عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 06-05-2002, 04:17 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

التثوير السياسي

عندما توفي المرجعية العلمية لشيعة لبنان عبد الحسين شرف الدين (1958م) طلب آل شرف الدين أحد أقربائهم المجيء إلى صور لخلافة عبد الحسين في هذه المرجعية؛ حيث إنه قد نص على هذا الشخص لخلافته، «وكان جد هذا القادم هو عبد الحسين العاملي من بين مجموعة من علماء جبل عامل الذين التحقوا ببلاط الدولة الصفوية ليساعدوها في ترسيخ المذهب الشيعي في إيران، ولد هذا المرجع في قم بإيران عام 1928م، ووافق آية الله محسن الحكيم على إرساله إلى لبنان»(1)، كما كان والده أحد الآيات الكبار في إيران، وتخرج هذا «المرجعية العلمية» من جامعة طهران، كلية الحقوق والاقتصاد والسياسة، وبالرغم من ذلك فقد حصل على لقب «الإمام».

كان هذا الرجل هو موسى الصدر(2)، وكانت تربطه صلة مصاهرة مع الخميني، فابن الخميني أحمد متزوج من بنت أخت الصدر، وابن أخت الصدر مرتضى الطبطبائي متزوج من حفيدة الخميني. كما يُذكر أن الصدر تتلمذ على يد الخميني في قم، وعندما قدم الصدر إلى لبنان وكان ذلك في عام 1958م، أي كان لديه ثلاثون عاماً فقط، عندما قدم حصل على الجنسية اللبنانية مباشرة بناء على قرار جمهوري أصدره الرئيس شهاب (1958م ـ 1964م)(3) وكان هذا القرار فريداً من نوعه؛ لأن إعطاء الجنسية اللبنانية لغير النصارى أمر في غاية المشقة، فكان ذلك القرار بمثابة التمكين لأقدام الصدر في لبنان. «وكانت شخصية الصدر وبداياته ودوره وتحالفاته مثار كثير من التساؤلات؛ إذ أحاطها الغموض الشديد وعلامات الاستفهام الكثيرة؛ فهذا كامل الأسعد ـ وهو شيعي ـ في حديث نشرته مجلة الحوادث اللبنانية في 3/1/1975م يقول: إن هناك أكثر من علامة استفهام تدور حول الخطة التي ينفذها موسى الصدر والأشخاص الذين يؤيدونه هنا وفي الخارج، وأبعاد هذه الخطة في لبنان وفي الخارج»(4).

«وكان يُذكر للشاه محمد رضا بهلوي أنه كان يقمع الحركات الأصولية داخل إيران، ويدعم توسعها خارجها، وقد دعم الشاة حركة الدعوة (محمد باقر الصدر) في العراق، وموسى الصدر في لبنان»(5). «وقد ذكر شهبور بختيار الذي قلده الشاه السلطة في إيران حينما تركها أن الشاه محمد رضا بهلوي كانت له أحلام توسعية كبيرة، فأرسل موسى الصدر إلى لبنان من أجل تعزيز مشروع إنشاء دولة شيعية تضم إيران والعراق ولبنان، ووعده الشاه بخمسمائة ألف دولار مقابلاً لذلك»(6). واللافت للنظر والذي يؤكد التواطؤ الواضح لتنفيذ مشروع الدولة الشيعية الكبرى، هو ذلك التوافق الزمني للبدايات في الدول الثلاث؛ فالخميني في إيران، ومحمد باقر الصدر في العراق، وموسى الصدر في لبنان، فهكذا كانت الأمور مرتبة ومعدة.

والآن نقف على الإنجازات التي حققها موسى الصدر للشيعة في لبنان، فقد حقق الصدر لشيعة لبنان عدة إنجازات تحولوا بها من هامش الحياة السياسية اللبنانية إلى متنها، بل وإلى عناوين موضوعاتها، وكان من أهم تلك الإنجازات:



انشاء الله سيكون الجزء الثالث يوم غد .

khatm
__________________
khatm