البقية
أرسل الله موسى الى فرعون وهامان، فمن هامان اليوم؟
هامان كما يصفه الله في سورة القصص، صاحب جند كما أن فرعون صاحب جند "ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون"، فهما قطبان للباطل والظلم والفساد، ولن يعجب أحد إن قلنا إن هامان اليوم هو "المملكة المتحدة البريطانية", كما أن فرعون هو "الولايات المتحدة الأمريكية".
فهو إذن بريطانيا التي أذاقت وتذيق هي وامريكا المسلمين صنوف العذاب في العراق وفلسطين وأفغانستان وسائر بلاد المسلمين.
والمحفل الماسوني العالمي الذي يفسد في الأرض محفلان، محفل أمريكي ومحفل بريطاني كفرعون وهامان تماما!.
إلى فرعون وهامان وقارون، فمن قارون اليوم؟
في سورة القصص يصف الله لنا قارون وصفا مفصلا، وأول وصف تعريفي له أنه "من قوم موسى"، وقلنا إن موسى هو من يمثل الحق ساعة مواجهة الباطل، والذي يمثل الحق اليوم برأينا –دون تقديس أو تعظيم- الشيخ أسامة بن لادن. فقارون إذن من قوم أسامة بن لادن، وأسامة سعودي القومية والجنسية، فقارون إذن السعودية بذاتها وثرائها الفاحش.
وقارون هذا –للعلم- لم يكن كافرا كفرعون, بل كان كما تصفه كتب التفسير أقرأ بني إسرائيل للتوراة، وواحدا من السبعين الذين إختارههم موسى لميقات ربه، فهو مرجع بني إسرائيل في التوراة كما أن المصاحف اليوم تراجع وتطبع في السعودية. فهو وجه ديني بارز الى جانب ثرائه الفاحش.
"إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصـبة أولي القوة، إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين". القصص
فأمواله مكنوزة مخبأة، والبترول المكنوز تحت الأرض يسمى بالذهب الأسود، ومفاتح آباره تنوء بالدول العظمى، "العصبة أولي القوة" فهم الوحيدون الذين يملكون حق إستخراجه.
ويظهر من نص الآيات أنه كان على خلاف مع قومه وبغى عليهم، ويظهر أن الله قد أولاه أمانة دينية يقوم عليها وأجرى له مالا كثيرا حتى يكون "خادما لحرمها" فجير المال لنفسه وزخرفه لا كما أراد الله.
"وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله اليك". والنصيب هو ما يستحقه العبد جراء فعل أو مكانة، فكان له "نصيب" في المال ولكنه تكبر وأخذه كله!، فخسف الله به وبداره الأرض.
والأحاديث النبوية تتحدث عن خسف في جزيرة العرب قبل يوم القيامةّ!.
فرعون وأمريكا يستعينان بالحرب الأعلامية لمواجهة موسى!
فبعد أن بدأ موسى يعلو ويظهر ويشتد وتظهر حججه على أباطيل فرعون بحجة الله وكلماته الغالبة, كان لا بد لفرعون أن يستعين بالسحرة الكذابين للتدليس على الناس والمؤمنين, فيستدعيهم فرعون –ويجب أن لا يغيب عن بالنا أننا أمام فرعون الثاني وأمريكا الظالمة-.
والسحرة بنص القرأن مجموعة تجارية ربحية, "وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين". الأعراف 113
ولننظر إلى أفعالهم ونتدبر الآيات حتى نعلم من هم بيننا اليوم!
"فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم" الأعراف 116. فمن هؤلاء الذين يسحرون أعين المشاهدين ويسترهبونهم؟.
إنهم بلا شك شاشات الإعلام ووسائله التي تذهب بالأبصار, فتجعل الحق باطلا والباطل حقا, والمظلوم ظالما والظالم مظلوما, وهي بلا شك حرب نفسية بدليل الآية "واسترهبوهم", أي أنهم فعلوا ذلك حتى يرهبو الناس.
