عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 25-04-2002, 02:52 PM
RRRRR RRRRR غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 213
إفتراضي

3ـ أما قوله (( أما لأنها لعبت الدور الكبير في إنكار وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعلي حتى قالت ثم ذكر الحديث ... الخ ))، فأقول:

أ ـ لم تلعب عائشة رضي الله عنها الدور الكبير في إنكار وصية النبي صلى الله عليه وسلم كما يدعي هذا التيجاني فلو كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعلي حقاً لما كانت عائشة تستطيع الإنكار أمام الأمة، ولكنها قالت ما تعرفه هي حسب علمها وهو أن النبي مرض وتوفّي عندها ولم تسمع في هذه القضية منه أي شئ.

ب ـ إذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصي، لا بد أن يذكر ذلك أمام الناس ولا يكتفي بذكره عند امرأته، والتيجاني يدعي أن الأدلة على أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعلي بالخلافة مستفيضة ومعلومة وقد ذكر بعضها في كتابه، وادعى أنها صريحة في استخلاف عليّ، فكيف يتهوّك فيقول أن عائشة لعبت الدور الكبير في إنكار الوصية لعلي؟! فإذا كانت كل هذه الأدلة الظاهرة على إمامة عليّ كما تزعم ليست حجة في نظر أهل السنة فقول عائشة أحْرى أن يكون هو الحق.

ت ـ عائشة رضي الله عنها الصدّيقة بنت الصديق لا يمكن أن تنكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ إن كان هذا حقاً، فهي الطيّبة زوجة الطيّب في الدنيا والآخرة، وهي خير زوجاته وأفضلهنّ وأحبهنّ للنبي صلى الله عليه وسلم وما استحقت هذه المنزلة إلا لأنها من خير نساء الأرض، فكيف نصدق التيجاني المتمرّس علىخصلة الكذب الذي يأتي إلى الرواية الصادقة فيكّذبها، ويأتي إلى الرواية الكاذبة فيصدقهـا، ويتهم خـير النـاس بأنهم أشـّر الناس ويدعي على أضلّ الناس بأنهم أصحـاب هداية، فكيف برجل هذا حاله، هل نصدقه ونكذّب خير نساء أمهات المؤمنين؟!

ثم يقول (( أم لأنها حاربته حرباً لا هوادة فيها وأولاده من بعده حتى اعترضت جنازة الحسن سيد شباب أهل الجنة ومنعت أن يدفن بجانب جده رسول الله قائلة: لاتدخلوا بيتي من لا أحب ونسيت أو تجاهلت قول الرسول فيه وفي أخيه ( الحسن والحسين سيدّا شباب أهل الجنة ) أو قوله ( أحب الله من أحبهما وأبغض الله من أبغضهما )، أو قوله ( أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم )، وغير ذلك كثير لست في معرض الكلام عنه... كيف لا وهما ريحانتاه من هذه الأمة ))(53)، ويقول في موضع آخر (( وإذا كانت فاطمة الزهراء التي أوصت بدفنها سراً فلم تدفن بالقرب من قبر أبيها كما ذكرت فما بال ما حصل مع جثمان ولدها الحسن لم يدفن قرب قبر جده؟! حيث منعت هذا ( أم المؤمنين ) عائشة وقد فعلت ذلك عندما جاء الحسين بأخيه الحسن ليدفنه إلى جانب جدّه رسول الله، فركبت عائشة بغلة وخرجت تنادي وتقول: لا تدفنوا في بيتي من لا أحب. واصطف بنو أمية وبنو هاشم للحرب ولكنّ الإمام الحسين قـال لهـا: بأنه سيطوف بأخيه على قبر جدّه ثم يدفنه في البقيع لأن الإمام الحسـن أوصاه أن لا يهرقوا من أجله ولو محجمة من دم. وقال لها ابن عباس أبياتاً مشهورة:

تجمّلت تبغلت ولو عشت تفيّلت لك التسع من الثمن وبالكل تصرفت ))(54)،

فأقول:

1ـ أين مصدر هذه الأكاذيب وما مدى صحتها؟ فإن كانت عند التيجاني الجرأة فلْيُرنا من أين استقى هذه السخافة، وإلا فباستطاعة أي أحمق أن يتقول على خير الناس ما يشاء من الهذيان!

