الموضوع: خلفية YES SIR
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 05-04-2002, 06:27 AM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
إفتراضي خلفية YES SIR

خلفية القصيدة والأحداث
السياسة صراع الدول الكبرى على مصالحها، والمصالح هي الدول الصغرى والتي هي ساحة الصراع. فالكبار لاعبون أو رعاة والصغار كُراتُ قدم أو ماعز وهم موضوع الصراع.
ونحن كأمة كنا لاعبا أساسيا بل اللاعب الأساسي والراعي الأرحم بالإنسانية منذ بداية دولة الإسلام حتى هدمها عام 1918. ورغم أن القرن الأخير من عمر الخلافة شهد تقهقرا سريعا سميت فيه بالرجل المريض إلا أنها وهي في احتضارها بقيت لها من الهيبة والإخلاص ما ليس لأي من الكيانات التي أقيمت على أنقاضها، وما موقف السلطان عبد الحميد يرحمه الله من قضية فلسطين عنا ببعيد.
ولفهم ما يدور في المنطقة لا بد أن نفهم القوى الدولية المتصارعة فيها ومصالحها.
تحالفت أمتنا مع - ب - وبالتالي اليهود لهدم الخلافة ولهذا أسميناهما الحلفاء، والمهم أن بلادنا آلت ملْكيّتُها للغرب بعد تلك الحرب ثم استأثرت (ب) بملكية معظمها، والذي دخل على الخط بعد الحرب العالمية الثانية ونافس (ب) هو (أ) ، وتمخض الصراع الأخوي بينهما على تركة أبيهما عن استيلاء (أ) على معظم المصالح البريطانية.
وكان هذا الصراع الأخوي وما زال الخلفية التي تفسر الكثير مما دار ويدور في المنطقة.
وقد يقول قائل إن (ب) دولة قميئة بالنسبة لـِ (أ) وهذا صحيح مائة بالمائة، إن (أ) لديها من القوة والجبروت والسيطرة ما يجعلها تمضي إلى أهدافها بشكل مباشر، ولم تكن في يوم من الأيام أكثر منها غطرسة اليوم، فقد أصبحت تعلن عن أهدافها جهرا ولا تكترث أن تبقي لعملائها ورقة توت يستترون بها. بينما (ب) سلاحها دهاؤها والانتماء العقدي من قبل عملائها لها، وتيارات فكرية من شتى الأطياف القومية والدينية التي تأخرت (أ) عقودا في اقتفاء أثر (ب) في تجيـيش نظائر لها في أمتنا، ولا زال لـ (ب) السبق في هذا المجال، الذي تعوض به الكثير من ضعف إمكاناتها المادية. فهي كالكسيح الذي يحتاج حمارا يركبه، بينما (أ) من القوة بحيث تريد ثيرانا تسوقها.
وانظر إلى تيارات وقوى ضخمة أثارتها (ب) وامتطتها، فهي امتطت الهند، ثم صنعت القومية العربية وامتطت ثورتها الكبرى، وامتطت الكثير من التيارات التي لا زالت أداة صراعها مع القوة المنافسة.
الرباط بين الغرب واليهود رباط عقدي مصلحي، ومع أن (ب) و(أ) مجمعتان على سيطرة اليهود على المنطقة إلا أن كلا منهما يحاول أن تكون هذه السيطرة بالشكل الذي يخدم مصالحه.
وهناك تصور لكل منهما في هذا الصدد، فبينما ترى (ب) أن اندماج اليهود في المنطقة يحررهم من الحاجة للدعم العسكري والمالي من (أ) وبالتالي يمكنهم من السير معها باعتبار أن المجتمع اليهودي في غالبيته العظمى من صناعتها، ترى (أ) أن بقاء إسرائيل دولة يهودية سيبقيها في حاجة لها وبهذا تظل أداة لا منافسة أو معينة لمنافستها.
ولعل آخر مثال هو ما حصل بين مفاوضات وشنطن وأوسلو فالذي أوصل المنطقة للتفاوض مع اليهود هم (أ) والذي سحب البساط في أوسلو من (أ) هم (ب)، وما نراه الآن هو محاولة (أ) محو أوسلو ومن وقّعها، والصمود الآن لو كان لوجه الله لوجب التخلص من أوسلو وإعادة الميثاق، لا سيما بعد أن ضرب شارون بكل الاتغاقيات عرض الحائط، ولكنه صمود على منهاج أوسلو. ولكي لا نبتسر الأمور نعود لما طرأ بعد 1948
منذ احتلال بلادنا لا زالت لليوم محتلة والاستقلال المزعوم هو الوجه الأبشع للاستعمار، يكفي أن تعرف أن كل دخل الجزائر المستقلة هو دون خدمة مديونيتها لفرنسا. وأن حربي البحار كلفتا الأمة 1200 مليار دولار ذهبت دعما لمن تعلمون، بكم دعموا قضية العرب الأولى ؟
ولما كانت بلادنا محتلة ولا تزال فإن حكامها موظفون لدي أسيادهم وهم يجعلون من الكيانات المسلّمةِ لهم لبنات في البناء الذي صممه المحتل للمنطقة، وهنا يتداخل توافق هذه اللبنات وتناقضها مع توافق الأسياد وتناقضهم، والمجمع عليه بين الأسياد بقاء وسيطرة يهود، وفي هذا فإن الكيانات تعتبر أمنها من أمن العدو. فالجيوش العربية دخلت فلسطين سنة 1948 بهدف إقامة دولة يهود وهذا ما نجحت به، ثم هي حرست هذه الدولة حتى اشتد عودها طوال أربع خمسين سنة، وهذا الجانب السيء أما الجانب الأسوأ فهي أنها غرست الإقليمية ونظّرت لها، وعملت على إفشال أي وحدة بين أقطار الأمة. وأكثر من ذلك عملت على تغريب الأمة ومحو شخصيتها وأصالتها. حتى صارت تقبل لديها شعارات: هم أقوى منا، واستراتيجية السلام ، وما البديل، والشرق أوسطية وما إلى ذلك.
