عرض مشاركة مفردة
  #37  
قديم 27-04-2002, 12:56 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي


معجم الطبراني الكبير :
حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي ثنا هلال بن مقلاص عن ليث عن طاوس عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتابا لا يختلف فيه رجلان قال فأبطأوا بالكتف والدواة فقبضه الله
__________

كنز العمال :
18771- عن عمر بن الخطاب قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وبيننا وبين النساء حجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اغسلوني بسبع قرب، وأتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فقالت النسوة: ائتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحاجته، قال عمر فقلت: اسكتن فإنكن صواحبه إذا مرض عصرتن أعينكن، وإذا صح أخذتن بعنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هن خير منكم.
(ابن سعد) (أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى [2/243] ص).‏

‏كنز العمال :
14133- عن عمر قال: لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم قال: ادعوا لي بصحيفة ودواة أكتب كتابا لا تضلوا بعده أبدا فقال النسوة من وراء الستر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: إنكن صواحبات يوسف إذا مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عصرتن أعينكن، وإذا صح ركبتن عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوهن فإنهن خير منكم.
=========
( الأرقام هنا بحسب وضع مكتبة المحدث الإلكترونية )

هذه النصوص وغيرها تدل دلالة واضحة على ما حدث في تلك القصة وتؤكد ما يقوله الشيعة حولها وهي لا تحتاج إلى أكثر من عقل طفل حتى يفهم أن عمر حال دون أن يكتب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الكتاب ... وما قولك (لن احاول ان افسر الحديث والذي هو صحيح لان اهل العلم جازاهم الله خيرا قاموا بذلك واوضحوا معناه) إلا هروب من الواقع المؤلم الذي جعل علماء أهل السنة يتخبطون في تفسيرهم لهذه الرزية أيما تخبط. مما جعلهم يتهمون النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من حيث يدرون أو لا يدرون من أجل تبرئة ساحة الخليفة الثاني.
ولكي تتضح الصورة .. سنرى كيف حاول علكمائكم تفسير الحدث :

