عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 25-04-2002, 04:55 AM
نور العين نور العين غير متصل
علي و على أعدائي
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2002
المشاركات: 797
إفتراضي

2_ الامام الحسن :
اشتراك الإمام الحسن عليه السلام في الفتوح :
1 ـ ويقولون : إنه في سنة ثلاثين غزا سعيد بن العاص طبرستان ، وكان أهلها في خلافة عمر قد صالحوا سويد بن مقرن على مال بذلوه ، ثم نقضوا ، فغزاهم سعيد بن العاص ، ومعه الحسن ، والحسين ، وابن عباس (1) .
قال أبو نعيم بالنسبة إلى الإمام الحسن عليه السلام : « دخل أصبهان غازياً ، مجتازاً إلى غزاة جرجان » (2) .
وعده السهمي هو وأخاه الحسين عليه السلام ممن دخل جرجان (3) .
2 ـ وفي مناسبة فتح افريقية يقولون : إن عثمان جهز العساكر من المدينة ، وفيهم جماعة من الصحابة ، منهم ابن عباس ، وابن عمر ، وابن عمرو بن العاص ، وابن جعفر ، والحسن والحسين ، وابن الزبير ، وساروا مع عبد الله بن أبي سرح سنة ست وعشرين (4) .
____________
1 ـ الفتوحات الإسلامية ج 1 ص 175 والكامل لابن الأثير ج 3 ص 109 وتاريخ الطبري ج 3 ص 323 ، وفتوح البلدان للبلاذري بتحقيق المنجد ، قسم 2 ص 411 ، وتاريخ ابن خلدون ج 2 قسم 2 ص 135 والبداية والنهاية ج 7 ص 154 ، وحياة الإمام الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 96 ، وسيرة الأئمة الاثني عشر ج 1 ص 536 وج 2 ص 17 عن ابن خلدون والطبري .
2 ـ ذكر أخبار أصفهان ج 1 ص 44 وراجع ص 43 و 47 .
3 ـ تاريخ جرجان ص 7 .
4 ـ العبر ( تاريخ ابن خلدون ) ج 2 قسم 1 ص 128 وحياة الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 95 وسيرة الأئمة الاثني عشر ج 2 ص 16 ـ 18 و ج 1 ص 535 عن ابن خلدون وعن الاستقصاء في أخبار المغرب الأقصى للناصري السلاوي ج 1 ص 39 .

(134)
التفسير والتوجيه :
وقد حاول البعض توجيه ذلك على أساس : أنه عليه السلام يريد أن يرى اتساع نفوذ الإسلام ، حيث إن في هذه الفتوحات خدمة للدين ، ونشراً للإسلام ، فدخل عليه السلام ميدان الجهاد « والجهاد باب من أبواب الجنة » وألقى الستار على ما يكنه في نفسه من الاستياء على ضياع حق أبيه .. وذلك لأن أهل البيت عليهم السلام ما كان همهم إلا الإسلام والتضحية في سبيله (1) .
وعلى حد تعبير الحسني : « وليس بغريب على علي بن أبي طالب وبنيه أن يجندوا كل إمكانياتهم وطاقاتهم في سبيل نشر الإسلام ، وإعلاء كلمته . وأذا كانوا يطالبون بحقهم في الخلافة فذاك لأجل الإسلام ونشر تعاليمه ، فإذا اتجه الإسلام في طريقه ، فليس لديهم ما يمنع من أن يكونوا جنوداً في سبيله ، حتى ولو مسهم الجور والأذى وقد قال أمير المؤمنين أكثر من مرة : والله لأ سالمنَّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن جور إلا عليَّ خاصة » (2) .
ويعلل رحمه الله تعالى عدم اشتراك الحسنين في المعارك الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب ، بالرغم من أنها قد بلغت ذروتها في مختلف المناطق ، والانتصارات يتلو بعضها بعضاً ، والأموال والغنائم تتدفق على المدينة من هنا وهناك .. وبالرغم من أن الإمام الحسن عليه السلام كان في السنين الأخيرة من خلافة عمر قد أشرف على العشرين من عمره ، وهو سن مناسب للاشتراك في الحروب ، التي كان يتهافت المسلمون كهولاً وشباباً وشيوخاً على الاشتراك بها
____________
1 ـ راجع : حياة الحسن عليه السلام للقرشي ج 1 ص 95 و 96 وسيرة الأئمة الاثني عشر ج 1 وج 2 ص 16 ـ 18 .
وكلمة علي عليه السلام الأخيرة في نهج البلاغة ج 1 ص 120 | 121 الخطبة رقم 71 ط عبده.
2 ـ سيرة الأئمة الاثني عشر ج 1 ص 536 وراجع ص 317 .

