عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 10-05-2002, 05:19 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

مؤسسة الشهيد:

============

«فعلى نحو ما احتلت «مؤسسة الشهيد» بإيران مكانة رفيعة وتوسل بها الحكم وأجهزته إلى النفاذ إلى النسيج الاجتماعي والأسري وإلى دقائقه الصغيرة والخفية، عمل فرع المؤسسة بلبنان على الاضطلاع بالدور نفسه، ولا شك في أن حضانة «عوائل الشهداء الشيعة» ورعايتها، لبنة مهمة في السعي إلى رسملة العلاقة بالشاب الذي سقط في صفوف الحركة، وذلك من طريق ضمان معاش العائلة التي خسرت ولدها، وإشراكها في مرافق الحركة المختلفة ونشاط هيئاتها.

وتحوط الحركة الإسلامية الخمينية من يُقتلون منها في معارك مختلفة ببناء كامل ومتماسك من الشعائر الحادة والمعقدة، لكنها لا تقصر على الشعائر، أو هي ترسي شعائرها على هيكل قوي يكون للتعبئة والتنظيم شطر منه، وللمصالح الدنيوية والأرضية شطر آخر!! وإذا كانت منظمات العلماء ومدارس التعليم الديني أقنية يسلكها النفوذ الإيراني ويجري فيها لينشئ نخباً جديدة على مثاله وتلبي حاجاته المحلية، فمنظمات «الشهداء» هي أوردة هذا النفوذ وشرايينه في لحم الاجتماع الشيعي اللبناني، وهي سُلَّمه وجسره إلى نواة هذا الاجتماع»(4).

«ولا تخفي «مؤسسة الشهيد» اضطلاعها تجاه «عوائل الشهداء» برعاية لا تقتصر على المواساة والعاطفة الصادقة، بل تتعداها إلى القيام بعبء مالي كبير، بعضه عيني يتمثل في تعويض ثابت ودوري، وبعضه الآخر خدمات مدرسية وصحية وتربوية ودينية.

ومن الخدمات الدينية الحج، وأداء مراسمه وشعائره على نفقة المؤسسة؛ ومنها تنظيم زيارات مشتركة للمشاهد بإيران التي قد كانت تختم وتتوج بلقاء «قائد الأمة » خميني عندما كان حياً.

يضطلع الفرع اللبناني لـ «مؤسسة الشهيد»، بخدمة دينية وإنسانية قلما يدور الكلام عليها علناً، إلا أنها لا تُهمل ولا تنسى، وهي رعاية اللواتي قتل أزواجهن، وقد نشرت الحركة الإسلامية الخمينية في صفوف مريداتها ومريديها مثالاً للزواج وللعلاقة العائلية ينهض على مطلب واحد هو الاشتراك في الإيمان وفي الاعتقاد. ويقلل هذا المثال من دور البواعث القوية التي لا يحكم المرء، ـ أو المرأة ـ، سيطرته عليها، ويقلل من خطر الاختيار الفردي والروابط التي لا ترجع إلى قياس عام تنضبط عليه»(5).

«والمؤسسة مسؤولة عن عوائل من يسقطون في المعارك والأسرى خدمة ورعاية بمن فيهم القتلى المدنيون من غير المقاومين، وقد بدأت المؤسسة عملها مع انطلاقة المقاومة، ولمداراة الآثار السلبية التي يمكن لها أن تحبط معنويات الأهل والبيئة المحيطة بهم. والمؤسسة منتشرة في معظم المناطق اللبنانية وتتولى فيما تتولاه الاهتمام بتعليم أبناء الذين قضوا نحبهم، وهي تنسق مع الأهل انطلاقاً من نظرية الرعاية ضمن الأسرة.

إن أساس الفكرة: هي التعويض قدر الإمكان عن غياب المعيل حتى لو كان مسؤولاً عن عائلتين: زوجته وأولاده من جهة وأهله من جهة ثانية، وللأولاد مدارس خاصة وأساتذة وأنشطة كشفية ورياضية وترفيهية، وللزوجة المسكن والعمل ولجان المؤازرة في إطار برنامج خاص بـ «دعم الأمومة» وثمة اهتمام خاص بهذه الناحية نظراً لأن الزوجات تبعاً لأعمار أزواجهن الشهداء هن بين السابعة عشرة والعشرين من العمر.

وتعد برامج (التكافل) أهم مصدر لتمويل «مؤسسة الشهيد» وهي تعتبر أن مهماتها إشاعة «ثقافة التكافل» والقيام بصلة وصل بين التكافل والكفيل لرعاية الثاني وإشعار الأول بدوره. ويلحظ في هذا المجال امتداد الكفالة إلى حين توفير القدرة لليتيم للاستغناء المادي وتدبر أموره بنفسه؛ وفي هذا السياق باتت المؤسسة تملك مكتب عمل متخصصاً بتأمين فرص العمل، مع إعطاء أفضلية لذوي القتلى والأسرى، والكلفة الإجمالية لكل ولد هي حوالي 2500 دولار شهرياً»(6).

