عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 24-03-2002, 07:55 AM
بلقيس بلقيس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 378
Thumbs up السوط للجميييييييع!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

السوط للجميع! - زكريا تامر
تعني إحدي الجرائد الصادرة في بلد عربي بظاهرة إقدام الشبان علي مغازلة الفتيات في الشوارع، وتفسح المجال لكتابها وقرائها لخوض غمار نقاش ساخن حول الأساليب الكفيلة بردع هؤلاء المتحرشين المسيئين إلي الأخلاق الحميدة، وقد اتفقت آراؤهم علي أن اعتقال أولئك الشبان ومعاقبتهم فوراً بالجلد لا يكلف سوي بضع ريالات وجلاد ماهر ، وهو الوسيلة المثلي لتأديبهم وإرشادهم إلي الطريق القويم، ولكن عضواً في هيئة التدريس في إحدي الكليات التقنية طالب بأن تجلد الفتيات أيضاً بحجة أنهن اللواتي يغرين الشبان بالتحرش بهن عن طريق التفنن في عرض مفاتنهن، واقترح أن تتولي إمرأة جلد الفتيات بحضور أمهاتهن لكي يتم إصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان .
ولو طبقت هذه الآراء فعلاً لانتصرت الفضيلة انتصاراً مدوياً سيسفر عن مجتمع خاضع لخوف أعمي، ويعج بأذلاء مهانين أحنت السياط ظهورهم ورؤوسهم، وينظرون إلي النظام الاجتماعي السائد في بلادهم علي أنه أب قبيح فظ جلف يهوي بسياطه علي كل ابن يتجرأ علي أن يتصرف كمخلوق حي من لحم ودم.
ولا ريب في أن هؤلاء الشبان يستحقون ما يحل بهم من جلد وتشهير، فالذكر لا يغازل إلا زوجته، ولا يحب إلا أولي أمره، ولا يقبل إلا أيدي شيوخه، وكل غزل آخر وحب آخر وقبلة أخري عداء للفضيلة والحشمة والأخلاق الحميدة ومقدمة للزني. أما الأنثي التي لم تصبح زوجة، فهي مجرد قطعة لحم، تنظف وتعقم وتعطر وتحجب وتصان ويحافظ عليها في انتظار مجيء القادر علي اقتنائها، فتسلم إليه لترحب بأن يفعل بها ما يشاء متي يشاء.
ومن المؤكد أن تلك الجريدة التي اهتمت بطرح تلك الظاهرة تستحق التنويه بجهودها لمساعدة الناس علي تصحيح ما في آرائهم من خطأ متيحة لكل من يعتقد أن حركة طالبان هي أفغانية وليست عربية أن يلطم خديه خجلاً وأسفاً، فالشجرة هي الأصل والغصن هو فرع، وقطع غصن صغير لا يعني أن الشجرة قد قضي عليها، ولم تعد قادرة علي إنبات أغصان جديدة.

ZKTA
الرد مع إقتباس