[~~ ظايم الضد ~~]

الحوار في طبعي ليس أهواء تتناطح بل زهوراً ونباتات تتلاقح ..
الحوار مع الآخر نبض فتى ودفق حيوية متجددة ، يمدها بالنضارة أخلاق المتحاورين ..
الحوار بلا هدف لا قيمة له .. كما أنه إذا كان بلا أخلاقيات فلا وزن له ..
وأخلاقيات الحوار : التحلي بالحكمة لإدراك الصواب من الخطأ .. في الفعل كما في القول .. والتحلي بالعدل قوة تسوس غضب النفس ، وتحملها على مقتضى الحكمة والأمانة .. والتحلي بالعلم لتضاء العقول بثوابت راسخة ، تمنحها حسن الاعتقاد وجمال الفهم وبصيرة الفكر وصلاح العمل .. والتحلي بالشجاعة نصرة للحق ، وبالحلم قهراً للغضب للذات ، وبالعفة لكسر نشوة شهوة التعصب ..!!

والحوار مع الآخر إن كمن في طريقة الجهل ، وقطع طريقة الانتصار الشخصي ، أو أطلقت خلاله رصاصات التعصب الأعمى - غدا غياً وهوىً أو كبراً معانداً .. والموضوعية في الحوار مع الآخر تضمن صحة الطريق ، ومن ثم قيل : ( من الحوار ينبثق النور ) وإذا كانت الإثارة واحدة من أساليب حشد الناس إلى جانب رأي معين وفيها من الإثارة والغيرة ، فإن في الحيدة خيراً لا يثمر إلا خيراً .. والذي لا يؤيد الحوار مع الآخرين تكون بضاعته هشة لا محالة .. يخشى عليها : إما العَطَبَ كالتين والعنب ، وإما الكسر كالبيض والزجاج والفخار !!

المشكلة كبيرة عندما يواجه المحاور الحليم الذي يبطن أسداً داخله سفاهة سفيه حاقد أضال من ذبابة ، أو شانىءٍ له ولمذهبه ومعتقده .. مع علم المحاور الحليم بقوته التي لا يتوقعها هذا السفيه ، وعلمه أيضاً بمدى ضعف وادعاء وهوان خصمه ..!! وقديماً قال أحد الشعراء بسعة حلمه وتصبره على السفهاء ولكن إلى مدى معين إذا تجاوزه السفهاء الجاهلون جهل هو عليهم أكثر من أيً جهل الجاهلين .. ولكن أين من يؤثر أسلوب النبي الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

وتزداد المشكلة عندما يلبس مدعى علم لباس العلماء ، وهو ليس أكثر من ( تمورجي ) في مركز صحة لم يصل لمستوى حتى مستشفى صغير ، أو لعله لا يعدو كونه ( كاتب حسابات ) ، مع احترامنا للمهنتين ولأصحابها المهذبين فقط الذين أحسن والديهما تربيتهم وإفهامهم أن ذلاقة اللسان عيب علاوة على أنه سفاهة وحقد .. روى في الحديث : ( إن النميمة والحقد في النار ، لا يجتمعان في قلب مسلم ) .

وفي صفات أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده ومن بعد صحابته كما وصف قرأننا الكريم : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } .

وهناك تزداد المشكلة تجذراً ، إذا كان هذا السفيه يعتبرك (كافراً ) فأنت في نظره (عابد تراث) ، ثم هو يفصل بين الوطنية والإيمان والإسلام ، ثم هو شق قلبك واطلع على ما فيه وعلم أنك تؤثر وطنيتك على إسلامك ، دون أن يعي أن الوطنية هي جزء لا يتجزأ من الإيمان .. إن الله عز وجل يقول : { والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً } .

يا هووووووووووووووه :
تلمس العيوب للناس ، وإلصاقها بهم عن عمد وإصرار مع الجهل والغباء : يدل على خبث ودناءة ، ولهؤلاء الويل مما يصفون .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ذكرا امرءاً بشيء ليس فيه ليعيبه به حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاد ما قال فيه ) . وفي رواية ( أيما رجل أشاع على رجل مسلم كلمةً ، وهو منها برىءً ، يشينه بها في الدنيا ، كان حقاً على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاد ما قال ).
وقديماً قال الشاعر :
.......... حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ....... فالكل أعـــــــداء له وخصومُ .

والسلام على اصحاب العقول النيره .