عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 06-05-2002, 11:01 AM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

قال الجزائري : لازم هذا الاعتقاد أن طائفة الشيعة هم وحدهم
____________
(1) مجمع البيان 1|15.
(2) أجوبة مسائل جار الله ، ص30.
(3) صحيح البخاري 5|45 كتاب مناقب الأنصار ، باب مناقب زيد بن ثابت. صحيح مسلم 4|1914 ، 1915 كتاب فضائل الصحابة ، باب رقم 23. سنن الترمذي 5|666. مسند أحمد 3|233 ، 277. مسند أبي داود الطيالسي ، ص270.
--------------------------------------------------------------------------------

( 72 )

أهل الحق والقائمون عليه ، لأنهم هم الذين بأيديهم كتاب الله كاملاً غير منقوص ، فهم يعبدون الله بكل ما شرع. وأما من عداهم من المسلمين فهم ضالون لحرمانهم من كثير من كتاب الله تعالى وهدايته فيه .

أقول :
كل طائفة من طوائف هذه الأمة تعتقد أو تدَّعي بأنها هي الطائفة المحقِّة والفرقة الناجية ، أهل السنة والشيعة في ذلك سواء.
والشيعة الإمامية يعتقدون بأنهم هم أهل الحق ، لأنهم تأمَّلوا المذاهب ، ونظروا في قول النبي صلى الله عليه وآله : « ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة » (1) ، ورأوا أن النبي قد عيَّن هذه الفرقة في أحاديث
____________
(1) أخرجه الترمذي في سننه 5|25 ، 26 ، وأبو داود في سننه 4|197 ، 198 ، وابن ماجة كذلك 2|1321 ، 1322 ، والدارمي كذلك 2|241 ، واحمد في المسند 2|32 ، 3|120 ، 145 ، والحاكم في المستدرك 1|6 ، 128 ، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8|258 ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة 1|7 ، 25 ، 32 ، 33 ، والسيوطي في الجامع الصغير 1|184 ، والدر المنثور 2|289 ، والبيهقي في السنن الكبرى 10|208 ، والبغوي في شرح السنة 1|213 ، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1|61 ، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية 3|86 ، 87 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 7|258 ، 260. وصححه الترمذي والحاكم والذهبي والبغوي والسيوطي فيما تقدم من كتبهم ، والبوصيري في مصباح الزجاجة 3|239 ، والسخاوي في المقاصد الحسنة ، ص158 ، والشاطبي في الاعتصام 2|189 ، والسفاريني في لوامع الأنوار البهية 1|93 ، والزين العراقي في المغني عن حمل الأسفار في الأسفار 3|230 ، وابن تيمية في كتاب المسائل كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1|359 ، والألباني في سلسلته الصحيحة 1|356 ، 358 ، وصحيح الجامع الصغير 1|245 ، 516 ، وصحيح سنن أبي داود 3|869. وصحيح سنن ابن ماجة 2|364 ، بل ادعى السيوطي تواتره كما في فيض القدير 2|21 ، وكذلك الكتاني في نظم المتناثر ، ص57.
--------------------------------------------------------------------------------

( 73 )

صحيحة ، منها قوله صلى الله عليه وآله : « إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما فلن تضلُّوا بعدي أبداً » (1) ، وكَشَف المراد بأهل بيته في أحاديث أخر ، حيث قال : « اللهم هؤلاء أهلي » أو «... أهل بيتي » (2) ، يعني علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
وعيَّن صلى الله عليه وآله عدد أئمة الحق بقوله : « لا يزال الاسلام عزيزاً إلى اثني
____________
(1) أخرجه الترمذي في سننه 5|662 ، 663 ، وأحمد في المسند 3|14 ، 17 ، 26 ، 59 ، 5|181 ، 189 ، والحاكم في المستدرك 3|109 ـ 110 ، وابن سعد في الطبقات الكبرى 2|194 ، وابن ابي عاصم في كتاب السنة ، ص629 ـ 630 ، والسيوطي في الجامع الصغير 1|402 والدر المنثور 7|349 في تفسير الآية 23 من سورة الشورى ، وفي إحياء الميت ، ص 28 ، 29 ، 39 ، 40 ، 48 ، 55 ، 56 ، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية 4|65 ، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3|1735 ، أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء 1|335 ، والبغوي في شرح السنة 14|119 ، والنسائي في خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ص96 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 1|170 ، 9|162 وما بعدها ، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم 4|113 ، وفي البداية والنهاية 5|184. وصححه الترمذي والحاكم والذهبي والسيوطي وابن حجر العسقلاني والهيثمي وابن كثير فيما تقدم من كتبهم . وصححه كذلك ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ، ص45 ، 228 ، والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4|355 وصحيح الجامع الصغير 1|482.
(2) قال صلى الله عليه وآله ذلك في أحاديث كثيرة ، مها حديث المباهلة وحديث الكساء. راجع صحيح مسلم 4|1871 ، 1883 ، وسنن الترمذي 5|225 ، 352 ، والمستدرك 3|108 ـ 109 ، 133 ، 146 ، 147 ، 150 ، 158 ، ومجمع الزوائد 9|166 ، وما بعدها ، ومسند أحمد 1|185 ، 330 ـ 331 ، 4|107 ، 6|292 ، 323 ، والاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 9|61 ، والسنن الكبرى 2|149 ، ومسند أبي داود الطيالسي ، ص274 ، وكتاب السنة ، ص588 ـ 589 ، ومشكاة المصابيح 3|1731 ، والدر المنثور 6|603 وما بعدها في تفسير آية التطهير ، وتاريخ بغداد 10|278 ، وخصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ص 30 ـ 7 ، 47 ـ 49 ، 73.
--------------------------------------------------------------------------------

( 74 )

عشر خليفة... كلهم من قريش » (1). ورأوا أن أئمة أهل البيت الاثني عشر قد اتفقت الأمة على نجاتهم ونجاة أتباعهم.
فلما رأوا كل ذلك اتبَّعوهم ، فصاروا بذلك هم الناجين دون غيرهم (2).
أما أن الشيعة رأوا أنهم هم أهل الحق لما قاله الجزائري فهذا غير صحيح ، وقد أوضحنا ذلك فيما تقَّدم ، فلا نعيده.


