[ميثلوني في الشتات]

المقاومة ترهق العدو بعمليات الكر والفر وفشل عدة محاولات صهيونية للوصول الى معاقل المقاومة في أنحاء نابلس : استشهاد معلّم و15 جريحاً في مخيم بلاطة واقتحام مسجد …وقصف عنيف للأحياء السكينة


نابلس/ خاص
لا تزال عمليات الكر والفر في شوارع وأزقة مدينة نابلس مستمرة منذ ساعات الفجر الأولى لهذا اليوم الثلاثاء بين رجال المقاومة الفلسطينية وقوات الإرهاب الصهيوني رغم تكثيف الأخيرة من هجومها وقصفها بالطيران الحربي والدبابات العسكرية لمحيط المدينة.
ففي مخيم بلاطة الذي اجتاحته قوات الاحتلال من جهة شرق وغرب مدينة نابلس مدعومة بالدبابات والآليات والمجنزرات لعسكرية المصفحة تحت غطاء كثيف من النيران الرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية الى جانب دعم من الطيران الحربي الذي يقصف بالصواريخ المنازل والأحياء السكنية بشكل عشوائي ومكثف في الوقت الذي يواجه المحتلون الصهاينة مقاومة باسلة من قبل رجال المقاومة الفلسطينية بأسلحتهم الرشاشة البسيطة والعبوات الناسفة التي تم إعدادها لمواجهة الهجوم الغاشم.
وخلال الهجوم الصهيوني العنيف للمخيم سقط شهيد فلسطيني في شارع عمان بالمخيم ويدعى سمير دويكات –35 عاماً- ويعمل مدرساً وذلك أثناء وجوده داخل منزله نتيجة إطلاق قناصة الاحتلال النار بكثافة على المنازل مما أدى إلى إصابته بعيار ناري ثقيل في الرأس أدى إلى استشهاده على الفور.
وأيضاً في شارع عمان بالمخيم دمرت قذائف الدبابات العسكرية الكثيفة منزل يعود لمحمود المصري الذي استهدفتها بصورة مباشرة .
واقتحمت قوات الاحتلال الغازية مسجد الحاج نمر النابلسي في شارع فيصل وسط مدينة نابلس وقامت بالعبث في محتوياته وعاثت فساداً في المسجد.
ويقع بجوار المسجد مقر شرطة نابلس المركزي الذي فجرت قوات الاحتلال مداخله بقذائف المدفعية الثقيلة وقامت باقتحامه وتدمير محتوياته.
وحاصرت العديد من الدبابات العسكرية عمارة ياسين في المخيم والمجاورة لمقر الشرطة وقامت باعتلاء أسطح المبنى نظراً لارتفاعها ونصبت عليها أسلحتها الرشاشة والمدفعية لاقتناص أي مواطن يتواجد في المنطقة خاصة رجال المقاومة منهم.
وفي نفس المنطقة ذكر شهود عيان أن مروحيات الأباتشي الحربية قصفت منزل يعود لعائلة جعارة المكون من طابقين ويقطنه حوالي 30 فرد ويقع في آخر مخيم بلاطة، وفور سماع العائلة للمروحية نزلوا جميعاً إلى مخزن للحبوب أسفل المنزل للاحتماء من صواريخ المروحية الحربية ولتفادي الإصابة وحفاظاً على حياتهم حيث استمر القصف مدة طويلة سقطت عليه العديد من الصواريخ مما أدى إلى تدميره.
و أشار الشهود إلى أنه عند توقف القصف على المنزل وتدميره اعتقد أهالي المنطقة بأن أصحاب المنزل قد استشهدوا جراء القصف الهمجي سارعوا إلى المنزل لإخلائهم إن كانوا شهداء أو إنقاذهم ان كانوا جرحى، مضيفين أن الأهالي فوجئوا بأن جميع أفراد العائلة بخير وعدم إصابة أي منهم بأذى وقاموا بتهنئتهم على سلامتهم من القصف الهمجي والحال كذلك قامت دبابة عسكرية بقصف جميع من في المنطقة مما أدى إلى إصابة أربعة أفراد من سكان المنزل الذين نجوا من الموت المحقق إلا أن رصاصات وقذائف الصهاينة كانت لهم بالمرصاد و أبت إلا أن توقع في صفوفهم خسائر بشرية.
كما جابت دبابات الاحتلال سهل روجيب في المدينة مما أدى إلى إتلافها مساحات واسعة من الحبوب المزروعة في المنطقة.
وقامت دبابات وآليات الاحتلال بهدم سور روضة المنار في المخيم بهدف الوصول إلى المقاومة الفلسطينية التي تنشر بين أزقة المخيم لمواجهة الهجوم الصهيوني الهمجي ولكنه ووجهت بمقاومة عنيفة لم تستطع خلالها الوصول الى مبتغاها.
ونتيجة القصف الهمجي الصاروخي والمدفعي الصهيوني لمخيم بلاطة اندلعت النيران والحرائق في عدد من المباني والمصانع والمنشآت الى جانب تدمير ما لا يقل عن 3 منازل .
وذكرت مصادر طبية في المدينة انه وصل الى المستشفى من مخيم بلاطة حوالي 15 جريح نتيجة إطلاق النار والقصف الصهيوني العشوائي في كافة أرجاء المخيم.
