عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 06-05-2002, 10:43 AM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

كتاب الكافي


منزلته عند الشيعة ومزاياه
كتاب الكافي لثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي من أجّل كتب الحديث المعتمدة التي دارت عليها رحى استنباط الأحكام الفقهية عند الشيعة الإمامية ، يحتوي على ما لا يحويه غيره ، جليل القدر عظيم المنزلة ، جامع لكثير من الأحاديث المنقولة عن آل الرسول عليهم السلام في الفروع والأصول ، حسن التبويب والترتيب ، ألَّفه الكليني في عشرين سنة في زمن السفارة في الغيبة الصغرى.
يشتـمل على أربعـة وثلاثين كتابـاً ، وثلاثمائة وستة وعشرين باباً، وأحاديثه حُصرت في 16199 حديثاً ، فتكون أحاديثه أكثر من أحاديث الصحاح الستة عند أهل السنة.
ومـن خصائصه أن مؤلفه كان حياً في زمن سفراء المهدي عليه السلام ، وأنه حاوٍ لكثير من العلوم الإلهية التي لم يحوها غيره في الأصول والفروع.
وقد طُبع طبعات كثيرة ، وكثرت عليه الشروح والحواشي، وتعاهده الشيعة على ممر العصور بالعناية والضبط.
من أجَل شروحه وأشهرها كتاب « مرآة العقول في شرح أخبار


--------------------------------------------------------------------------------

( 19 )

الرسول » في ستة وعشرين مجلداً ، لصاحب موسوعة « بحار الأنوار » المولى محمد باقر المجلسي أعلى الله مقامه ، المتوفى سنة 1110هـ ، وشرح المولى محمد صالح المازندراني المتوفى سنة 1080هـ وغيرهما.

ثناء العلماء عليه
1 ـ قال الشيخ المفيد ( ت413 هـ ) : كتاب الكافي وهو من أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة (1).
2 ـ وقال الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي ( ت 786هـ ) في إجـازته لابن الخازن : كتاب الكافي في الحديث الذي لم يُعمل للإمامية مثله ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني (2).
3 ـ وقال المحقق الشيخ عـلي الكركي ( ت 940هـ ) في إجازته للقاضي صفي الدين عيسى : ومنها جميع مصنفات ومرويات الشيخ الإمام السعيد الحافظ المحدِّث الثقة جامع أحاديث أهل البيت عليهم السلام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني صاحب الكتاب الكبير في الحديث المسمَّى بالكافي الذي لم يُعمل مثله... وقد جمع هذا الكتاب من الأحاديث الشرعية والأسرار الدينية ما لا يوجد في غيره (3).
4 ـ وقال الشيخ إبراهيم القطيفي ( ت 950هـ ) في إجازته للشيخ شمس الدين الإسترابادي : وكتاب محمد بن يعقوب الكليني ، فإنه كاسمه كافٍ شافٍ واف (4).
5 ـ وقال الفيض الكاشاني ( ت 1091هـ ) : أما الكافي فهو... أشرفها ـ
____________
(1) تصحيح الاعتقاد ، ص55.
(2) بحار الأنوار 107|190.
(3) المصدر السابق 108|75.
(4) المصدر السابق 108|114.
--------------------------------------------------------------------------------

( 20 )

يعني الكتب الأربعة ـ وأوثقها وأتمها وأجمعها ، لاشتماله على الأصول من بينها ، وخلوِّه من الفضول وشينها (1).
6 ـ وقال المولى محمد باقر المجلسي : كتاب الكافي للشيخ الصدوق ثقة الإسلام ، مقبول طوائف الأنام ، ممدوح الخاص والعام ، محمد بن يعقوب الكليني... كان أضبط الأصول وأجمعها ، وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها (2).
7 ـ وقال السيد بحر العلوم ( ت 1212هـ ) : كتاب الكافي الذي صنَّفه هذا الإمام طاب ثراه … كتاب جليل عظيم النفع، عديم النظير ، فائـق عـلى جميع كتب الحـديث بحسن الترتيب ، وزيـادة الضبط والتهذيب ، وجمعه للأصول والفروع، واشتماله على أكثر الأخبار الواردة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام (3).

أسباب شهرة الكافي وسموّ مكانته
لقد نصَّ غير واحد من الأعلام على أن من الأسباب التي جعلت هذا الكتاب يتبوأ هذه المكانة بين كتب الحديث المعروفة عند الشيعة الإمامية هي أن الكافي حوى ما لم يحوه غيره من أحاديث الأصول والفروع والأخلاق والمواعظ وغيرها من فنون الدين.
قال الميرزا حسين النوري قدس سره ( ت 1330هـ ) بعد أن أورد كلمة الشيخ المفيد المتقدمة : إنما كان أكثر فائدة من غيره من حيث إنه جامع للأصول والأخلاق والفروع والمواعظ والآداب وغير ذلك من المواضيع (4).
____________
(1) الوافي 1|6.
(2) مرآة العقول 1|3.
(3) رجال بحر العلوم 3|330.
(4) مستدرك الوسائل ج3.

--------------------------------------------------------------------------------

وقال السيد هاشم معروف : ويؤيد ذلك ما جاء في أسباب تأليف الكافي من أنه ألَّفه إجابة لمن طلب منه كتاباً يجمع من جميع فنون الدين ما يكتفي به المتعلم ، ويرجع إليه المسترشد ، ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل بالآثار الصحيحة عن الصادقِين عليهم السلام ، والسنن القائمة التي عليها العمل ، وبها يؤدَّى فرض الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله (1). فاستجاب لطلبهم وألَّفه في تلك المدة الطويلة التي حدَّدها كل من ترجمه وتعرض لتاريخه بعشرين عاماً ، فجاء جامعاً لما يحتاج إليه المحدِّث والفقيه والمتكلم والواعظ والمجادل والمتعلم . والكتاب الذي يحتوي على هذه المواضيع لا بد وأن يُلفت الأنظار ، ويصادف تقدير الباحثين من العلماء ، لأنه يوفِّر عليهم عناء البحث عن الروايات ، ويسد حاجة الفقيه والمحدِّث والمتكلم وغيرهم في آن واحد.
هذا بالإضافة إلى ما كان يتمتع به مؤلفه من ثقة عالية ، وشهرة واسعة ، ومكانة في العلم والدين تؤهله لأن يحتل المكانة التي تليق به في النفوس (2).
ومن أسباب شهرة هذا الكتاب أيضاً وسمو مكانته أنه امتاز بحسن الترتيب ، وزيادة الضبط والإتقان كما مر ، وذلك لأن الكليني رحمه الله قد تأنَّى في تأليفه ، فصرف في جمعه من عمره الشريف عشرين سنة ، بذل فيها جهده ، وسافر فيها إلى البلدان الكثيرة لمصاحبة شيوخ الإجازات ، وملاقاة المهرة في معرفة الأحاديث.
هذا مع أنه عاش في زمن سفراء الإمام المهدي عليه السلام حيث كانت الأصول الأربعمائة التي حوت آثار الصادقين عليهم السلام متداولة ومتوافرة ،
____________
(1) الكافي 1|8.
(2) دراسات في الحديث والمحدثين ص131.
--------------------------------------------------------------------------------

( 22 )

وهذان الأمران ربما يسَّرا له السبيل للتحقق من صحة رواياته

( يتبع )