عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 06-05-2002, 10:57 AM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

الطائفة الأولى : تدل على ذهاب سُوَر من كتاب الله.
ومن ذلك ما أخرجه مسلم وغيره عن أبي الأسود ، قال : بعث أبو موسى الأشعري إلى قرَّاء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن ، فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقرَّاؤهم ، فاتلوه ولا يطولَنَّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنّا كنا نقرأ سورة ، كنا نشبِّهها في الطول والشدة ببراءة ، فأُنسيتها غير أني حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة كنا نشبّهها بإحدى المسبِّحات (1) فأُنسيتها ، غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لمَ تقـولون مـا لا تفعلون ، فتُكتب شهادةً في أعناقكم فتُسألون عنها يوم القيامة (2).
____________
(1) هي السور التي افتتحت بسبحان وسبَّح ويسبَِح وسبِّح.
(2) صحيح مسلم 2|726 كتاب الزكوة ، باب (39) لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً.
--------------------------------------------------------------------------------

الطائفة الثانية : تدل على نقصان سورة براءة والأحزاب.
ومن ذلك ما أخرجه الحاكم والهيثمي وغيرهما عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : ما تقرأون ربعها ، وإنكم تسمُّونها سورة التوبة ، وهي سورة العذاب (1).
وأخرج الحاكم وصحَّحه وأحمد ـ واللفظ له ـ والسيوطي والبيهقي والطيالسي وغيرهم ، عن زر بن حبيش قال : قال لي أُبَي بن كعب : كائن تقرأ سورة الأحزاب ؟ أو كائن تعدُّها ؟ قال : قلت : ثلاثاً وسبعين آية. فقال : قط ؟ لقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة ، ولقد قرأنا فيها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عليم حكيم (2).
وفي لفظ آخر له : قال : كم تقرأون سورة الأحزاب ؟ قال : بضعاً وسبعين آية. قال : لقد قرأتُها مع رسول الله صلى الله عليه وآله مثل البقرة أو أكثر ، وإن فيها آية الرجم (3).
الطائفة الثالثة : تدل على ذهاب آيات من القرآن ، منها :
1 ـ آية الرجْم : أخرج البخاري ومسلم ـ واللفظ له ـ والترمذي وأبو
____________
(1) المستدرك 2|331. وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. مجمع الزوائد 7|28. وقال : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. الدر المنثور 4|120.
(2) المستدرك 4|359 وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. مسند أحمد 5|132. السنن الكبرى 8|211. كنز العمال 2|480. مسند أبي داود الطيالسي، ص73. الدر المنثور 6|558 عن عبدالرزاق في المصنف والطيالسي وسعيد بن منصور وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن منيع والنسائي وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والدار قطني في الأفراد والحاكم وابن مردويه والضياء في المختارة.
(3) مسند أحمد 5|132.
--------------------------------------------------------------------------------

( 62 )

داود وابن ماجة ومالك وأحمد والحاكم والبيهقي والهيثمي وغيرهم ، عن عبد الله بن عباس ، قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجْم ، قرأناها ووعيناها وعقلناها ، فرجَم رسول الله ورجَمْنا بعـده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : « ما نجد الرجم في كتاب الله » فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ... (1)
وفي رواية أبي داود ، قال : وأيم الله لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله عز وجل لكتبتُها (2).
وفي رواية الموطأ ، قال : إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم ، يقول قـائل : « لا نجد حدَّين في كتاب الله » ، فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وآله ورجمنا ، والذي نفسي بيده لولا يقول الناس : « زاد عمر في كتاب الله » لكتبتها : « الشيخ والشيخة فارجموهما البتة » فإنا قد قرأناها (3).
وأخرج الحاكم عن أبي أمامة أن خالته أخبرته ، قالت : لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وآله آية الرجم : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما
____________
(1) صحيح البخاري 8|208 ـ 209 كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة ، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت. صحيح مسلم 3|1317 كتاب الحدود ، باب رجم الثيب في الزنا. سنن الترمذي 4|38 ـ 39. سنن أبي داود 4|144 ـ 145 . سنن ابن ماجة 2|359. الموطأ ، ص458 حديث 1501 ، المستدرك 4|359 وصححه ووافقه الذهبي. السنن الكبرى 8|212 ـ 213. مجمع الزوائد 6|5 ـ 6.
(2) سنن أبي داود 4|144 ـ 145 وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 3|835 وإرواء الغليل 8|3. قال الزركشي في « البرهان في علوم القرآن » 2|36 : ظاهر قوله : « لولا أن يقول الناس ... الخ » أن كتابتها جائزة لزم أن تكون ثابتة ، لأن هذا شأن المكتوب.
(3) الموطأ ، ص458.
--------------------------------------------------------------------------------

( 63 )