وكما نقول اليوم "وسائل الإعلام", فقد كان للسحرة الأولين وسائلهم لتمرير كذبهم وافترائهم, وليس السحر بنص القرآن إلا كذب وافتراء, "قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا". طه 61 كذلك نشرت الصحف مؤخرا, أن البنتاغون الأمريكي قد أنشأ مكتبا جديدا للحرب الإعلامية اسماه "مكتب التأثير الاستراتيجي" لبث الأخبار الكاذبة, وأسموه كذلك "الدعاية السوداء", تماما كالسحر الأسود!.
فما هي وسائل السحر الإعلامي لفرعون الأول؟
في كتاب الله هكذا "فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون"الشعراء44, فهذه هي عدتهم ووسائلهم, "الحبال والعصي", الحبال بمرونتها وتكيّفها, والعصي بصلابتها وشدتها, فإذا رضي عنك البيت الأبيض ألقى إليك حبال العون والمدد, وكيّف لك الظروف والأوضاع, وإذا غضب عليك البيت الأبيض ألقى عليك العصى لتتكيف أنت مع مراده وهواه.
شبكة الأخبار الأمريكية "سي إن إن" ساحر كبير!
إذا كان البيت الأبيض الأمريكي هو فرعون, فإن إعلامه الموجّه هو مَثل السحرة الأولين, والشبكة الأمريكية "سي إن إن" واحد من أكابرهم, والأحرف الثلاثة للكلمة هي اختصار ل"كيبل نيوز نت وورك".
ليصبح معناها العربي الحرفي الدقيق هكذا "شبكة الأخبار بالحبال"!, فها هي الحبال تعود مرة اخرى.
"الجمرة الخبيثة", هل لها ذكر في القرآن؟
في سورة الأعراف الآية 133، يقول الله عن آل فرعون "فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقُمّل والضفادع والدم آيات مفصلات".
والقمّل حشرة تنتقل من البعير لتصيب الأنسان بالأعراض نفسها التي تصيبها به الجمرة الخبيثة, بوصف أهل الاختصاص.
والعجيب أن الجمرة الخبيثة لم تكن سوى تهديد وتخويف لعلهم يرجعون, ثم كشفها الله عنهم ليوافيهم عقابهم الكبير في اليوم الموعود. "فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون", فهل كشفت الجمرة الخبيثة عن فرعون الثاني كما كشفت الأولى.
أمريكا تحشد الحلفاء كما فعل فرعون الأول
عندما وقعت الحجة الكبرى وأظهر الله الحق على لسان موسى ويده, فخسر فرعون بهذه آخر أوراق مكره وافترائه, فليس أمامه الآن إلا أن يتخلص من موسى ومن معه. والآيات من العظمة والإحاطة بمكان كأنها تتحدث عن فرعون أمريكا, فقبل أن تخرج أمريكا للحرب أخذت الشرعية لحربها وجمعت التحالف ضد "الأرهاب".
" وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يُبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد"غافر26, و"ذروني" تعبير واضح لاستخلاص الشرعية والموافقة والدعم ممن هم على دين فرعون.
ولا يظن أحد أن فرعون كان إله متفردا برأيه وشخصه, ولكنه كان إله بنظامه وحكمه الذي كان له أعوان فيه ومستشارون, وتنص كتب التاريخ أنه كان يحيط نفسه بما يسمى "مجلس الشيوخ", وهو المطابق تماما لمجلس الشيوخ الأمريكي اليوم. واقرأوا آية الشعراء التالية إن شئتم "قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم, يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون", .. فماذا تأمرون, فهو فرعون ديمقراطي ينزل عند رأي الأغلبية!.
"إني أخاف أن يبدّل دينكم" كلمات من الله تحدد طبيعة الحرب الدينية, وتشي بمخاوف فرعون من ظهور الإسلام.
القرآن يصف حال أمريكا عندما تخرج لحربها الأخيرة!
يقول الله رب العرش العظيم "وأوحينا الى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون * فأرسل فرعون في المدائن حاشرين * إن هؤلاء لشرذمة قليلون * وإنا لجميع حاذرون * فاخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم". الشعراء الآيات 52-58
والمدائن جمع مدينة, وهو مجموع ملك فرعون المترامي الأطراف، كالبيت الأمريكي اليوم يملك ولايات متحدة ومدآئن أخرى يسيطر عليها خارج أرضه.