2ـ لا شك في كذب هذه الروايات على أم المؤمنين ـ بل وكل مايروى عنها في هذا الباب فهو كذب ـ فلم أجد لها أثر في أي من كتب أهل السنة، بل وجدت العكـس، فقـد أورد ابـن الأثـير في خبر وفاة الحسن بن عليّ رضي الله عنهما أن (( الحسـن استـأذن عائشة ـ أي في دفن أخيه ـ فأذنت له ))(55)، وفـي الاستيعاب (( فلـما مـات الحسـن أتى الحسـين عائشـة فطلب ذلك إليـها فقالـت: نعم وكـرامة ))(56)! وفـي البدايـة (( أن الحسـن بعـث يستأذن عـائشة في ذلك فأذنت له ))(57)، فانظر أخي القارئ إلى الحق الواضح وكيف يحيف التيجاني عن ذلك ثم يدعي الإنصاف والعقلانية ولا حول ولا قوة إلا بالله.

3ـ أعداء الحسن بن عليّ رضي الله عنهما الحقيقيون هم الذين يزعمون أنهم له شيعة، وهم من أرذل الناس وأفسدهم وذلك باعتراف الشيعة الاثني عشرية أنفسـهم، فيروي أبـو منصـور الطبرسـي ـ مـن أئمتهم ـ عن الحسن بن علي قوله (( أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي (!!) وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمـي واومـن به في أهلـي (!؟)، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وبيتي ))(58)!!! فهؤلاء هم أعداء الحسن بن عليّ وليس عائشة يا تيجاني ومن كتب الهداة ندينك!

4ـ أما ادعاؤه على ابن عباس أنه قال عن أم المؤمنين بيتين من الشعر، فمع ركاكة هذين البيتين فينقضها ما قاله في حقها عند وفاتها، فقد أخرج أحمد في الفضائل عن ذكوان مولى عائشة (( أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهي تموت وعندها إبن اخيها عبد الله بن عبد الرحمن فقال هذا ابن عباس يستأذن عليك وهو من خير بنيك، فقالت دعني من ابن عباس، ومن تزكيته فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن أنه قارئ لكتاب الله فقيه في دين الله فأذني له ليسلم عليك وليودعك قالت فأذن له إن شئت قال فأذن له فدخل ابن عباس ثم سلم وجلس فقال أبشري يا أم المؤمنين فوالله ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى ونصب أو قال وصب وتلقي الأحبة محمد وحزبه أو قال أصحابه إلا أن يفارق روحك جسدك، فقالت: وأيضاً، فقال ابن عباس: كنت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن ليحب إلا طيباً، وأنزل الله عز وجل براءتك من فوق سبع سماوات فليس في الأرض مسجد إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فاحتبس النبي صلى الله عليه وسلم في المنزل والناس معه في ابتغائها أو قال في طلبها حتى أصبح القوم على غير ماء فانزل الله عز وجل { فتيمّموا صعيداً طيباً } الآية، فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سبيلك، فوالله انك لمباركة، فقالت: دعني يا ابن عباس من هذا فوالله لوددت لو أني كنت نسيا منسيّا ))(59)، وفي مناقشته للخوارج الذين قاتلهم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه احتج عليهم بقوله (( قلت: ـ أي ابن عباس ـ وأم قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم. أفتسبون أمكم عائشة، وتستحلّون منها ما تستحلّون من غيرها، وهي أمكم؟ فإن قلتـم إنا نستحل منها ما نستحلّ من غيرها، فقد كفرتم (!!)، ولأن قلتـم ليست بأمنـا، فقد كفرتم (!!!)، لأن الله تعالى يقول { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهـم وأزواجـه أمهاتهم }. فأنتم تدورون بين ضلالتين، فأتوا منهمـا بمخـرج. قلت: فخرجت من هذه؟ قالوا: نعم،... ))(60)، فهـذه الروايات الصحيحة ترد هذه الرواية المجهولة المصدر ولعلها من خزعبلات التيجاني.