قضيا من اللذة (1).
2 ـ آية ثانية : ورد ذكرها في حديث طويل أخرجه البخاري عن ابن عباس ، أن عمر قال : ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : « أن لا ترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ، أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم » (2).
3 ـ آية ثالثة : تقدم ذكرها في الطائفة الأولى ، وهي قوله : « لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ».
وأخرج أحمد وغيره عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى عمر رحمه الله يسأله ، فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه أخرى ، هل يرى عليه من البؤس ، ثم قال له عمر : كم مالك ؟ قال : أربعون من الإبل. قال ابن عباس : قلت : صدق الله ورسوله : لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تـاب . فقال عمر : مـا هذا ؟ قلت : هكذا أقرأنيها أُبيّ. قال : فمُرْ بنا إليه. قال : فجاء إلى أُبي ، فقال : ما يقول هذا ؟ قال أُبي : هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله. قال : أفأثبتُها في المصحف ؟ قال : نعم (3).
وأخرج الترمذي ـ واللفظ له ـ وأحمد والطيالسي والحاكم والسيوطي والهيثمي وغيرهم عن أُبي بن كعب ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال له : إن الله أمرني أن أقرأ عليك. فقرأ عليه : ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب )
____________
(1) المستدرك 4|359 وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه بهذه السياقة. ووافقه الذهبي.
(2) صحيح البخاري 8|210 كتاب المحاربين أهل من الكفر والردة ، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت.
(3) عن مجمع الزوائد 7|141 وقال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
--------------------------------------------------------------------------------

( 64 )

فقرأ فيها : إن ذات الدين عند الله الحنيفية المسلمة ، لا اليهودية ولا النصرانية ، مَن يعمل خيراً فلن يكفره. وقرأ عليه : ولو أن لابن آدم وادياً من مال لابتغى إليه ثـانياً ، ولو كـان له ثانياً لابتغى إليه ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب (1).
الطائفة الرابعة : تدل على سقوط كلمات من بعض آيات القرآن أو زيادتها.
ومن ذلك ما أخرجه البخاري أن أبا الدرداء سأل علقمة ( راوي الحديث ) ، قال : كيف كان عبد الله (2) يقرأ ( والليل إذا يغشى * والنـهار إذا تجلى ). قلت : ( والذكر والأنثى ). قال : ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله (3).
وفي رواية أخرى : فقرأت ( والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى * والذكر والأنثى ). قال : أقرأنيها النبي صلى الله عليه وآله فاه إلى فيَّ ، فما زال هؤلاء حتى كادوا يَردُّوني (4).
ومنه ما أخرجه الحاكم وغيره عن علي رضي الله عنه ، أنه قرأ :
____________
(1) سنن الترمذي 5|665 ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح. مسند أحمد 5|132. مسند أبي داود الطيالسي ، ص73. المستدرك 2|224 ، 531 ، وقال الحاكم في الموضعين : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. مجمع الزوائد 7|140. الدر المنثور 8|586 ـ 588. تفسير القرآن العظيم 4|536.
(2) يعني ابن مسعود.
(3) صحيح البخاري 5|31 كتاب فضائل أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، باب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما.
(4) المصدر السابق 5|35 كتاب فضائل أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، باب مناقب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
--------------------------------------------------------------------------------

( 65 )

والعصر ونوائب الدهر إن الإنسان لفي خسر (1).
وأخرج مسلم وغيره عن أبي يونس مولى عائشة ، أنه قال : أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً ، وقالت : إذا بلغتَ هذه الآية فآذنِّي : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ). فلما بلغتُها آذنتُها ، فأملَتْ عليَّ : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين. قالت عائشة : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله (2).
الطائفة الخامسة : تدل على أن المعوذتين ليستا من القرآن.
ومن ذلك ما أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، قـال : كان عبد الله ـ يعني ابن مسعود ـ يَحُكّ المعوذتين من مصاحفه ويقول : إنهما ليستا من كتاب الله (3).
قال السيوطي : أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طُرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يَحُك المعوذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه ، إنهما ليستا من كتاب الله ، إنما أُمر النبي صلى الله عليه وآله أن يتعوذ بهما ، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما (4).
هذا مع أنهم رووا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : مَن أحبّ أن يقرأ القرآن
____________
(1) المستدرك 2|534 وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. الدر المنثور 8|621. تفسير الطبري 30|187 وزاد : وإنه فيه : إلى آخر الدهر.
(2) صحيح مسلم 1|437 كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب رقم 36. سنن الترمذي 5|217. سنن النسائي 1|236. سنن أبي داود 1|112.
(3) مسند أحمد بن حنبل 5| 129 ـ 130. وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 7|149 وقال : رواه عبدالله بن أحمد والطبراني ، ورجال عبدالله رجال صحيح ، ورجال الطبراني ثقات.
(4) الدر المنثور 8|683. وراجع مجمع الزوائد 7|149. قال الهيثمي : رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات.
--------------------------------------------------------------------------------

( 66 )

غضاً كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد (1) ـ يعني ابن مسعود.
ورووا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام كل عام مرة ، فلما العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين ، وكان آخر القراءة قراءة عبد الله (2).
ورووا عن مسروق أنه قال : ذُكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو فقال : ذلك رجل لا أزال أُحبه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خذوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود ـ فبدأ به ـ وسالم مولى أبي حذيفة ومعاد بن جبل وأُبي بن كعب (3).
قال الفخر الرازي : إن قلنا إن كونهما من القرآن كان متواتراً في عصر ابن مسعود لزم تكفير من أنكرهما ، وإن قلنا إن كونهما من القـرآن كان لم يتواتر في عصر ابن مسعود لزم أن بعض القرآن لم يتواتر .
قال : وهذا عقدة عصبة (4).


* * * * *

( يتبع )