عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 24-04-2002, 06:39 AM
dear71 dear71 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 49
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

للمتبع:

من السهل جدا يا أخي أن تقول أن السلفيه قائمه على سلوك طريق السلف الصالح عقيدة وسلوكا ومنهاجا، فكل الجماعات تدعي ذلك. إن تسميتكم أنفسكم "سلفية" لا يفيد بالضرورة صدق هذه الدعوى. هل تعلم أن الدروز يسمون أنفسهم ب"الموحدين" بأل التعريف. (من غير تشبيه). ثم ماذا تعني هذه التسمية؟! هل تعني المصادرة بأن من تسمى بهذا الإسم له أن يحتكر السلف لنفسة وإذا كان غيره لا يتسمى بهذا الإسم فهو إذن لا يتبع السلف؟! ثم لماذا تتسمون بإسم لم يستخدمه النبي صلى الله عليى وسلم ولا الصحابة ولا التابعين ولا تابعي التابعين؟! هل أنتم فرقة جديدة؟! ولماذا تنكرون على غيركم ماتبيحون لأنفسكم؟! وبما أنكم أنتم الذين تبدأون مسألة التسميات هذه وتقفون عندها كثيرا، فلنرجع إذا إلى تاريخ كلمتي "سلفية" و"صوفية" لكي نعلم أن كلمة صوفية أقدم بكثير من سلفية، حتى أن الحسن البصري رحمه الله استخدمها في الإشارة إلى أحد الصالحين. وإذا كان اعتراضكم أن كلمة صوفية مشتقة من الصوف وأن كلمة صوف لا تعني شيئا ولا مبدأ، فإن هذا أيضا من باب الوقوف مع الرسوم، فإن لبس الصوف كان شعارا للأنبياء والصالحين منذ التاريخ القديم، والإقتداء إنما هو بلابسيه لا به. فكأنكم باعتراضكم هذا تعترضون على الله تعالى عندما سمى أصحاب عيسى عليه السلام بالحواريين. إذ هل تعلم أن هذه الكلمة تشير إلى اللباس الحواري (المبيض) الذي كانوا يلبسونه.
"هل تريد امثله من طرق العبادة عند اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟" كلا، فأنا أعلمها وهي موجودة في الكتب. ليس هذا هو التصوف. طرق العبادة شيء ومعرفة دقائق الطريق التي توصل المسلم إلى حيازة "القلب السليم" شيء آخر. فمثلا معرفة أركان الصلاة وسننها شيء ومعرفة السبيل إلى الإخلاص والخشوع فيها شيء أخر. شيوخ السلفية يستطيعون أن يجيبوك عن الأمر الأول (الأركان) بكل طلاقة، ولكنهم عاجزون عن أن يجيبوك عن الأمر الثاني، لماذا؟ لأنهم ببساطة لم يسلكوا على شيخ عارف بهذه الأمور وأسقطوا تراث الصوفية كليا وتبرأوا منه. كثيرا ما يسأل مشايخ السلفية هذا السؤال:
كيف أستطيع يا شيخ أن أكون خاشعا مقبلا على الله في صلاتي؟ فيا ترى بماذا يجيبون؟! هاك ردهم في كل مرة:
"يجب عليك أن تركز على ما تقرأ وأن لا تفكر في شيء من أمور الدنيا، وأحسن علاج هو أن تصلي الصلاة في وقتها ولا تؤخرها حتى تنشغل"
وهذا لعمري كالذي فسر الماء بعد الجهد بالماء. الشيخ الصوفي يجيبك عن هذا جواب العارف الخبير الذي يضع يده على العلة ودواءها، بل ويساعدك على الشفاء، لأن الإخلاص والخشوع في الصلاة ليسا بأقل أهمية عنده من إقامة الصلاة نفسها. هل تعرف أنت الجواب على هذا حتى تستطيع أن تأخذ بيد من يسألك فتصدق إذن مقالتك بأن السلفية تسير على منهاج السلف "عقيدة وسلوكا ومنهاجا" بالمعنى الحقيقى لكل ذلك. لم أقصد بذلك الحصر، إنما هو مثال واحد ولا يتسع المقام لأكثر منه.
