عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 13-04-2002, 04:37 PM
حلمالوحدة حلمالوحدة غير متصل
المحب في الله
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 234
إفتراضي

ردا على سؤالك يا سلوى لك المزيد
******بيد أنّ هذا الموجز لا يتّسع لتناول كل هذه القضايا والموضوعات *- ولو باختصار - لذا ارتأينا تجزئة المراحل المهمة والحوادث البارزة التي حفلت بها حياة هذا القائد الكبير، وسنتناولها من خلال العناوين الآتية:
*× مرحلة الطفولة.
*× مرحلة الدراسة والتدريس.
*× الأسرة والأبناء.
*× مرحلة النضال والثورة.
*× مرحلة الإبعاد والنفي.
*× ذروة الأحداث وانتصار الثورة الإسلامية.
*× تشكيل الحكومة الإسلامية ومكتسباتها.
*× الرحيـل.
*× الإمام الخامنئي واستمرار المسيرة.
*× الآثار والمؤلفات.


مرحلة الطفولة

******ولد الإمام الخميني (قده) عام 1320 للهجرة (21/9/1902 م) بمدينة "خُمين" *- 349 كلم جنوب غربي "طهران" - في بيت عُرف بالعلم والفضل والتقوى.. ولم تمضِ على ولادته ستة أشهر حتى استُشهد والده آية الله السيد مصطفى الموسوي على أيدي قطّاع الطرق، المدعومين من قِبل الحكومة آنذاك، وكان استشهاده (رحمه الله) في الحادي عشر من ذي القعدة عام 1320 للهجرة. وهكذا، تجرّع الإمام الخميني (قده) منذ صباه مرارة اليتم، وتعرّف على مفهوم الشهادة.
******أمضى الإمام فترة طفولته وصباه تحت رعاية والدته المؤمنة السيدة "هاجر"، التي تنتسب لأسرة اشتُهرت بالعلم والتقوى، وكفالة عمّته الفاضلة "صاحبة هانم"، التي عُرفت بشجاعتها وقول الحق. وفي سن الخامسة عشرة، حُرِم الإمام من نعمة وجود هاتين العزيزتين.


مرحلة الدراسة والتدريس

******درس سماحة الإمام في مدينة "خُمين" حتى سن التاسعة عشر مقدّمات العلوم، بما فيها اللغة العربية والمنطق والأصول والفقه، لدى أساتذة معروفين. وفي عام 1339 للهجرة (1921 م) إلتحق بالحوزة العلمية في مدينة "آراك"، وبعد أن مكث فيها عاماً، هاجر الى مدينة "قم" لمواصلة الدراسة في حوزتها. وهناك، وفضلاً عن مواصلة دراسته على يد فقهاء ومجتهدي عصره، إهتم بدراسة علم الرياضيات والهيئة والفلسفة. وفي الوقت الذي اهتم فيه بكسب العلوم، حرص على المشاركة في دروس الأخلاق والعرفان النظري والعملي في أعلى مستوياته لدى المرحوم آية الله الميرزا محمد علي شاه آبادي، على مدى ست سنوات.
******وفي عام 1347 هـ (1929 م) بدأ الإمام الخميني الراحل (قده) بمزاولة التدريس، أي منذ أن بلغ سن السابعة والعشرين من عمره، درّس سماحته بحوث الفلسفة الإسلامية، والعرفان النظري والعملي، وأصول الفقه، والأخلاق الإسلامية.