المؤسسات الصحية:

«افتتحت «الهيئة الصحية» في مطلع 1987م، وبتمويل من «مؤسسة الشهيد» صيدلية في حي السُّلَّم أسمتها: «صيدلية الشهيد الشيخ راغب حرب»،وتضطلع بمد يد العون إلى المستضعفين كافة، وتبيع الدواء بأسعار معتدلة ومدروسة، ولا شك أن الإقدام على مثل هذه الخطوة يخرج الجناح الشيعي الخميني من جمهوره السياسي والحزبي إلى دائرة أصحاب الحاجات اليومية والعامة، وهم عامة الناس في الأحياء والشوارع التي يقطنها الشيعة ويجتمعون فيها اجتماعاً كثيفاً»(7).

«ومن المهمات التي تقوم بها الهيئة الصحية: الرعاية الصحية الأولية، مثل الإرشاد والوقاية وإقامة دورات في المناطق النائية، وتنظيم محاضرات، كما أن لها وجوداً في عدد كبير من القرى وذلك بواسطة «رابط صحي» غالباً ما يكون واحدة من المتطوعات. وتستفيد الهيئة من هذا الانتشار من أجل أن تشترك مع أجهزة الدولة في برامج محددة، كما تقوم بإجراء حملات التقليح ضد الشلل التي أفادت في عام 1998م حوالي 50 ألف شخص، كما قامت بالمسح الصحي للمدارس الرسمية من أجل وضع اختبارات دقيقة لكل طالب واستباق بروز أمراض معدية، وقد حصل أن وفرت هذه المعلومات القدرة على تدخل مسبق، وكذلك تجريد حملات لتحديد فئة الدم، وقد كان من الطبيعي أن تبدأ في القرى الشيعية الـ 65 المحاذية للشريط الحدودي المحتل وأثمرت عن وضع لوائح بكل المقيمين وفئات دمهم وهي لوائح بالغة الإفادة عند تعرض المدنيين إلى قصف إسرائيلي يوقع جرحى، إلى ذلك شاركت الهيئة في حملات مكافحة التدخين وحماية الأسنان عبر توزيع كل ما يلزم على جميع المدارس في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتملك الهيئة حسب المسؤول عنها: 21 مستوصفاً و 9 مراكز صحية كبيرة و 13 عيادة تجول في 45 قرية في البقاع و 25 قرية في الجنوب، وقد خرجت 360 متطوعة في عام 1998م و 119 مسعفاً انضموا إلى جهاز واسع لـ «الدفاع المدني» يبلغ عدد أعضائه الآلاف كما يوجد مستشفى الجنوب في النبطية تابع للهيئة وكذلك مستشفى دارة الحكمة في البقاع وهما ـ مع غيرهما من المراكز ـ استقبلا ما يزيد عن مئتي ألف مريض خلال العام 1998م.

وتقدم الهيئة تسهيلات صحية للمواطنين. وقد استفاد 222 ألف لبناني من ذلك بمبالغ فاقت المليون دولار، وتوزعت بين مستفيد من دواء مجاني وبين دخول المستشفى لعملية جراحية.

كما أن هناك «مستشفى الرسول الأعظم» وهذا المستشفى يقع على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت المكتظة بالسكان التي تعاني من إهمال مزمن، يضم المستشفى ما بين 30 1 إلى 200 سرير وذلك حسب الأشغال الجارية فيه، ويتعرض المستشفى إلى إعادة نظر شاملة لتحديثه وضم أجنحة جديدة واستخدام أقسام وإعادة تأهيل بعض ما كان موجوداً، فلقد نما بسرعة من مستشفى ميداني صغير قبل عشر سنوات يهتم بجرحى الحروب الأهلية إلى مؤسسة تخدم سنوياً حوالي 200 ألف شخص ما بين المعاينة السريعة والعملية الجراحية، يعمل فيه مئة طبيب متنوعو الاختصاصات، وتؤكد الإحصاءات أن مستشفى الرسول الأعظم يمثل أكبر نسبه إشغال في مستشفيات بيروت، ويضم المستشفى معهداً للتمريض هو على الأرجح الأكبر في لبنان؛ إذ إنه يدفع سنوياً ما بين 200 و 250 ممرضة إلى سوق العمل؛ ومن الطبيعي أن تعمل متخرجات في المستشفى نفسه خصوصاً أنه قيد التوسيع من أجل الرد على احتياجات متزايدة تفوق ثلاثة آلاف حالة طوارئ شهرياً وستة آلاف استشارة في عيادة الأطباء العاملين، ويوجد لجنة طبية خاصة بعوائل القتلى ومن مهماتها ـ فضلاً عن المتابعة الصحية ـ تقديم خدمات أخرى تأخذ في الاعتبار فقدان المعيل»(8).
__________________
khatm