"قوما يتقون الله ويراقبونه في السر والعلن يصومون نهارهم ويقومون مسائهم ويرتلون كتاب ربهم ويتبعون سنة نبيهم" هؤلاء هم السلف بدون شك. ولكن ليسوا بالضرورة السلفية. لأن هذه دعوى تحتاج إلى برهان على الأقل بالنسبة إلى، فكل إنسان مسؤول عن نفسه. ,إذا كانوا حقا كذلك فليأخذوا بأيدينا حتى نصبح مثلهم، لقد صحبت السلفية متوسما الهداية والرشاد فأكثر ما وجدت كان التكفير والإتهامات للغير والإنشغال بالناس ورسوم العبادات دون بواطنها وسقطات فلان العالم وبدع هذا الخلق المنحرف الضال الملعون الهالك ..إلخ. ولم أجد عندهم أي دواء لعلل النفوس، وكيفية محاربة الشيطان ووسواسه، ولم أجد لديهم تمييزا حقيقيا بين خاطر نفسي وآخر شيطاني وآخر ملكي، وكذلك لم أجد عندهم حبا كاملا للنبي صلي الله عليه وسلم وحتى إن كان لديهم فإنهم لم يستطيعوا تعليمي إياه وغرسه في قلبي، لأنهم لا يعرفون كيف. هذه تجربني وتجربة الكثيرين غيري. وبصراحة إذا كان السلف كذلك حقيقة وإن كان هذا هو طريقهم ومنهاجهم فعلى المرء من الآن أن يشك في عقله.
أما عن الفناء فأنا أسألك: ما ذا تعرف عنه؟! هل تستطيع أن تعرفه لي. وإذا عرفته هل يكون تعريفك هذا مبنيا على تجربة شعورية خضتها وبنيت تعريفك عليها أم أنك ستردد تعريفا لشيخ ما تتبعه. هل ستقف ما ليس لك به علم أم أنك ستعتمد على ترديد ما تدارك إليه علم أصحاب العصمة العقلية السلفية.
"هجر العلم والسياحة في القفار بدون طعام ولاماء" وهل هذا هو كل ما وجدته في كتب الصوفية وتراثهم العريض؟! وهل قرأت آراء لمتصوفة آخرين حول هذا الأمر بالذات. هل تحدثت مع صوفي فقال لك نعم هذا فرض من فروض "الديانة الصوفية" أم أنه سيجيبك بأن السياحة هذه قال بها بعض القدماء إجتهادا منه بأنها قد تكون ضرورية لحياة قلوب استحكمت الأمراض فيها من من رياء أو نفاق أو عشق للصور والمساكن والتجارة والملذات والانشغال بها عن المولى، وأن هذا مجرد اجتهاد يحتمل الصحة والخطأ وأن السالك لا يعتقد العصمة الجتهادية في شيوخه بله العصمة العملية! وأنا شخصيا لم يقل لي شيخ متصوف قط أنني يجب أن أفعل هذا أو حتى أن هذا مستحب.
"ولا ادري سبب الربط .... محدث بعد السبعمائة ؟؟!!"
كل ما أعرفه وما توصل إليه عقلي الفقير هو أن السلف كانوا يعرفون مقادير الرجال وموازينهم ولا يزنون كل الناس بميزان واحد ويلتمسون المعاذير ويسلمون لكل في تخصصه إلا في صريح الكفر، وأنهم كانوا يوسعون دائرة الحلال والسنة ويضيقون دائرة الحرام والبدعة، ويخففون عن الناس ما لم تقتض الشدة المصلحة. ويحاولون تقريب الأمة وجمعها لا تشتيتها وشرذمتها. وهذا تراثهم شاهد على منهاجهم.
وهذا ما لا أجده في الكثير أتباع السلفية. و لا أبالي بعد هذا متي ظهرت السلفية أبعد السبعمائة أم بعد الثلاثة عشر.
ولا أحكم عل السلفية بالانحراف الديني فهذا ليس بالأمر الهين وهو ليس من صلاحياتي وإنما أظن أنهم مخطئون في كثير من نواحي منهجهم وأعرف أن الكثير منهم أهل صلاح وتقوى وينصفون الناس ولكنهم ليسوا أغلبية للأسف.
"ما حكم فعل مالم يفعله الرسول ولا الصحابة من العبادات ( يعني احداث طريقة جديدة وعبادة جديدة ) ما حكمه عندك"
حكم احداث عبادة جديدة عند من أقلده بأنه بدعة سيئة.

والسلام عليكم ورحمة الله