الموضوع: أخبارنا عام 2030
عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 22-05-2002, 05:14 AM
YY YY غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 39
إفتراضي

نظرة إلى الوراء

المبجل الكبير - إمام وقائد برشلونة الجنوبية

بهذا اليوم الخامس عشر من يونيو عام 2030 يمر شهر بالتمام والكمال على وفاة ضخامة مؤسس وقائد ومرشد ومكثّر برشلونة الجنوبية، الذي كانت وفاته في مثل يوم ميلاده من عام 1940 وإن كانت السطور والكتب تحوي حياة الأمم والشعوب، فإن غاية ما ستحويه عن ضخامته هو محض إشارة إلى ما تمتع به من قدرات سخّرها جميعا في خدمة وتأسيس بلده الكبير به هذا.
عندما بشر به أبوه ووصفوا له مظهرا من مظاهر ضخامته استبشر به خيرا وسماه الضخم من باب إطلاق اسم الجزء على الكل. نشأ وترعرع في أجواء من الضخامة والتراث وعندما بلغ الثانية عشرة قرر أبوه تزويجه فيما كان أمثاله وأقرانه يلعبون في الشوارع. وقبل مرور سبعة أشهر أنجبت زوجته الأولى له خمسة توائم مما كان له وقع شديد على الرأي المحلي والإقليمي، وفي يوم ولادتهم توفي أبوه، فتسلم هو زمام مزرعة أبيه وكانت برشلونة الجنوبية مجرد حي في برشلونة التي اعتادت أن تكون حجر عثرة في حلق الممالك المجاورة.
كانت أشجار الزيتون في برشلونة معظمها يقع في هذا الحي، ورأى المضخم أن ثروة حيه تذهب للأحياء الأخرى فقرر أن يجعل من حيه دولة عُظمى، وقد جاءت النذر والإشارات والبوادر والإرهاصات بعد ذلك تترى، فقد رأى في منامه وكأن جبلا يمتد منه وعلى صعيده يقوم أناس بملابس زرقاء وخضراء وصفراء، وعلى كل منها بخط كوفي جميل كتب (المضخم أبونا وقائدنا)، واحتار في رؤياه تلك، وكان يلم به أحد حاخامات أهل الكتاب، فاستشاره في رؤياه، فقال أمهلني ثلاثا، وفي اليوم الثالث جاءه ببشرى أنه سيكون منه نسل وفير لهم شأن خطير، ففرح ولكنه كتم فرحه لحين يتأكذ من الأمر، فأرسل في طلب أسقف سرقسطه الذي جاءه بعد أيام، فقص عليه حلمه فأخبره بمثل ما قال الحاخام، ولكن هيهات أن يطمئن قلبه وهو المسلم التقي الورع دون تزكية الأمر من شيوخ حارته، فأرسل وراء الصقر - وليس الشاعر الصقر في الخيمة من سلالته بل هو توافق أسماء - فاستشاره في الأمر، فقال له " يا أيها الضخم ما أظن الأمر يعدو أضفاث أحلام" ولكن سأفكر في الأمر وأؤكد لك الأمر غدا فوصله بدينارين ووعده بالمزيد في غده، وعاد له في اليوم التالي متفائلا يطفح وجهه بشرا ، فقال ما عندك !!! قال أبشر فقد جاءني اثنان في المنام وقالا لي "ليس الأمر أضغاث أحلام"، فسأله الضخم مستعجلا "وماذا قالا " فقال الصقر:" وعدا أيها المضخم أن يأتياني غدا" ولكنهما طلبا مني التصدق على الفقراء فوصله بمائة دينار واستمرت مشورة الصقر في المنام ووصل الشيخ في المقام عدة أيام حتى صار المبلغ بالألوف فعاد الشيخ كالمألوف وشيء معه في القرطاس ملفوف، فما تسعه أرض ولا تزيد عن هامته سقوف. وجلس وتمتم وصلى وسلم ثم شرع يتكلم :
إعلم أيها المضخم بأن جدّك الأعظم يخصك بأمر معْلم، لم يسبق مثله بين الأمم من الآدميين أو الغنم.
فأنت مأمور بزواج كل يوم ليكثر نسلك ويطول عمرك ويعظم أمرك، فالبدار البدار لتفوز برضى الجبار فما هذه الدنيا بدار بقاء والكل سيلفه الفناء فاصدع بما سمعت وأعرض عمن لامك ولم يعرف في الدنيا مقامك. وأنشد يقول
أبلغ أبا الضخم عزّ اليومَ زائرُهُ
...........أمرا عظيما فقد لاحت بوادره
منذ الطفولة فيه من علائمه
................إشارة وبها قرّت نواظرُهُ
والله قدّر في الأشياء سيرتها
...............تبارك الله إذ تمضي مقادره
بزيجةٍ كل يوم يا مضَخّمَنا
...........والأمر موفورةٌ فيكم مصادرُهُ
يكن بنوك عديد النمل كلهم
.............له كما البدر وجه عزّ ساتره
من برشلونة بعض قد خصصت به
..........ومن حوتهم على يُمْنٍ حظائرُهُ
بوركت يا ضخمُ مبرورا بأندلسٍ
..............تهفو إليك قريراتٍ جآذرُه
لبعض بعضك يغدو الكلّ منتسبا
.........وذاك من شعبك السامي مفاخره

