يتبع الدرس الاول \ من الطيبة
____________
(1) ذكر ابن خلكان في أحوال مالك من وفيات الأعيان أن مالكاً بقي جنيناً في بطن أمه ثلاث سنوات، ونص على ذلك ابن قتيبة حيث ذكر مالكاً في أصحاب الرأي من كتابه المعارف: 170، وحيث أورد جماعة زعم أنهم قد حملت بهم أمهاتهم أكثر من وقت الحمل صفحة 198 من المعارف أيضاً. (منه قدس).
(2) الإمام مالك:
راجع أحواله في: روضات الجنات: 7/223 ـ 227، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 2/487 ـ 540.
الإمام مالك يبقى في بطن أمه ثلاث سنين!!
راجع: تنوير الحوالك شرح موطأ مالك للسيوطي الشافعي: 1/3، ط دار إحياء الكتب العربية بمصر، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 2/489، وفيات الأعيان لابن خلكان في ترجمة مالك: 4/137، ط دار صادر، المعارف لابن قتيبة: 216 و257 ط الرحمانية بمصر.
ونقله في كتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة عن: الانتقاء لابن عبدالبر: 12، مناقب مالك للسيوطي: 6.
(3) الامام أبو حنيفة.
راجع: رضوات الجنات: 8/167 ـ 176، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 1/281 ـ 330.
--------------------------------------------------------------------------------
( 17 )
4 ـ وما الذي أرتج باب الاجتهاد في وجوه المسلمين بعد أن كان في القرون الثلاثة الأولى مفتوحاً على مصراعيه؟ لولا الخلود إلى العجز والاطمئنان الى الكسل، والرضا بالحرمان، والقناعة بالجهل، ومن ذا الذي يرضى لنفسه أن يكون ـ من حيث يشعر أو لا يشعر ـ قائلاً بأن الله عز وجل لم يبعث أفضل أنبيائه ورسله بأفضل أديانه وشرائعه؟ ولم ينزل عليه أفضل كتبه وصحفه بأفضل حكمه ونواميسه، ولم يكمل له الدين، ولم يتم عليه النعمة، ولم يعلمه علم ما كان وعلم ما بقي، إلا لينتهي الأمر في ذلك كله إلى أئمة تلك المذاهب فيحتكروه لأنفسهم، ويمنعوا من الوصول إلى شيء منه عن طريق غيرهم، حتى كأن الدين الإسلامي بكتابه وسنته، وسائر بيناته وأدلته من أملاكهم الخاصة، وأنهم لم يبيحوا التصرف به على غير رأيهم، فهل كانوا ورثة الأنبياء، أم ختم الله بهم الأوصياء والأئمة، وعلمهم علم ما كان وعلم ما بقي، وآتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين؟ كلا بل كانوا كغيرهم من أعلام العلم ورعاته، وسدنته ودعاته، وحاشا دعاة العلم أن يوصدوا بابه، أو يصدوا عن سبيله، وما كانوا ليعتقلوا العقول والأفهام ولا ليسملوا أنظار الأنام، ولا ليجعلوا على القلوب أكنة، وعلى الأسماع وقرا، وعلى الأبصار غشاوة، وعلى الأفواه كمامات، وفي الأيدي والأعناق أغلالاً وفي الأرجل قيوداً، لا ينسب ذلك إليهم إلا من افترى عليهم، وتلك أقوالهم تشهد بما نقول.
5 ـ هلم بنا إلى المهمة التي نبهتنا إليها من لمّ شعث المسلمين، والذي أراه أن ذلك ليس موقوفاً على عدول الشيعة عن مذهبهم، ولا على عدول السنة عن مذهبهم وتكليف الشيعة بذلك دون غيرهم ترجيح بلا مرجح، بل ترجيح للمرجوح، بل تكليف بغير المقدور، كما يعلم مما قدمناه.
نعم يلم الشعث وينتظم عقد الاجتماع بتحريركم مذهب أهل البيت، واعتباركم إياه كأحد مذاهبكم، حتى يكون نظر كل من الشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية إلى شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم كنظر بعضهم إلى بعض، وبهذا ينتظم عقد اجتماعهم.
