حقيقة كفر وجرم حزب الله في لبنان فضحه الله
حقيقة مقاومة حزب الات ( في لبنان ) المسمي بحزب الله
قراءة في أوراق الحركة السياسية الشيعية في لبنان
عبدالمنعم شفيق
أثار حزب الله في الفترة الأخيرة ، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام ، سواء عن مذهب الحزب ، أو عن دوره في لبنان ، أو عن شعاراته ، ويأتي هذا الكتاب للإجابة على كثير من التساؤلات المطروحة ، فيعرض لتاريخ الحركة السياسية الشيعية في لبنان منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ، مروراً بالواقع الشيعي في لبنان وتحولاته ، وحركة موسى الصدر ، وحركة أمل ، وبدايات النشأة لحزب الله ، والارتباط مع إيران وسوريا ، ودور الحزب الذي يقوم به ، والخدمات التي يقدمها وأهدافها ، ثم يعرض لحقيقة أهداف الحزب ، وما الذي تحقق منها ، وحقيقة الشعارات التي رفعها ، وحقيقة النجاح العسكري .
---------------------------------------------------------------------------------------
المقدمة
====
عيد المقاومة .. وعرس التحرير!!
( وقل جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقاً ) [الإسراء: 18].
أيها اللبنانيون الشرفاء يا أبناء شعبنا الأبي . اليوم يزهر الدم القاني ، دم الشهداء ، عبير النصر الفواح ، ويقطف اللبنانيون ثمرة تضحياتهم وصمودهم عزا وفخارا ومجدا وكرامة وحرية.
واليوم يدخل لبنان كما لم يدخل من قبل قلب التاريخ من بابه الواسع، باب الانتصار بفخر على الغازي المحتل، فيعيد استحضار مجد صيدا وصور وجبيل.
ولا ريب أن التاريخ سيسجل للبنان بأحرف من نور، وسيتوج أهله بإكليل من الغار، لتسجيلهم أول انتصار حقيقي على الغازي المحتل الإسرائيلي منذ قامت قضية الصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة.
وسيسجل التاريخ أيضا كيف تحول كل لبنان إلى مدرسة في البطولة والفداء والإيثار، وفي الترفع عن الصغائر في سبيل القضايا الكبيرة.
أيها اللبنانيون، يا أبناء شعبنا الأبي، لقد بتم المثل والنموذج لكل أمة تفتش عن الحرية من ربقة جلاديها ، وبتم المعلمين الكبار في البذل والتضحية والإيثار، وفي العزة والكرامة والمجد.
لذا ، فلتكن أيامنا هذه أيام عيد، وهل ثمة عيد أسمى من عيد الحرية والعزة والكرامة.. وهل من فرحة أعظم من فرحة كسر شوكة الظالم وقهر الغاصب، والثأر من حقده ولعناته (1).
كان هذا البيان الذي أصدره حزب الله اللبناني عقب الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، واعتبار يوم 25/5/2000م عيدا وطنيا رسميا .
وعد أولئك هذا النصر التاريخي ( و الفتح المبين ) على أنه منارات شاهقة في مشروع نهضة العالم العربي والإسلامي، وظلت الأقلام تشيد بهذا الإنجاز الذي أعاد للأمة شرفها المسلوب وكرامتها المهدرة!!
وراح المطبلون والمزمرون يهرقون دماء أقلامهم ويزخرفون لنا الصورة عساها أن تنطلي على بعض منا ، وينقلب الباطل حقا والحق باطلا بتأثير السحر الإعلامي.
جاء الانسحاب الإسرائيلي ليتم تصويره على أنه نصر ليس كأي نصر ، فإن له مدلولات خاصة ، وطعما خاصا ، ونكهة خاصة، ونسي أولئك إكمال العبارة الدعائية.. إنه ألذ.. ألذ.. ألذ!!
لكم عانت أمة الإسلام من خلط المفاهيم وتشويه صورتها ومن تبديل الحقائق وتزويرها، ولكم عانت كثيرا من تجارب مريرة خدعتها زخرفة الصورة وبهاء منظرها وحلو منطق مزخرفها، ونحن لا نرد على المبالغة بمبالغة ولكن نريد أن تصور الحقائق كما هي، فهي ليست على سبيل المثال هذه الصورة التي رسمها أحدهم حين يقول: ( كانت إسرائيل تعتقد أن اجتياحها للأراضي اللبنانية هو المقدمة الكبيرة لابتلاع مارد الصحوة الإسلامية الموضوعية)التي اجتاحت العالم العربي في 11 شباط 1979م عبر الانتصار الإسلامي في إيران بقيادة الإمام الخميني.لكن هذه الصحوة وخصائص ( المشروع الخميني ) في التاريخ العربي الراهن والدعم العربي القومي السوري في هذا المجال أعطيا الزخم الواقعي في بلورة القرار السياسي للمواجهة، وفي صناعة الكتلة القيادية التي تتفهم نهضة العالم الإسلامي وتواكب تحولات الصحوة وتقفز على ركام الهزيمة وتحول الاجتياح إلى قرار باجتياح القرار الإسرائيلي، والمخطط الأمريكي بتمزيق الأمة.
لقد أفرزت عملية التحرير أن المقاومة الإسلامية هي الشرف العربي الأول بعد أن تراجع هذا الشرف إلى مقاعد الدرجة العاشرة بعد المئة بفعل مشروع الهيمنة أمام إسرائيل طوال نصف قرن )!! (2)
وليست الأمور كما يوردها كاتب آخر وتحت عنوان: ( لماذا انتصرت المقاومة فيما عجزت عنه الجيوش ) (3) حين يصور أن حزب الله حقق ما لم يحققه جيش عربي وأتى بما لم يأت به الأوائل!!