وما إن أتم الصقر قصيدته حتى هتف الصقر (مرحى مرحى) وأخذ بيد الصقر فقبلها وأجلسه بجانبه، وبعد كان كان وجهه مستبشرا اكفهر، وبدا عليه القلق، فبادره الصقر قائلا " جعلت فداك، لا تبتئس فلعلي أرى في الغد حلما آخر يعدل لك من هذا الحلم ما ساءك"
فنظر إليه المضخم نظرة استغراب، وقال " لا بل راقني الحلم وأهمّني تنفيذه ، فما يكون لمن أنعم الله عليه بهذا الفضل إلا أن يكون شاكرا لله أنعمه، وما يتسنى ذلك إلا وفق شرعه، فكيف أوفق بين ما عُهِدَ إليّ بتنفيذه وشرط الاقتصار على أربع "
فقال له الصقر :" حقا ما أبعد نظرك وأشد تقواك يا مولاي ، ولكن اعلم أن لكل مشكل حلا ولكل معضل مخرجا، فهناك طلقات ثلاث وهناك عدة الحامل وهناك ضرورة الوفاء بالتكليف وأنت تعرف أن الضرورات يبحن المحظورات. صحيح أن في الأمر تعقيدا ولكن جمعيّة من العلماء قمينة بأن تجد الحل المناسب" فقال له " اكتب قرارا بذلك"
وهنا اخذ الصقر يتدبر هذه اللهجة الجديدة في الحوار بينهما فها هو يخاطبه بقوله (مولاي) فيجيبه بلهة الأمر (اكتب) ، تبسم الصقر وكتب له فصدر الأمر بتأسيس جمعية للعلماء ضمت الصقر رئيسا وأربعة أعضاء آخرين ودأبت على اتخاذ توصياتها بأغلبية اتفاق الأحلام التي يراها كل منهم بعد وجبة العشاء على بساط المضخم.
وما إن مرت سنتان حتى كان بنو المضخم قد بلغوا 700 وهنا بلغ الهم به مبلغه فقد قصر عن التكليف فأشار عليه الصقر بأن عليه السعي جهده وما قصر فيه بعد ذلك فلا إثم عليه فيه إن كفر عنه وبعد أخذ ورد اتفقا على تأسيس هيئة طبية لتفحص الأجنة والعناية بصحة المواليد ومعرفة ما ينقص من أعدادهم لموت أو عقم من النساء، وهكذا صار في برشلونة الجنوبية هيئتان واحدة للمشايخ والأخرى للأطباء، وتوالت الهيئات بعد ذلك فثالثة لأمن الأطفال وأمهاتهم وفض الاشتباكات بينهم وبينهن ، ورابعة للإحصاء لضبط الأعداد، وخامسة للنقل والمواصلات لنقل العرائس ذهابا وإيابا، وسادسة للأكل والاقتصاد للإشراف على الأغذية الصحية المناسبة لمهمة ضخامته والعناية بعائلته الميمونة، وسابعة للنسيج والصناعة لتفصيل الملابس وهكذا لم يأت عام 2000 حتى كانت برشلونة الجنوبية قد استكملت مؤسسات تفوق كل ما في الأندلس فأعلنت استقلالها.
والقصة يطول سرد تفاصيلها وتقصي خفاياها ولكن العبرة هي في عقل المضخم الجليل وجسمه الذين استمرا يعملان في سبيل تنفيذ التكليف حتى استشهد ضخامَتُه في ساحة الأداء .
ليهنأ في قبره فستضل يرشلونة الجنوبية وفية لذكراه، وأي وفاء أكبر من تغيير اسمها في هذا اليوم وبعد شعر من استشهاده ليكون اسمها


<**** NAME="Generator" CONTENT="Microsoft Word 97">
ضَخْمونـِيا



ضَخْمونـِيا




رحمه الله رحمة واسعة.
الرد مع إقتباس