والاختلاف بين مذاهب أهل السنة لا يقل عن الاختلاف بينها وبين مذهب
--------------------------------------------------------------------------------
( 18 )
الشيعة (1) تشهد بذلك الألوف المؤلفة في فروع الطائفتين وأصولهما، فلماذا ندد المنددون منكم بالشيعة في مخالفتهم لأهل السنة، ولم ينددوا بأهل السنة في مخالفتهم للشيعة (2) ؟ بل في مخالفة بعضهم لبعض، فإذا جاز أن تكون المذاهب أربعة، فلماذا لا يجوز أن تكون خمسة؟ وكيف يمكن أن تكون الأربعة موافقة لاجتماع المسلمين، فإذا زادت مذهباً خامساً تمزق الاجتماع، وتفرق المسلمون طرائق قدداً؟ وليتكم اذ دعوتمونا الى الوحدة المذهبية دعوتم أهل المذاهب الأربعة اليها، فإن ذلك أهون عليكم وعليهم (3) ولم خصصتمونا بهذه الدعوة؟ فهل ترون اتباع أهل البيت سبباً في قطع حبل الشمل ونثر عقد الاجتماع واتباع غيرهم موجباً لاجتماع القلوب واتحاد العزائم، وإن اختلفت المذاهب والآراء، وتعددت المشارب والأهواء؟ ما هكذا الظن بكم، ولا المعروف من مودتكم في القربى والسلام.
ـ ش ـ
____________
(1) الاختلاف بين المذاهب الأربعة:
راجع: كتاب لماذا اخترت مذهب أهل البيت للشيخ محمد الأنطاكي: 13 ـ 15، ط1 الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 5/173 ـ 177؛ بل مخالفة المذهب نفسه كما في الشافعي بين القديم والجديد كما في كتاب: الامام الصادق والمذاهب الأربعة: 3/205 ـ 208، وراجع: اعتراف الشيخ سليم البشري في المراجعة ـ 19 ـ من المراجعات، في طريقي الى التشيع للأنطاكي: 16.
(2) رفض السنة النبوية خلافاً للشيعة.
راجع: الغدير للأميني: 10/209 ـ 211.
(3) التضارب بين المذاهب الأربعة في المناقب والمثالب.
راجع: الغدير للأميني: 5/277 ـ 288 ط بيروت، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 1/187 ـ 202 و5/172 ـ 173.
( 19 )
المراجعة 5 لاحظ السؤال
9 ذي القعدة سنة 1329
1 ـ اعترافه بما قلناه
2 ـ التماسه الدليل على سبيل التفصيل
1 ـ أخذت كتابك الكريم مبسوط العبارة، مشبع الفصول، مقبول الأطناب، حسن التحرير، شديد المراء قوي اللداد، لم يدخر وسعاً في بيان عدم وجوب اتباع شيء من مذاهب الجمهور في الأصول والفروع، ولم يأل جهداً في إثبات بقاء باب الاجتهاد مفتوحاً.
فكتابك قوي الحجة في المسألتين، صحيح الاستدلال على كل منهما، ونحن لا ننكر عليك الامعان في البحث عنهما واستجلاء غوامضهما، وان لم يسبق من التعرض لهما صريحاً ـ والرأي فيهما ما رأيت ـ .
2 ـ وإنما سألناك عن السبب في إعراضكم عن تلك المذاهب التي أخذ بها جمهور المسلمين، فأجبت بأن السبب في ذلك إنما هو الأدلة الشرعية وكان عليك بيانها تفصيلاً، فهل لك أن تصدع الآن بتفصيلها من الكتاب أوالسنة أدلة قطعية تقطع ـ كما ذكرت ـ على المؤمن وجهته، تحول بينه وبين ما يروم، ولك الشكر والسلام.
ـ س
__________________
لست ادري يا عاشقي من انت تكون
وأنا في حضنك ,,, أكون ماي الفرات
**********************
أؤمن بالله واحدا والاسلام واحدا والنبي واحدا والقرآن واحدا وبيت الكعبة واحدا
ولا يهمنى التظرف السني الحاقد الاموي الناصبي , ولا غلاة الشيعة ,,
|