الأسرة والأبناء

******إقترن سماحة الإمام الخميني (قده) عام 1929 م بكريمة المرحوم آية الله الحاج الميرزا محمد الثقفي الطهراني، وكانت ثمرة هذا الإقتران ثمانية أبناء هم: الشهيد آية الله السيد مصطفى الخميني، وابن اسمه "علي" توفي في سن الرابعة، والسيدة "صديقة مصطفوي" عقيلة المرحوم آية الله "إشراقي"، والسيدة "فريدة مصطفوي" عقيلة السيد "الأعرابي"، والسيدة "فهيمة *- زهراء - مصطفوي" عقيلة الدكتور السيد "البروجردي"، وبنت اسمها "سعيدة" توفيت ولها من العمر سبعة شهور، والمرحوم حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني، وبنت اسمها "لطيفة" توفيت وهي طفلة.
******ومع أنّ سماحة الإمام (قده) كان يعتمد طوال حياته السياسية وجهاده على الله، ويتوكل عليه فحسب، ويستمد العون منه وحده، ويواصل خطواته بوحي من ثقته بإيمانه، إلاّ أنّ الدور الفعال والمؤثر لولده السيد مصطفى - الى جواره - طوال مراحل النهضة الإسلامية، لم يكن خافياً على أحد. ونظراً لهذا الدور الذي كان يضطلع به السيد مصطفى في تنظيم طاقات الثورة، وجمع الأخبار والمعلومات اللازمة، وإيصال نداءات قائد الثورة السرّية الى الآيات العظام والعلماء وزعماء الفصائل السياسية، وإيجاد قنوات الإتصال والتواصل مع العناصر الثورية، ألقت عناصر نظام الشاه القبض عليه وأُودع السجن، ثم تم نفيه بعد إطلاق سراحه، كوالده الكبير الى تركيا، ومن ثم الى العراق. ولا شك أنّ الذي مهّد الطريق لاستشهاده عام 1978 لم يكن غير دوره الفاعل في النهضة الإسلامية ومواصلتها.
******ومن تلك اللحظة التي استُشهد فيها، ألقت المشيئة الإلهية المسؤولية التي كانت ملقاة حتى ذلك التاريخ على عاتق السيد مصطفى الخميني، على كاهل شاب لا يقلّ عن أخيه حنكة وتدبيراً، ألا وهو السيد أحمد الخميني.
******ورغم أنّ السيد أحمد كان يبدو قبل هذه الحادثة المؤلمة متفرغاً لدراسته الحوزوية، إلاّ أنه في الحقيقة كان يتحمل مسؤوليات أخيه ذاتها في الحوزة العلمية بمدينة "قم" وسائر نقاط إيران. ففي الوقت الذي تحوّل بيت سماحة الإمام بالنجف الأشرف الى منطلق لتصدير الثورة وقيادتها، فإنّ كُلاً من إدارة شؤون البيت، وتنظيم لقاءات قائد الثورة، وتسهيل قنوات اتصال المناضلين الضرورية مع النجف، وتقديم التقارير الواردة عن اتساع النشاطات الثورية في إيران، وإبلاغ أوامر الإمام الى المناضلين، وكذلك توفير قنوات الإتصال الواسعة مع الفصائل المناضلة في الداخل، كل ذلك، كان يتحمل مسؤوليته السيد أحمد الخميني.
******كان السيد أحمد، سواء في المراحل الحساسة لنضال الشعب الإيراني المسلم، أم خلال هجرة قائد الثورة الى فرنسا، أو أثناء عودته الى أرض الوطن، ومن ثم مرحلة انتصار الثورة، كان المستشار الأمين، والمدبّر الواعي، والسياسي المحنّك ذا الأفق البعيد، والمجاهد الذي لا يكلّ أو يملّ، والنصير المعتمد والمريد المخلص في خدمة والده، والذي قد كرّس كل جهده وهمّه لإحراز رضى شيخه على طريق نيل رضى الله.
******إنّ الدور الفريد والنادر الذي لعبه السيد أحمد، الى جوار المشعل المتّقد لوجود الإمام العزيز، كان منشأ بركات يمكن مشاهدة آثارها في كل مرحلة من مراحل تاريخ الثورة الإسلامية.
******وبعد رحيل سماحة الإمام، كان المرحوم حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الخميني حاضراً في العديد من المؤسسات السياسية والثقافية لخدمة الثورة ونظام الجمهورية الإسلامية، وكان لا يألو جهداً في إسداء النصح وأداء الواجب. وبوصفه أحد الوجوه البارزة للثورة، كان موضع ثقة واستشارة القيادة ومسؤولي النظام.
******أخذ السيد أحمد على عاتقه مسؤولية الإشراف على مؤسسة "تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (قده)"، بدافع المحافظة على تراث قائد الثورة الإسلامية الكبير، ونشر أفكاره وآرائه، ولم يألُ جهداً في استبدال المرقد الطاهر لسماحة الإمام الى مركز إشعاع للثورة الإسلامية.
******وحينما ودّع السيد أحمد الدنيا الفانية، بسبب عارض قلبي ألمّ به في 17/3/1994 م، كانت مؤسسة "تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (قده)" ومجمع الحرم المطهّر لسماحة الإمام (قده)، قد حققا المكانة والمنزلة التي تليق بهما.
__________________
اذا ما مت في ارض معركة
فانشدي لهم الدنيا وخذى بندقيتي
القدس في ابياتي وقصائدي
وحبها يسري كما الدم في اضلعي
وجنين ازف لها الحزن من ادمعي
وازهو الكويت شهيدا تقبلي
وفي كبرياؤها طفله لها انحني
اقبَّلها كما قبلت الحجر الاسودي
كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء
وكل مظلوم حسينا وكل شهيدا علي

حلم الوحدة