صفة أخرى في مجنونكم أنه غالبا صامت و أن تكلم يكن بصوت خافت، سألتموني لماذا و ها أنا اجيبكم .. ب نعم و لِم لا حتى المجانين "يُدجنون" بالاضافة لمحيطه الذي لا يفهمه كثيرا يرى ما تفعلون و يحاول تقليدكم، و بما أنني مجنونٌ مثقف فأنا أتأثر بما تقوله كتبكم ... و سوف أنقل لكم بعضاً منها ...
"اذا اردت ان تسمع كلامي عليك أن تقرب أذنك من شفاهي لأنني اعتدت ان أتكلم بطريقة غريبة عليك، أن اتكلم همساً كي لا يسمعني احد لقد استبدلت الكلام بصوت عادي بالوشوشة، لأنني مسكونٌ بالخوف، لا في عقلي الواعي وحده و إنما في كل حواسي أوصالي: يداي ترتجفان اذا سمعت صوتي العالي و ركبتاي تخوران و عيناي تزوغان و أرنبة أنفي تهتز و أنفاسي تلهث و ريقي يجف و الدماء تنشف في عروقي، و أصبح ظلا لا نور فيه لشكل آدمي ظاهريا، بناء ورقيا واهيا خاويا و مهتزا. و لكي اظل انا نفسي تعلمت أن اتكلم بهمس و اعتدت أن اتلفت قبل ذلك في كل الجهات المحيطة بي حتى اكتسبت رقبتي مرونة عجيبة و صارت تستطيع أن تستدير باستدارة كاملة و تعود الى مكانها. أفعل كل هذا لأتأكد أن لا احد ارتاب به يسمعني، فأنا أخاف لاقطات الأصوات البشرية منها و الآلية و أخشى مجساتها الحساسة التي قد تستطيع استكشاف أعماق ذهني نفسه و تعرف خواطري و تلقي عليها أنوارها الساطعة و تمسكني متلبسا بها."
"إذا تكلمت في النهار فالتفت و إذا تكلمت في الليل فأخفت !!!"
و هل بعد ما نقلت لكم تريدون مني ان أتكلم ؟؟!! و ان ضربت على رأسي و تكلمت أليس علي أن اخفض صوتي ... فالمجسات قادرة على ملاحقة أفكاري ...
يتبع
ان كان في العمر بقية
اختكم البسمة
|