(لا نريد أن نغبن حق الجيوش وتضحياتها في مواجهة العدو.. ولكن السؤال يطرح نفسه بإلحاح: فلأول مرة في تاريخ الصراع مع إسرائيل ننجح في طرد العدو، بينما أسفرت كل معاركنا السابقة إما بهزيمة نكراء كما حصل عام 1948م أو بنكبة حزيران في عام 1967م أو بهجوم تمثل في عبور قناة السويس في حرب أكتوبر 1973م سرعان ما أعقبه دفرسوار إسرائيلي وعبور مضاد كاد أن يؤدي إلى تطويق الجيش المصري شرق القناة لولا ما يقال عن تهديد سوفييتي جاد ، وقرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن.
عندما قادت الجيوش المعارك كنا نسارع لنستصرخ الدول الكبرى ومجلس الأمن ونسارع في طلب وقف إطلاق النار وتطبيق القرارات الدولية.. كانت إسرائيل على العكس تأخذ كامل وقتها لإنجاز أهدافها.
فما الذي حصل هذه المرة لتطالب إسرائيل أولا بتطبيق القرار 425 والانسحاب من الأراضي اللبنانية بقرار منفرد، ومن دون شروط، فخرجت وهي تجر أذيال الهزيمة بعد احتلال دام 22 عاما ؟
كيف نجحت المقاومة اللبنانية، وبالذات حزب الله في تحقيق هذا النصر المبين؟
هل حسن حال البلاد وزال الفساد واتحدت الكلمة، وهو الأمر الذي سوغنا به نكبة 1948م؟
أم أخذت المقاومة إسرائيل على حين غرة فبادرتها بتدمير طائراتها وهي جاثمة على مدرجاتها وأسرت جنودها وقضت على تفوقها الحربي وعزلت بينها وبين حلفائها وهو الأمر الذي سوغنا به هزيمة 1967م؟
أم تفوقت على إسرائيل في التكنولوجيا ولم تتحرك إلا بعد أن حلت الديمقراطية والحريات في بلداننا وصار لها الحظوة نفسها لدى الأمريكان لتصحح من التوازن الاستراتيجي كما يقولون، وهي الحجج التي سوغنا بها أيضا دفرسوار أكتوبر (تشرين الأول) 1973م ؟
هل تحول جنوبنا في لبنان إلى ما يشبه مستنقعات فيتنام وبدأنا بتلقي الدعم البشري واللوجستي من الصين والاتحاد السوفييتي وخضنا حربا شعبية بأمواج بشرية نقاوم بها أمواج الصواريخ والطائرات والأساطيل؟
أم كسبنا تأييد ما يسمى بالرأي العام العالمي؟
لا شيء من كل هذه الحجج التي سوغنا بها هزائمنا الماضية، لا شيء من كل هذا غير أمر واحد، هو أن المقاومة اللبنانية وبالذات حزب الله قد اكتشف الطريق الصحيح الذي يناسب مواجهة هذا العدو الخبيث ليستثمر نقاط القوة في صفوفه وليضرب في نقاط الضعف في صفوف العدو.. فالكل يعلم حالة الإحباط والتمزق التي يعيشها العالم العربي اليوم.. والكل يعلم حالة الانهيار التي بلغها بعض في الانبطاح أمام إسرائيل والولايات المتحدة، والكل يعلم أن الاتحاد السوفييتي الذي ناصر العرب إلى حد ما لم يعد قائما ، والكل يعلم أن الهوة التكنولوجية بيننا وبين العدو ومن يدعمه قد ازدادت اتساعا ، والكل يعلم أن حزب الله لم يولد ولادة سهلة وأن قوى محلية وأجنبية هائلة وكبيرة وقفت ضده.
رغم ذلك نجحت المقاومة اللبنانية وحزب الله بالذات في تحقيق واحد من أعظم الانتصارات التي عرفها العرب والمسلمون في هذا القرن.
الجيوش العربية لم تدرك الحقيقة، وهي إذا ما أدركتها فإنها لا تستطيع تحقيقها لأن العديد من قادتها تعلموا قواعد الهزيمة والنصر والقوة والضعف في المعاهد الأمريكية والروسية والبريطانية، ونسوا الدروس التي حقق بها أسلافهم انتصاراتهم ونجاحاتهم.كان لا بد أن تسقط في فخ الحسابات حول الموت والحياة والقوة والضعف فخسرنا المعارك في سيناء، وفي الجولان وفي القدس والبحيرات والضفة. بل خسرنا الحرب كلها ؛ لأننا عندما كنا نقرع طبولها كنا نؤذن بالسقوط في فخ أعدائنا، فكأن جيوشنا ذهبت لتعلن التقسيم في 1948م، ولتحقق مشروع إسرائيل الكبرى من النهر إلى النهر في 1967م ولتوقيع صلح كامب ديفيد في 1973م ).
وإن كانت هذه الصورة التي ر سمت للجيوش العربية صحيحة إلى حد كبير، إلا أن المقارنة غير صحيحة إلىحد أكبر.
لقد جاء الانسحاب الإسرائيلي من لبنان ليثير كثيرا من التساؤلات والاستفهامات حول أشياء عديدة تدور في المنطقة ، بيد أن القضية الأكثر إثارة وإلحاحا ، هي قضية المقاومة اللبنانية، وهذا الانتصار الذي عُد ملحمة ضخمة ومدرسة كبيرة وفتحا مبينا ، ولذلك تأتي هذه الدراسة لإلقاء الضوء على هذه المقاومة وقصتها وحقيقتها، من خلال إثبات الإيجابيات والسلبيات دون مبالغة أو تزوير.
---------------------------------------------------------------------------------------
تابع انشاء الله
__________________
khatm
|