* * * * *

قال الجزائري : أرأيت لو قيل لهذا القائل : أرِنا هذا القرآن الذي خَصَّ به آل البيت شيعتهم ، أرنا منه سورة أو سوراً ـ يتحداه في ذلك ، فماذا يكون موقفه ؟
____________
(1) أخرج حديث الخلفاء الاثني عشر باختلاف ألفاظه : البخاري في صحيحه 9|101 كتاب الأحكام ، باب 51 ، ومسلم في صحيحه 3|1452 ـ 1454 كتاب الإمارة ، باب 1 بتسعة طرق ، والترمذي في سننه 4|501 بطريقين صححهما ، وأبو داود في مسنده 4|106. بثلاثة طرق صحّحها الألباني في صحيح سنن أبي داود 3|807 . وأخرجه أحمد في مسنده 1|398 ، 5|86 ـ 90 ، 92 ـ 101 ، 106 ـ 108 ، والحاكم في المستدرك 3|617 ، 618 ، وأبو داود الطيالسي في مسنده ، ص180 ، وأبو نعيم الأصفهاني في حلية الاولياء 4|333 ، وأبو عوانة في مسنده 4|396 ـ 399 ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة 2|518 ، 534 ، 544 ، 549 ، والبيهقي في دلائل النبوة 6|519 ـ 523 والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 2|126 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 5|190 ، 191 ، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية 2|197 ، وابن حبان في صحيحه كما في الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8|226 ، 229 ، 230 ، والبغوي في شرح السنة 15|30 ، 31 والألباني في صحيح ابن الجامع الصغير 2|1274 ، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 1|651 رقم 376 ، 2|690 رقم 964.
(2) راجع كتابنا دليل المتحيرين ، فإنا ذكرنا فيه مزيداً من الأدلة الدالة على ان الفرقة الناجية هم الشيعة الإمامية دون غيرهم.
--------------------------------------------------------------------------------

( 75 )

أقول :
إن أئمة أهل البيت عليهم السلام لم يخصُّوا شيعتهم بقرآن غير هذا القرآن الذي يتداوله الناس ، ولو كان عندهم قرآن آخر لأظهروه ولما خافوا في الله لومة لائم ، وكل مَن نسب إليهم غير هذا فهو كاذب مفترٍ عليهم ، وقد أوضح ذلك أعلام المذهب في مصنفاتهم المعروفة ، وأثبتوا أن ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله هو ما بين الدفتين ، لم يُزَد فيه ولم يُنقَص منه.
قال الشيخ الصدوق : إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سُوَره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة... ومَـن نسب إلينا أنا نقول : « إنه أكثر من ذلك » فهو كاذب (1).
وقال أمين الاسلام الطبرسي ( ت 548 هـ ) : الكلام في زيادة القرآن ونقصانه... لا يليق بالتفسير ، فأما الزيادة فيه فمُجمَع على بطلانها ، وأما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييراً ونقصاناً ، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه ، وهو الذي نصره المرتضى قدس الله روحه واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء (2).
وقال شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ( ت 460 هـ ) : الكلام في زيادته ونقصانه... الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، والنقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه ، وهـو الأليق بالصحيح من مذهبنا ، وهو الذي نصره المرتضى رحمه الله ، وهو الظاهر في الروايات (3).
وقال الشيخ المفيد أعلى الله مقامه : أما النقصان فإن العقول لا تحيله ولا تمنع منه... وقد قال جماعة من أهل الإمامة : إنه لم ينقص من
____________
(1) الاعتقادات ، ص74 ـ 75.
(2) مجمع البيان 1|15.
(3) التبيان في تفسير القرآن 1|3.
--------------------------------------------------------------------------------

( 76 )

كلِمِه ولا من آيِهِ ولا من سورِه ، ولكن حُذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله...
وقد يسمَّى تأويل القرآن قرآناً... وعندي أن هذا القول أشبه مِن مقال مَن ادَّعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل ، وإليه أميل.
وقال : وأما الزيادة فمقطوع على فسادها (1).
وقال السيد رضي الدين ابن طاووس ( ت 664 هـ ) : كان القرآن مصوناً من الزيادة والنقصان كما يقتضيه العقل والشرع (2).
وقال الميرزا محمد حسن الإشتياني قدس سره : المشهور بين المجتهدين والأصوليين ، بل أكثر المحدثين عدم وقوع التغيير مطلقاً ، بل ادّعى غير واحد الإجماع على ذلك (3).
والحاصل أن القول بسلامة القرآن من التحريف بالزيادة أو النقصان هو الذي عليه عامة علماء الشيعة الإمامية قديماً وحديثاً ، ومن ذهب إلى غير هذا القول فهو شاذ لا يعتد به ولا يعول عليه.
____________
(1) أوائل المقالات ، ص91 ـ 92.
(2) سعد السعود ، ص193 ـ 194.
(3) بحر الفوائد ، ص99.