عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 14-04-2002, 04:35 AM
مخلص النوايا مخلص النوايا غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2001
المشاركات: 48
إفتراضي


استاذي وأخي العزيز / عمر مطر

كلماتك تزرع سعادتي بين حدائق المسرّات وتذوب في أعماق المشاعر وتثمر في جبين النظرات ... حسبي اليوم شرفا أن تنال أبياتي قراءتك العذبة المصفاة من شفاه الجمال المنقوش على أحرف المقال تذكرني لله درّك بقراءات د. حنان فاروق في هذا المضمار الرائع وهذه الرّونقة الإبداعية فياليت شعري كيف أوفيك الشكر وأني به أصيره لك وابل مطر ومن الدعوات ما طرزه الزاهد في السحر..

لستُ من أهل اللغة وكم تمنيت لو أقف على أطراف البساط الذي يجلسون عليه ونعتك من طيب تواضعك وزايد كرمك أقدره وأحفظه حفظك الله في الدنيا والآخرة ..

النظر إلى الشعر يتطلب الكثير الكثير من التفكير والتدبّر حتى نخرج بجودة المحاكاة وسبق الابتكار .. الشعر صنعة عاطفية والقصيدة معالجة اللفظ والمعنى من جهة ومن جهة أخر الإيقاع .. النظرة إلى خارج القصيدة تبادل بين الألفاظ والمعاني وهذا يهتم به الشعراء الأولين والآخرين ولكن النظرة إلى داخل النص الشعري تتطلب البنية الإيقاعية , علم يختص بالصوت المؤثر في النفس والمساعد في تغليف الصورة الشعرية .. فقد تجد قصيدة جزلة الألفاظ قوية المعاني ولا تطرب لها ولا تستأنس بها يعود السبب هنا إلى التشويش الصوتي في القصيدة وعدم سلاسة الزحافات وقبح مخارج الحروف

ومن عبقرية الشاعر احمد شوقي استخدامه الزحافات المقصودة في التصوير الشعري فأن هذا يؤدي الانسجام مع النفس والحلاوة في السمع مما يساعد على حفظ البيت وسرعة تداوله بين القاصي والداني وتذوق رونقه وطلاوته .. مسألة الإيقاع تتشكل في مداخل كثيرة واعتبارات عديدة وفي أبياتي هذه استخدمت الإيقاعات المقصودة وأن كنت غير موفق فيها فهذا يعود جمود الموهبة وركود القريحة ..

حاولت هنا أن اصنع مزجية بين العروض والصرف في التركيبة التفعيلية , بحر الكامل واحدة تفعيلته ( متفاعلن 331 ) إذا أخذنا الجزئية من هذه التفعيلة وهي ( فعلن 31 ) من ناحية الصرف نجد هذه التفعيلة لها صوت واحد لان النون حرف اصلي وبقية الحروف بديلة عن أحرف أخر وهنا تجد تجريئة التفعيلة العروضية إلى جزئية صرفية في بداية لأشطر الثانية من القصيدة ( مـلـقىً , أسفاً , عبثاً , حَسَكَاً ) بحيث تكون محور إيقاعي في القصيدة واستخدام مستفعلن العروضية قبل نهاية الشطرة الثانية انسجام مع القافية التي تناولت ثلاث متحركات وساكن في توازي النغمة الصوتية بينهما وزخرفت الأبيات بالتفعيلات الصرفية مثل ( أفعولة , أفّاعلت , مفْعلُ , تفوعلت ) وكل هذه من ناحية أخرى تفيد سياق المعاني لان لها مدلولات وتعابير منصوص عليها في علم الصرف ..

وغير هذا من التركيبة التفعيلة في المزج بين العروض والصرف وما ورد يلفت انتباه الشاعر نفسه لان في داخل النص في القصيدة الشعرية بصفة عامة عالم من العجائب والإبداع ..

والمقصود في قول ( "تشفّ غليلها" ) مأخوذة من الشفافية حتى يستقيم المعنى مع ترهشفت فأن الملامة عندما ترهشفت الغيظ أصبحت تشفّ هذا الغيظ على شفافية النفس .أعتذر عن الإطالة وأكرر شكري وسعاتي بوجودك في هذه الصفحة سلمك الله تعالى .





.
الرد مع إقتباس