(135)

ـ يعلل رحمه الله ذلك بقوله : « لعل السبب في ذلك يعود إلى انصراف أمير المؤمنين عن التدخل في شؤون الدولة والحياة السياسية ، ومما لا شك فيه : أن عدم اشتراك الإمام في الحروب والغزوات لم يكن مرده إلى تقاعس الإمام ، وحرصه على سلامة نفسه . بل كان كما يذهب أكثر الرواة والمؤرخين لأن عمر بن الخطاب قد فرض على الكثير من أعيان الصحابة ما يشبه الإقامة الجبرية لمصالح سياسية يعود خيرها إليه ، وبقي الحسن السبط إلى جانب والده منصرفاً إلى خدمة الإسلام ، ونشر تعاليمه ، وحل ما يعترض المسلمين من المشاكل الصعاب » (1) .
الرأي الصواب :
ولكننا بدورنا ، لا نستطيع قبول ذلك ، ونعتقد : أن الحسنين عليهما السلام لم يشتركا في أي من تلك الفتوحات .. ونرى أن تلك الفتوحات لم تكن ـ عموماً ـ في صالح الإسلام ، إن لم نقل : إنها كانت ضرراً ووبالاً عليه ، ونستطيع أن نجمل ما نرمي إليه هنا على النحو التالي :
ألف : آثار الفتوح على الشعوب التي افتتحت أرضها :
إن من الواضح : أن تلك الفتوحات لم يكن يتبعها أي اهتمام ـ من قبل ـ الهيئة الحاكمة بإرشاد الناس ، وتعليمهم ، وتثقيفهم ، وتربيتهم تربية دينية صالحة ، بحيث يتحول الإسلام في داخلهم إلى طاقة عقائدية ، تشحن وجدان الإنسان وضميره بالمعاني السامية ، والنبيلة ، ولينعكس ذلك ـ من ثم ـ على كل حركات ذلك الإنسان ومواقفه ، وتغنى روحه وذاته بالمعاني والخصائص الإنسانية
36)

الإسلامية السامية ، وتؤثر في صنع ، ثم في بلورة خصائصه الأخلاقية ، على أساس تلك المعاني التي فجرتها العقيدة في داخل ذاته ، وفي عمق ضميره ووجدانه .
نعم .. لقد اتسعت رقعة الإسلام خلال عقدين من الزمن اتساعاً هائلاً ، يفوق أضعافاً كثيرة جداً ما تم إنجازه على هذا الصعيد في عهد الرسول الأعظم صلى عليه وآله وسلم . ولكن الفارق بينهما كان شاسعاً ، والبون كان بعيداً ، فلقد كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لا يكتفي من الناس بإظهار الإسلام والتلفظ بالشهادتين ، ثم ممارستهم السطحية لبعض الشعائر والظواهر الإسلامية ، وإنما كان يرسل لهم المعلمين والمرشدين ، والمربين ، ليعلموهم الكتاب والحكمة ، وأحكام الدين 2) .
____________
1 ـ سيرة الأئمة الاثني عشر ج 1 ص 534 وراجع صفحة 317 .
2 ـ راجع : التراتيب الإدارية ج 1 ص 477 و248 ،
وقد أرسل النبي صلى الله عليه وآله مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلمهم ، كما أنه صلى الله عليه وآله في عهده لعمرو بن حزم يأمره بتعليمهم ( راجع مكاتيب الرسول كتابه صلى الله عليه وآله لعمرو بن حزم ) .
وفي التراتيب الإدارية ج 1 ص 41 : أن النبي صلى الله عليه وآله يتهدد من لا يعلم جيرانه . وفي البخاري هامش فتح الباري ج 1 ص 166 يقول النبي صلى الله عليه وآله لوفد عبد القيس : « ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم » .
وفي غزوة بئر معونة قتل العشرات ممن أرسلهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتعليم الناس أحكام الدين .
وليراجع غزوة الرجيع وغير ذلك كثير جداً لا مجال لتتبعه ..
ولكن قال بعض المحققين : إن قسطاً عظيماً من الفتوح الإسلامية كان في إيران ، ونرى كثيراً من العلماء والمتعبدين من الإيرانيين في زمن التابعين ، ولا يمكن نشوء هؤلاء إلا بالتعليم والإرشاد ، من قبل الصحابة والتابعين وأهل المدينة ، فعدم ذكر هذه الإرشادات لا يدل على عدم وجودها .
ونقول : إن ما ذكره قد كان بعد عشرات السنين من هذه الفتوحات .. كما أن كمية العلماء والمتعبدين التي أشار إليها ، لا تتناسب مع حجم الفتوحات هذه .
كما أنهم إنما كان المتعبدون منهم ممن يعيشون في المناطق القريبة من البلاد الإسلامية .

و سأكتفي بذكر سيرة اثنين من الائمة وفتوحاتهم لعلمي التام انك لن تكلف نفسك حتى القراءة , و ان قرأت فلن تفهم , و لو اردت ان اؤتي لك بفتوحاتهم جميعا لاحتجت الى مجلدات . و بصراحة : خسارة فيك.




