السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى عليك أيها المتبع أن لا تأسرك الكلمات والرسوم مرة أخرى. وإذا أردتنى أن أسقط كلمة مريد فلن أتردد. فأنا لست مريدا لشيخي، ولكنني مريد لله باتباع شيخي الذي يتبع نبيي صلى الله عليه وسلم خيرا مني. وإذا أردت أن تكون منصفا حقا فراجع ما كتبه مدعوا السلفية في هذا المنتدى ضد الصوفية بحق وبغير حق، راجع أسلوبهم وكلماتهم، ثم راجع ما يكتبه مدعوا السلفية في شتى مواقعهم لتعرف من هو الذي يسفه كل من يخالفه ويتهم المسلمين من مخالفيه بالضلال والشرك والكفر لأدنى سبب ولأبسط شبهة.
لست بصدد الدفاع عن النقشبندية لأنني ببساطة لست من أتباعها. فالصوفية ليست نحلة ولا فرقة ولا "دينا جديدا" كما يزعم سفر الحوالي باطلا، وكأنه لا يعلم أنه بقوله هذا يكفر كل من انتسب إلى طريقة صوفية من المسلمين الموحدين المحافظين على الشرائع الذين يدرسون على شيخهم عقيدة السلف الصالح ولا يقرون بشيء من وحدة الوجود هذه ولا شطحات الحلاج وغيره. لقد تخصص الصوفية في علم أحوال القلوب وتربية النفوس واستقلوا بذلك عن غيرهم من العلماء الذين تخصصوا في الفقه أو علم الحديث أو التفسير. لم يتعدى فقهاء السلف على تخصص غيرهم ولكن هذا لم يمنعهم من الإنكار على من يشطح بل والسعى إلى محاكمتة إذا ثبت عليه الكفر. ولكنهم بعلمهم وبصيرتهم أعطوا كل ذي حق حقه، وكانوا أورع الناس عن التكفير والاتهام بالشرك والبدعة والضلال ولا داعي لكي أثبت ذلك أن أنشر كتبهم في هذا المنتدى، فكتبهم تملأ المكتبات، ومنهاجهم ووسطيتهم واضحين جليين لكل مستبصر.
أين تراث السلفية في سلوك طريق الإحسان والتربية والتزكية؟!
لا يوجد! اللهم إلا بعض المحاولات من ابن تيمية وابن القيم في أحوال القلوب وتمييز الخواطر وتعلم الأدب مع الله. هي محاولات موفقة إلى حد بعيد ولكنها للأسف قليلة وتفتقر إلى المنهجية والآلية.
مع أنني تمنيت لو كان كل السلفية على قدم ابن تيمية وابن القيم.
وبما أنكم تحكمون على "كل" صوفية الماضي والحاضر بالبدعة و الضلال والشرك وتضربون عرض الحائط بكل تراثهم من كتب و تجارب. فأين البديل الذي قدمتموه لهذه الأمة؟ أين منهاجكم لسلوك طريق الإحسان؟! أم أنكم تعتبرون ذلك من الترف الفكري الذي لا يحتاج إلى علم ومتخصصين؟! وأن أي مسلم يستطيع أن يسلك هذا الطريق بقراءة القرآن والحديث من غير التتلمذ على يد مرشد متخصص؟! إذا كان ذلك كذلك فاسمحوا إذا لأي مسلم أن يفتي بما يشاء في أمور الفقه بعد مجرد قرائته للقرآن والحديث دون أن يرجع إلى كتب الأحكام والأصول ودون أن يدرسها على شيخ عالم متخصص. إلا إذا كنتم تعتقدون بأن سلامة أحوال الظاهر أصعب وأهم بكثير من سلامة أحوال الباطن وأن سلوك طريقها يحتاج إلى علم وشيوخ، بينما أحوال الباطن(القلب) لا تحتاج إلى شيء من ذلك وأنها بسيطة جدا تكاد تكون بمنزلة تحصيل الحاصل.
إذا كان هذا اعتقادكم فأتمنى أن تراجعوا أنفسكم وأن تقدموا للمسلمين منهاجا متكاملا وإرشادا حقيقيا وأنا أعدك بأنني سأكون حينئذ على استعداد لترك شيخي "الضال" لأتبع شيوخكم الوارثين "الكاملين" لطريقة محمد صلى الله علية وسلم وسنته.
والسلام عليكم ورحمة الله
المتبع
|