و لا تزال اشتباكات عنيفة تدور في البلدة القديمة بنابلس، و أفاد شهود عيان أن مجموعة من رجال المقاومة تحاصرهم في هذه الأثناء قوات الاحتلال في مسجد الساطور بالبلدة وسط إطلاق كثيف للنيران الرشاشة الثقيلة بهدف القضاء على المقاومين هناك، ولم ترد أي معلومات حتى الآن عن تطورات الموقف هناك.
وعاثت قوات الاحتلال فساداً في البلدة القديمة من قتل وتنكيل وتدمير منازل ومنشآت مدنية حيث جاب الجنود الصهاينة أزقة البلدة بهدف تصيد رجال المقاومة، كما طلبت عبر مكبرات الصوت من الأهالي الاستسلام للقوات الغازية في محاولة لاقتحام المخيم واستسلم عدد من الرجال كبار السن والنساء والأطفال الذين ادعت قوات الاحتلال بأنهم من رجال المقاومة، ولكن المقاومة مستمرة لصد عدوان الصهاينة عن البلدة ولم يستسلم أحد منها.
ويوجد داخل البلدة القديمة عشرات الشهداء والجرحى في الشوارع تمنع قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الدخول لإخلائهم إلى المستشفيات، كما تشن قوات الاحتلال اقتحامات في البلدة القديمة من منزل لآخر وتقوم بعمل فتحات في تلك المنازل للوصول إلى وسط البلدة حيث تتواجد المقاومة.
كما أصيب قرب مخيم عين بيت الماء في البلدة القديمة اليوم صحفي تلفزيوني فرنسي يدعى جاك جيلين خلال محاولاته التقاط بعض الصور للمجازر البشعة التي تقترفها قوات الاحتلال بحق المدنيين العزل بزعم القضاء على معاقل الإرهاب في البلدة، حيث أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في الدبابات العسكرية نيران أسلحتها الرشاشة مما أدى إلى إصابته بعيار ناري في الجهة اليسرى من الصدر وتم نقله الى المستشفى لتلقي العلاج.
من جانبه ذكر مسئول الإسعاف في مدينة نابلس فراس البكري أن قوات منعت أربع سيارات إسعاف من إخلاء 17 جريحاً في مخيمات بلاطة وعسكر والعين والبلدة القديمة التي تشهد قصفا مكثفا منذ فجر اليوم الثلاثاء، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال تطلق النيران على سيارات الإسعاف كلما حاولت الاقتراب من أي موقع لإخلاء الجرحى.
كما أفاد شهود عيان أن دخانا كثيفا يتصاعد من الشوارع الضيقة في البلدة القديمة التي سيطرت قوات الاحتلال على حوالي نصفها في الوقت الذي ترفض المقاومة المسلحة الاستسلام.
وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن الاجتياح الصهيوني لنابلس أدى إلى سقوط أربعين شهيدا ومائة وخمسين جريحا، في حين لاتزال جثث أخرى يصعب الوصول إليها في الطرقات والمنازل المهدمة.
وحول ملابسات قتل الجنديين الصهيونيين صباح اليوم في حي الشيخ مسلم بالبلدة القديمة أفاد شهود عيان ان رجال المقاومة الفلسطينية تمكنوا من زرع عبوة ناسفة في المنطقة وعند مرور دبابة عسكرية بالمكان قام المقاومون بتفجير العبوة عن بعد مما أدى إلى مقتل الجنديين، وقد اعترفت إذاعة العدو بمقتل الجنديين في كمين نصبته المقاومة.
كما لا تزال الطائرات الحربية من نوع أباتشي تقصف منازل المواطنين في حي رأس العين، ويخشى من وقوع كارثة في الحي حيث إن معظم المنازل هناك مصنوعة من الخشب وإذا اشتعلت ستحدث الكارثة.
من جانبها ذكرت عاملة في الهلال الأحمر الدولي أن الوضع الصحي في المستشفى الميداني الذي تعمل به صعب للغاية وآخذ بالتدهور في ظل عدم وجود الأدوية الأساسية والبسيطة لعلاج الجرحى كما لا توجد مواد تموينية مثل الخبز أو أي متطلبات أساسية تعينهم على الحياة في ظل الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال على مدينة نابلس وتمنع طواقم الإسعاف والمواطنين من التنقل والعمل بحرية، مؤكداً ان استمرار الوضع على ما هو الحال ينذر بحدوث كارثة إنسانية للجرحى.
هذا وقد شنت قوات الاحتلال خلال مداهماتها للمنازل والأحياء السكنية في مدينة نابلس حملة اعتقالات واسعة النطاق بحق المواطنين حيث يوجد في سجن حوارة حوالي 200 معتقل وسيتم إخضاعهم للتفتيش والاستجواب المذل والمهين كحال سابقيهم من المعتقلين في مناطق أخرى من الضفة الغربية .
على صعيد آخر ذكر الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس هيئة الإغاثة الطبية أن الدبابات العسكرية تحاصر مجموعة من أنصار السلام الأجانب في حي رفيديا بمدينة نابلس وتمنعهم من الوصول إلى البلدة القديمة حيث تدور المعارك العنيفة بين رجال المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي ترتكب بحق المدنيين العزل أبشع أنواع المجازر بقصفها المنازل على رؤوس أصحابها.
===================