ثم يتخرص فيقول (( ... أما عن ابنته عائشة وقد عرفنا موقفها من الإمام عليّ فهي تحاول بكل جهدها دعم أبيها ولو بأحاديث موضوعة ))(61)!؟

1ـ أقول: للمحدث التيجاني! هل تعرف ما هو الحديث الموضوع؟ الحديث الموضوع هو من كان راويه متهماً بالكذب، وبما أن الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم هو عائشة رضي الله عنها، فهل هي ممن اتهم بالكذب؟! فإن زعمت ذلك فيعزوك الدليل لأن كل الدلائل القرآنية والحديثية، إضافة إلى سيرتها تشير إلى صدقها، وأنها لا يمكن أن تكذب على زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضعها أحاديث في فضائل أبيها، فلا يتبقّى إلا أن نحكم على التيجاني بأنه الكذّاب، ولا شك أن ذلك لا يضيره أبداً،لأنه يعلم أن من أعظم خصال شيعته الرافضة، والتي يتميزون بها عن سائر الفرق ألا وهي خصلة الكذب والتخرّص!

2ـ إذا كانت عائشة تروي الأحاديث الموضوعة فكيف تستشهد بالأحاديث التي ترويها مسلّم بها، مثل شهادة عائشة في أن آية التطهير نزلت في عليّ وفاطمة وابنيها(62)، وروايتها لحديث القوم الذين يتنزّهون عما رخص فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (63)، وتستشهد بحديث مطالبة فاطمة بحقها من ميراث أبيها والذي ترويه عائشة(64)، وبحديث إنكارها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعليّ(65)، أكل هذه الأحاديث تستشهد بها وتعترف بها، وهي التي ترويها عائشة، ثم تدعي أنها تروي الأحاديث الموضوعة؟! وكيف يستشهد برواياتها شيخ الإمامية ابن بابويه القمي في كتابه ( الخصال ) مسلّم هو أيضاً بها(66) سبحان الله، إنظر كيف يظهر الله الحق على ألسنتهم.

ثم يختم كذبه فيقول (( مع أن الباحث في هذه المسألة يجد رائحة الوصية لعلي تفوح رغم كتمانها وعدم ذكرها فقد أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الوصايا كما أخرج مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب الوصية أنه ذكر عند عائشة أن النبي أوصى إلى علي. أنظر كيف يظهر الله نوره ولو ستره الظالمون.... ـ ثم يقول ـ وإذا كانت عائشة أم المؤمنين لا تطيق ذكر اسم عليّ ولا تطيب له نفساً كما ذكر ذلك ابن سعد في طبقاته والبخاري في صحيحه ( باب مرض النبي ووفاته ) وإذا كانت تسجد شكراً عندما سمعت بموته، فكيف يرجى منها ذكر الوصية لعلي وهي من عرفت لدى الخاص والعام بعدائها وبغضها لعليّ وأولاده ولأهل بيت المصطفى ))(67)، فأقول:

1ـ الذي يبدو حقاً ان رائحة الكذب الذي امتهنه التيجاني قد فاح وامتلأ به كتابه وادعاءه الهداية!

2ـ أما الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم والذي يدعي فيه التيجاني أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعليّ هو حديث عائشة عندما ذكروا عندها أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى لعلي فأنكرت ذلك، مستدلّة على أن النبي صلى الله عليه وسلم مات عندها ولم يوص، وهي الصادقة في ذلك، والغريب أن يجعل التيجاني هذا الحديث حجة له لا عليه، ولست أدري والله ما نوع الحجة في هذا الحديث فهل قول من قال أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعلي دون دليل صريح مرفوع منه صلى الله عليه وسلم يعتبر حجة؟! كيف ذلك والحجة أوضح من الشمس متمثّلة في إجابة عائشة الأدرى بوصية النبي صلى الله عليه وسلم ، سبحان الله، إنظر كيف يظهر الله نوره ولو ستره الظالمون!؟

3ـ أما ادعاؤه على عائشة أنها لا تطيق ذكر اسم عليّ فقد أجبت عنه في موضع سابق والحمد لله، ولا يوجد في طبقات ابن سعد مما يدّعيه التيجاني من أن عائشة لا تطيق ذكر اسم عليّ، وأما في البخاري فهو يشير إلى حديث عائشة الذي يدّعي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى فيه لعليّ تصريحاً بذكر اسم عليّ، راجع كتاب التيجاني نفسه الذي يذكر فيه هذا الحديث(68)، والحمد لله أولاً وأخيراً.

المصدر: بل ضللت - كشف اباطيل التيجاني في كتابه ثم اهتديت