السؤال الاخير هذه الييله / كم عمر امامكم المختبي بالسرداب (محمد بن الحسن العسكري) الذي فقد ان كان اصلا موجود ، مع العلم ان كتبكم تقول انه ولد في سنه 256هـ؟
إنّ من الأسئلة المطروحة حول الإمام المهدي، طول عمره في فترة غَيبته، فإنّه ولد عام 255 هجري، فيكون عمره إلى الأعصار الحاضرة أكثر من ألف ومائة وخمسين عاماً، فهل يمكن في منطق العلم أن يعيش إنساناً هذا العمر الطويل؟

والجواب:

من وجهين، نقضاً وحلاً.

أمّا النقض: فقد دلّ الذكر الحكيم على أنّ شيخ الأنبياء عاش قرابة ألف سنة، قال تعالى: {فَلَبِثَ فيهم أَلفَ سَنَةٍ إلاَّ خَمسينَ عاماً}(1).

__________________

(1) العنكبوت / 14.

وقد تضمّنت التوراة أسماء جماعة كثيرة من المعمّرين، وذكرت أحوالهم في سِفر التكوين(2).

______________

(2) التوراة، سفر التكوين، الإصحاح الخامس، الجملة 5، وذكر هناك أعمار آدم، وشيث ونوح، وغيرهم.

وقد قام المسلمون بتأليف كتب حول المعمّرين، ككتاب «المعمّرين» لأبي حاتم السجستاني، كما ذكر الصدوق أسماء عدُّة منهم في كتاب «كمال الدين»(3)،

______________

(3) كمال الدين، ص 555.

والعلاّمة الكراجكي في رسالته الخاصّة، باسم {البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان»(1)، والعلاّمة المجلسي في البحار(2)، وغيرهم.

___________

(1) الكراجكي: البرهان على طول عمر صاحب الزمان، ملحق ب «كنز الفوائد»، له أيضاً، الجزء الثاني. لاحظ في ذكر المعمرين ص 114 _ 155، ط دار الأضواء، بيروت 1405 هجري.

(2) بحار الأنوار ج 51، الباب 14، ص 225 _ 293.

وأمّا الحلّ: فأنّ السؤال عن إمكان طول العمر، يعرب عن عدم التعرّف على سعة قدرة الله سبحانه: {وما قدَروا اللهَ حَقَّ قَدرِهِ}(3)، فإنّه إذا كانت حياته وغيبته وسائر شؤونه، برعاية الله سبحانه، فأي مشكلة في أن يمدّ الله سبحانه في عمره ما شاء، ويدفع عنه عوادي المرض ويرزقه عيش الهناء.

_________________

(3) الأنعام / 91.

وبعبارة أُخرى: إنّ الحياة الطويلة إمّا ممكنة في حد ذاتها أو ممتنعة، والثاني لم يقل به احد، فتعيّن الأوّل، فلا مانع من أن يقوم سبحانه بمدّ عمر وليّه، لتحقيق غرض من أغراض التشريع.

أضف إلى ذلك ما ثبت في علم الحياة، من إمكان طول عمر الإنسان إذا كان مراعياً لقواعد حفظ الصحة، وأنّ موت الإنسان في فترة متدنية، ليس لقصور الإقتضاء، بل لعوارض تمنع عن استمرار الحياة، ولو أمكن تحصين الإنسان منها بالأدوية والمعالجات الخاصة لطال عمره ما شاء.

وهناك كلمات ضافية من مَهَرة علم الطب في إمكان إطالة العمر، وتمديد حياة البشر، نشرت في الكتب والمجلات العلمية المختلفة(1).

__________

(1) لاحظ مجلة المقتطف، الجزء الثالث من السنة التاسعة والخمسين.

وبالجملة، اتّفقت كلمة الأطباء على أنّ رعاية أُصول حفظ الصحّة، توجب طول العمر، فكلّما كثرت العناية برعاية تلك الأصول، طال العمر، ولاجل ذلك نرى أنّ الوفيات في هذا الزمان، في بعض الممالك، أقلّ من السابق، والمعمّرين فيها أكثر من ذي قبل، وما هو إلاّ لرعاية أُصول الصحّة، ومن هنا أُسّست شركات تضمن حياة الإنسان إلى أمد معلوم تحت مقرّرات خاصة وحدود معيّنة، جارية على قوانين حفظ الصحّة، فلو فرض في حياة شخص إجتماع موجبات الصحّة من كلّ وجه، طال عمره إلى ما شاء الله.

وإذا قرأت ما تُدَوِّنه أقلام الأطباء في هذا المجال، يتّضح لك معنى قوله سبحانه: {فَلَو لا أنّه كانَ مِنَ المُسَبِّحينَ * لَلَبِثَ في بَطنِهِ إِلى يَومِ يُبعَثونَ}(2).

____________

(2) الصافات / 143 و144.

فإذا كان عيش الإنسان في بطون الحيتان، في أعماق المحيطات، ممكناً إلى يوم البعث، فكيف لا يعيش إنسان، على اليابسة، في أجواء طبيعية، تحت رعاية الله وعنايته، إلى ما شاء الله؟


يتبع ان شاء الله