((
رزية يوم الخميس!!
وسماها ابن عباس رزية وبالغ فيها فقال : كل الرزية وبكى حتى بل دمعه الحصى في رواية صحيح مسلم وفي أخرى بسنده أيضاً ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ(صحيح مسلم بشرح النووي ، ج11 ص89 وص94 ) .
وحيّرت دموع ابن عباس الحافظ ابن حجر فراح يستخرج الاحتمالات قائلاً :
يحتمل لكونه تذكر وفاة رسول الله فتجدد له الحزن عليه ويحتمل أن يكون انضاف إلى ذلك ما فات في معتقده من الخير الذي كان يحصل لو كتب ذلك الكتاب ولهذا اطلق في الرواية الثانية أنّ ذلك رزية ثم بالغ فيها فقال : كل الرزية(فتح الباري ، ج7 ص739 ) .
أجل أنها لرزية عظمى وفاجعة كبرى ومصيبة لا تعدلها مصيبة وهي التي أدت إلى ضلال الأمة بعد نبيّها وانقلابها على أعقابلها فقتلت نفسها وخرّبت ديارها وازهقت نفوسها واحربت أموالها وصيّرتها شيعاً وأحزاباً وقسمتها إلى ثلاث وسبعين فرقة بعد نبيّها كل فرقة تلعن اختها وتتبرء منها وقد حذرهم النبي من ذلك .
وصار المسلم يستبيح دم المسلم ويصون دم الذمي والمعاهد بل يعتبر قتل الخنزير افساداً في الأرض ودم المسلم جائزاً سفكه مباحاً إهراقه .
وهدمت الكعبة ورميت بالعذرة وابيحت المدينة ثلاثة أيام لغربان الشام فجرى ما جرى من القتل والنهب والفساد مما يطول شرحه .
ألا يحق لابن عباس أن يبلّ بدموعه الحصى وقد شاهد بام عينيه شطراً من هذه المآسي وماله لا يعدها رزية ويبالغ فيها وقد اعربت عن التدبير المبيّت للأنقضاض على حق أهل البيت كما افصحت عن النوايا وكشفت عن خطة الإنقلاب التي كان القوم قد بيّنوها .
وكان الكتاب اجراءاً مضاداً لما يضمرون ولكن حيل بينه وبين كتابته وتولّى كبر ذلك عمر .
وليته اكتفى بالمنع ولم ينسب إلى ساحة قدس النبي الهذيان والهجر . فأحدث بذلك صدعاً لا يراب في الصف الإسلامي إلى اليوم .
ويعتبر موقفه هذا ردّاً على رسول الله وجرأة على مقامه الشريف حين جعل من نفسه وصياً على الاُمة ادعاءاً وتبرعاً .
وفتح عمر بهذه الكلمة الباب على مصراعيه لهم فاقتحموا مقام النبوة المنيع فجوزوا على النبي الخطأ والهذيان والهجر والإجتهاد قال الخطابي : ومعلوم أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن كان قد رفع درجته فوق الخلق كلهم فلم ينزّه عن العوارض البشرية(بدر الدين العيني ، عمدة القارئ ، ج2 ص171 ) ، وهذا عين ما قاله عمر ولكن باسلوب اقرب إلى التهذيب ولابد لنا قبل بيان واقع الحال من ذكر أحدى سياقات الرواية مع ذكر الكتب التي وردت فيها واخترنا من بين هذه السياقات أحديها بلفظ مسلم فقد أخرجها مسلم في كتابه بثلاث طرق الثالث منها أكثر تفصيلاً قال : حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا عبدالرزاق معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس قال : لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : هلمّ اكتب لكم كتاباً لا تضلّون بعده فقال عمر : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول قرّبوا يكتب لكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوموا قال عبيد فكان ابن عباس يقول : ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم .
ولم يذكر في هذه بكاء ابن عباس وفي الأولى : ثم بكى حتى بل دمعه الحصى وفي الثانية : ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ ... ولم يصرح فيهما باسم عمر بل ابهمه واسند القول إلى جماعة الحاضرين عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكنه صرح بلفظ : ما شأنه أهجر ؟ في الاُولى ، وبلفظ : فقالوا : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يهجر .
وفي الثالثة صرّح باسم عمر ولكنه بدل لفظ يهجر بآخر من سنخه وهو غلبه الوجع صيانة لماء وجه عمر ولا أرى فرقاً بين اللفظين إلاّ مابين اللازم والملزوم فقد اكتفى بالاول عن الثاني(صحيح مسلم ، بشرح النووي ، ج11 ص89 وص94 وص95 ) .
أمّا البخاري فقد أخرجها في صحيحه في كتاب العلم بطريق واحد عن الزهري عن عبيدالله عن ابن عباس : وفي كتاب المغازي بطريقين الأول منهما عن ابن عينية عن الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، والثاني عن عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيدالله عن ابن عباس وأخرجه في كتاب المرضى بطريق واحد مثله . كما أخرجه في كتاب الاعتصام بنفس السند أيضاً فيكون مجموع رواياته خمس روايات .
أما الاُولى فقد صرح فيها باسم عمر القائل ولكنه حرّف كلمة يهجر إلى غلبه الوجع ولم يذكره في الثانية وصرح بكلمة يهجر ولكن جعلها جملة استفهامية وفي الثالثة لم يصرح باسمه كذلك وسماه بعضهم ونقل نفس العبارة «غلبة الوجع» وصرّح باسم عمر في الرابعة والخامسة إلى جانب الكلمة المحرفة(راجع ابن حجر : فتح الباري ، ج1 و7 و10 و13 ص251 وص738 وص131 وص347 ) .
وظهر من هذا أنّهم متى صرّحوا باسم عمر لم يذكروا لقط يهجر أو أهجر ومتى ابهموا اسمه ذكروا هذا اللفظ صيانة له وحرصاً على مركزيته في الإسلام ومقامه عندهم .
وتحاشى البخاري أن يذكر في رواياته الخمسة بكاء ابن عباس مع أن سنده مع مسلم واحد ، وهذا يدلّ على أن البخاري تصرّف بالنص كما يحلو له .
وأخرجها سوى صاحبي الصحيح أحمد بن حنبل في مسنده(المسند ، ج1 ص222 ) وسلك ذات الطريق في إبهام اسم عمر وجعل الكلمة الخبيثة استفهاماً وزاد على ذلك قول سفيان بن عينيه بعد قوله : فقالوا : ما شأنه أهجر ؟ قال سفيان : يعني هذى استفهموه فذهبوا يعيدون عليه .
إذن هي محاولة لتخفيف أجواء الكلمة القاسية بنسبتها إلى الجميع «قالوا» وجعلها استفهاماً وليست خبراً والقاء التبعة في ترك الكتاب على النبي لأنهم ذهبوا يعيدون عليه ليحصل عندهم تمييز حالتيه من الهجر أو الصحة فطردهم بقوله دعوني بعد أن أغراهم بالكتاب وفائدته .
وأخرجها البيهقي في سننه الكبرى ولكنه تجنّى على الحق بعلم حين ابهم اسم عمر واثبت التنازع وحذف كلمة يهجر أو غلبه الوجع من رأس ولم يشر إلى طبيعة هذا التنازع فقال : فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع(1) على أن الرجل في كتاب دلائل النبوة وافق أصحابه فأخرج الرواية مصرحاً فيها تارة بلفظ هجر بهمزة الاستفهام واُخرى باسم عمر مع تحريف اللفظ إلى غلبه الوجع ثم شرع في الاعتذار عن عمر بما هو قريب من الهجر والهذيان(2) .
وقد اتّفق القوم على لون الاعتذار عن عمر فأخذ اللاحق عن السابق بببغائيّة غريبة ولم يكلف أحدهم نفسه نقداً لهذه الأفكار البائسة فمن هؤلاء الى جانب البيهقي ولعله السابق إلى هذه الأعذار الباردة لتقدمه عليهم في الحياة الكرماني في شرحه على صحيح البخاري والعيني في عمدة القارئ وابن حجر العسقلاني في فتح الباري والنووي في شرحه على مسلم والسيوطي والسندي في حاشيتيهما على سنن النسائي الذي أخرجها في كتابي العلم والطب من سننه .
ومن الذين أخرجوا الرواية أيضاً الزيلعي في نصب الراية وابهم اسم عمر ونسب القول إلى الحاضرين قائلاً فتنازعوا وقالوا ما شأنه أهجر ؟! استفهموه(نصب الراية ، ج3 ص455 ) .
وفعل عبدالرزاق الصنعاني فعل إخوانه فابهم اسم القائل وعزى القول إلى جماعة الحاضرين بنفس الجملة الاستفهامية(مصنف عبدالرزاق ، ج6 ص57 رقم الحديث 9992 ) .


( يتبع )