وكأن اليهود نزلوا فجأة من السماء. وكأنها أخذت على حين غرة.
القضية ليست فلسطين ولا اليهود، بل القضية هي تشطير الأمة، وإقامة كيانات وحكومات تأتمر بأمر أعدائها لمنع عودتها أمة واحدة، وتيسر عليها إدارة هذه المستعمرات الحرة المستقلة !!
كانت الضفة الغربية وغزة لا زالتا تحت السيادة العربية عندما تقرر إنشاء كيان فلسطيني بدعوى تحير المحتل من عام 1948 ولكن بهدف حقيقي هو إيجاد ممثل شرعي وحيد لما سمي بالشعب الفلسطيني يتولى وزر وعار تصفية القضية نيابة عن الأنظمة العربية التي أحجمت عن الإنضمام لكامب ديفيد حتى حقق هذا الممثل الشرعي -بعد إلغاء ميثاقة - والتنازل عن فلسطين لليهود (80%) لها المبرر للاعتراف باليهود دولة.
مذهل كيف تتغير نظرتنا لذات الشخص من بطل إلى عميل إلى جاسوس إلى بطل في سنوات بل أشهر بل أيام محدودة. وما ذاك إلا لأننا قبلنا أن نربط الوطن والقضية أي وطن !!وأي قضية !! بالرمز المفروض علينا لهذا الوطن، ولأننا يجري صرف طاقتنا إلى ردود الأفعال الموسمية من تبرعات ومظاهرات وهتافات لا بأس بها لو لم يكن المقصود منها صرف أنظارنا عن التغيير الصحيح الذي يحولنا من كرة إلى لاعب.
ولكي تصبح أمتنا لاعبا ولو ضعيفا لا بد لها من دولة ولو في أحد أقطارها تستمد شرعيتها من الأمة وتعمل لمصلحتها ويتحسن أداء هذه الدولة بمقدار ما تستطيع أن توحد من أقطار أخرى معها.
وبدون ذلك فنحن بمظاهراتنا ومشايخنا وجيوشنا وثوراتنا سنبقى أدوات للصراع لحساب هذا الطرف أو ذاك، فالشعوب يبدأ عملها بدولة تمثلها، وأما جهدها ودماؤها بلا دولة تمثلها فسيبقى وقودا لسيارة تقودها هذه الدولة أو تلك.
ألا يكفي للبرهنة على ذلك أن حصيلة نصف قرن من الثورات والدعوات والحركات أنا بتنا في وضع أسوأ مما بدأنا.
ألا يكفي للبرهنة على هذا ما قاله على الهواء الشهيد الحي أبو جندل من مخيم جنين من أن ثلاثماية دبابة عدا الطائرات والجنود قد عجزوا عن اقتحام المخيم رغم قصفهم له لأيام. ويقال الجيوش لا تستطيع عمل شيء . بل إنها تعمل لكبت أمتنا وحراسة عدونا ومصالحة فهذه مهمتها التي أنشئت من أجلها. وهب أن المحاصرين انتصروا من سيوقع ؟ وعلى ماذا؟ إن من المحزن أن تضحياتنا صارت كلها تحت شعار يافا وحيفا وعكا والسبع و و و كلها لليهود ويجري إخراج ذلك تحت مسمى تحرير فلسطين أي تحرير وأي فلسطين ؟؟ وأي هوان ؟؟
الخلاصة أن المخطط - أ - وهو الذي يمتلك الديناميكية الآن ، ويقضي بإقامة دولة فلسطينية على جزء من الضفة يجري ضم الكيان الأردني لها فيما عرف بمخطط الوطن البديل تمهيدا لخلع ما تبقى من نفوذ للجهة ب . التي لا تملك الآن أكثر من محاولة تعطيله (بالصمود) ومحاولة إشعال فتيل معركة في الشمال لضرب جماعة - أ -
هذه رؤية أدعو الله أن أكون مخطئا فيها .
أرجو قراءة الرابط :
http://hewar.khayma.com/showthread.p...%C 7%E1%C7%CA

ومن يرقب التحركات في الأيام القادمة سيلاحظ كيف أن الطرفين يحاولان استغلال الأمة ومشاعرها في خدمة مصلحة كل منهما، بعيدا عن مصلحتها الحقيقية التي تقتضي في البداية إيجاد دولة تنبثق منها ومنها تستمد قوة وجودها ولو في قطر واحد تتولى قيادة الأمة إلى أهدافها .
الرد مع إقتباس