حين أحظر على الناس أن يفهموا دلالات الألفاظ والأبيات كما يشاؤون ويرددونها كما يشاؤون ولم أفعل هذا يا أخا العرب! وليس بيدي أن أحجر على أحد بل أنا مع أبي حنيفة الذي لا يرى الحجر حتى على السفهاء! بل لكل أن يفهم ما يشاء وأن يستعمل تعابير وردت في الكتاب المنزل أو في الأدب والشعر كما يراه ملائما،وأنا أول من يقول إن الألفاظ تتغير دلالتها في الزمان والمكان بل في جمل مختلفة كما في الألفاظ المشتركة. وإنما هدفت من المقال إلى ما يلي:
أولاً التنبيه على تغير دلالات الألفاظ وهذا يهم جداً علماء أصول الفقه كما يهم الباحثين في الأدب العربي.والغفلة عن تغير الزمان - بتعبير ابن خلدون- عيب في المؤرخ العادي كما هو عيب في مؤرخ الأدب.والانتباه إلى المعنى الأصلي للألفاظ يساعد القارئ على حل ألغاز معنى لا يستطيع حلها وتشكل بالنسبة إليه صعوبة كبرى وتناقضات جمة حين يحاول باستعمال الدلالات الحالية للألفاظ أن يفهم قصيدة قديمة أو حتى بيتاً مثل البيت:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه..فكل رداء يرتديه جميل
أو الحديث الشريف:لي الواجد يحل عقوبته وعرضه-بالمناسبة ثلاث كلمات هنا تغيرت دلالتها في الاستعمال الشائع:"اللي" و"الواجد" و"العرض"
أو حديث أبي ضمضم:
اللهم إني تصدقت بعرضي على عبادك!
ثانياً: إنقاذ مفاهيم أخلاقية رائعة توشك أن تندثر مع اندثار مفهوم اللفظ الذي استعملت له كالمفاهيم العظيمة لكلمات: المروءة - العرض - الحزم.
والتساؤل عن مغزى تغير هذه الدلالات في هذا الاتجاه الذي تغيرت فيه.
مع التحية
الرد مع إقتباس