"حاشرين" فهو يجمع كل ما إستطاع لحربه على الأسلام، وهو ما يسمى اليوم "حالة الإستنفار القصوى".
ثم هو يضع هدفا لهذه الحرب فهي "الحرب على الإرهاب"، "إن هؤلاء لشرذمة قليلون"، والشرذمة والإرهابيون في الذم والإساءة سواء، وهو يصفهم بـ "القليلون" كما تصف أمريكا المجاهدين اليوم.
"وإنهم لنا لغائظون"، فلم يخف الناطقون بإسم البيت الأبيض غيظهم وحنقهم على الفئة المؤمنة في أفغانستان وغيرها لفظا ونصا وتعبيرا.
"وإنا لجميع حاذرون" وهو ما يسمى اليوم بكل دقة وسلاسة "حالة التأهب القصوى".
"فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم" فمن يستطيع أن يصف أمريكا بأصدق من هذا الوصف!؟
"فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون". ويظهر أنها نقطة الصفر التي جرت سنة الله أن يتدخل عندها، فالترائي هو أن ينكشف الجمعان، المؤمن والكافر وجها لوجه، فيظن المؤمنون أنهم مدركون لا محالة. والأصحاب, هم الفئة المخلصة المؤمنة. "حتى إذا إستيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين"يوسف 110، ونحن نعلم حتى الساعة أن الجمعين لم يتراءيا بعد، فإذا تراء الجمعان فانتظروا نصر الله ساعتها!، "فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم، قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين * ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين". يونس 103
"قال أصحاب موسى إنا لمدركون * قال كلا إن معي ربي سيهدين"، كذلك كانت ثقة موسى بربه راسخة قوية فهو لم يخرج باتجاه البحر إلا بأمر من الله وكيدا لفرعون، فليس من المعقول أن يهرب موسى بالمؤمنين من النساء والشيوخ والأطفال بإتجاه البحر دون سفينة أو مركب. فهي من البداية كيد وتدبير من الله الذي يدبر بالحكمة ويقضي بالحق.
ويُستدرج بعدها فرعون ليدخل البحر فيغرق فيه وكأنه ما كان!
فهل ننتظر من الله كيدا كهذا بأمريكا وجيشها وفرعونها!
"البحر الأبيض" هل سيكون مقبرة "البيت الأبيض"؟
نشرت صحيفة القدس في يوم 6 شباط في العدد 11661في الصفحة الأولى عن دوائر أرصاد جوية سويدية وأوروبية، أن حوض البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا سيشهدان فيضانات وأعاصير في السنوات القادمة.
فإذا كانت أمريكا تعد لحرب إيران والعراق وكوريا وهو ما تسميه "محور الشر", فلا بد لها أن تحشر جيشها ومدمراتها وحاملات طائراتها في المنطقتين المذكورتين الموعودتين بالأعاصير، وهناك سيشاهد أهل الأرض كلهم ما لا يخطر لهم ببال, وما لم يشاهده أحد من قبل!.
البيت الأبيض يأخذه الله من الأرض وهو في أعلى درجات إستنفاره وزخرفه!
فآخر ذكر لفرعون "ابيت الأبيض" في القرآن كان في سورة الفجر10 "وفرعون ذي الأوتاد"، فكان آخر عهده في الأرض أنه كان يوتّد ملكه ويشده من جديد، ثم ... يصبح البيت الأبيض في خبر كان!، "فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين" فكانت رحمة من الله بالأرض وأهل الأرض وحتى بالبيئة والطبيعة أن يغرق فرعون بالماء لتستريح الأرض والبلاد والعباد.
ماهو مصير أمريكا بعد غرق جيشها وفرعونها؟
يتبع
__________________
الشعب الذي يرفض دفع ضريبة عزه من دماء خيرة أبنائه يدفع أضعاف أضعافها ضريبة لذله من دماء كل أبنائه
|