أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية - عرض مشاركة مفردة

shaltiail · #4 17-05-2002, 03:27 AM

وأمّا التقاليد الخلقية فقد كانت منبثقة من صميم الاِسلام، ومأخوذة من الكتاب والسنّة، كما أنّ التقاليد القومية للشعوب المختلفة، والتي لم تكن معارضة لمبادىَ الشريعة الاِسلامية السمحاء فقد فسح لها الاِسلام المجال ولم ينه عنها. <IMG height=1 src="http://www.imamsadeq.org/book/sub6/al-daor/blank.gif" width=20> فلاَجل ذلك نركّز علىالركن الرابع منهذه الاَركان الاَربعة للحضارة، وهو متابعة العلوم والفنون، فهي الطابع الاَساسي للحضارة الاِسلامية، وبها تتميّز عمّا تقدّم عليها وما تأخّر، فنأتي بموجز عن دور الشيعة في بناء هذا الركن ـ أي ازدهار العلوموالفنونـليظهر أنّهمكانوا فيالطليعة، وكان لهم الدور الاَساسي في ازدهارها. <IMG height=1 src="http://www.imamsadeq.org/book/sub6/al-daor/blank.gif" width=20> ولمّا كانت الحضارة الاِسلامية تستمدّ أسباب وجودها من الكتاب والسنّة، فكلّ من قدّم خدمة للقرآن والسنّة لفظاً ومعنى، صورة ومادة، فقد شارك في بناء الحضارة الاِسلامية. وإليك هذا البيان تأييداً لما أسلفنا: <IMG height=1 src="http://www.imamsadeq.org/book/sub6/al-daor/blank.gif" width=20> 
1 ـ قدماء الشيعة وعلم البيان
2 ـ قدماء الشيعة وعلم النحو <IMG height=1 src="http://www.imamsadeq.org/book/sub6/al-daor/blank.gif" width=20> إنّ دراسة القرآن بين الاَُمّة ونشر مفاهيمه يتوقّف على معرفة العلوم التي تعدّ مفتاحاً له؛ إذ لولا تلك العلوم لكانت الدراسة ممتنعة، ونشرها في ربوع العالم غير ميسور جدّاً. بل لولا هذه العلوم ونضجها لحرم جميع المسلمين حتّى العرب منهم منالاستفادة منالقرآنالكريم؛ لاَنّالفتوحات فرضتعلىالمجتمعالعربي الاختلاط مع بقية القوميات، وسبَّب ذلك خطراً على بقاء اللغة العربية، وكان العرب عند ظهور الاِسلام يعربون كلامهم على النحو الذي كان في القرآن، إلاّ من خالطهم من الموالي والمتعرّبين، ولكن اللحن لم يكثر إلاّ بعد الفتوح وانتشار العرب في الآفاق، فشاع اللحن في قراءة القرآن، فمسّت الحاجة الشديدة إلى ضبط قواعد اللّغة(1). <IMG height=1 src="http://www.imamsadeq.org/book/sub6/al-daor/blank.gif" width=20> فقام أبو الاَسود الدؤلي بوضع قواعد نحوية بأمر الاِمام أمير المؤمنين _ عليه السلام _، فأبو الاَسود إمّا واضع علم النحو أو مدوّنه، وكان من سادات التابعين، وقد صاحب عليّاً وشهد معه صفّين، ثمّ أقام في البصرة. <IMG height=1 src="http://www.imamsadeq.org/book/sub6/al-daor/blank.gif" width=20> يقول الشيخ أبو الحسن سلامة الشامي النحوي: إنّ علياً دخل عليه أبو الاَسود يوماً. قال: فرأيته مفكّراً، فقلت له: ما لي أراك مفكّراً يا أمير المؤمنين؟ قال: «إنّي سمعت من بعض الناس لحناً، وقد هممت أن أضع كتاباً أجمع فيه كلام العرب». <IMG height=1 src="http://www.imamsadeq.org/book/sub6/al-daor/blank.gif" width=20> فقلت: إن فعلت ذلك أحييت أقواماً من الهلاك. <IMG height=1 src="http://www.imamsadeq.org/book/sub6/al-daor/blank.gif" width=20> فألقى إليَّ صحيفة فيها: «الكلام كلّه اسم وفعل وحرف، فالاسم ما دلّ على المسمّى، والفعل ما دلّ على حركة المسمّى، والحرف ما أنبأ عن معنى وليس باسم ولا فعل». وجعل يزيد على ذلك زيادات. <IMG height=1 src="http://www.imamsadeq.org/book/sub6/al-daor/blank.gif" width=20> قال: واستأذنته أن أصنع في النحو ما صنع، فأذن، وأتيته به فزاد فيه ونقص. <IMG height=1 src="http://www.imamsadeq.org/book/sub6/al-daor/blank.gif" width=20> وفي رواية: أنّه ألقى إليه الصحيفة وقال له: «انحَ نحو هذه» فلهذا سمّي النحونحواً(2). <IMG height=1 src="http://www.imamsadeq.org/book/sub6/al-daor/blank.gif" width=20> ومن المعلوم أنّ هذه القواعد لم تكن لتسد الحاجة الملحّة، ولكن أبا الاَسود قام بإكمالها وضبطها وبتمييز المنصوب من المرفوع، والاسم من الفعل، بعلامات نسمّيها الاِعراب. فالروايات مجمعة على أنّ أبا الاَسود (وهو شيعي المذهب توفّي سنة (69هـ) إمّا مدوّن علم النحو أو واضعه، وأضحى ما دوّنه مصدراً لهذا العلم في ____________ <IMG height=1 src="http://www.imamsadeq.org/book/sub6/al-daor/blank.gif" width=20> (1) جرجي زيدان: تاريخ آداب اللغة العربية 1: 219. <IMG height=1 src="http://www.imamsadeq.org/book/sub6/al-daor/blank.gif" width=20> (2) حسن الصدر، تأسيس الشيعة: 51 ولقد بلغ الغاية في ذلك المجال فنقل كلمات المؤرّخين فيما قام به الاِمام وتلميذه في تأسيس علم النحو.