السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكملة تخريج الاحاديث
الآن استعرض الشاهد الثاني .
فأقول :
أما حديث علي – رضي الله عنه – ، فله عنه سبع طرق :
الطريق الأولى : يرويها سلمة بن كهيل .
وهي التي سئل عنها الدار قطني في العلل ( 3 / 247 ) ، فقال : ( هو حديث يرويه سلمة بن كهيل . واختلف عنه . فرواه شريك ، عن سلمة عن الصنابحي عن علي واختلف عن شريك فقيل عنه عن سلمة عن رجل عن الصنابحي .
ورواه يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن سويد بن غفلة عن الصنابحي ولم يسنده .
والحديث مضطرب غير ثابت وسلمة لم يسمع من الصنابحي ) . أه .
قلت : أما رواية يحيى بن سلمة عن أبيه ، ففيها يحيى وهو متروك كما في التقريب .
وأما رواية شريك للحديث عن سلمة عن الصنابحي عن علي فرواها عن شريك اثنان :
أحدهما : محمد بن عمر بن الرومي .
والآخر : عبد الحميد بن بحر البصري .
واختلف على كل منهما .
أما رواية ابن الرومي ، فأخرجها :
الترمذي في سننه (10 / 225 _ 226 رقم 3807 ) في مناقب علي من كتاب المناقب .
وابن جرير الطبري في كتاب الآثار (ص 104 رقم 8 من مسند علي ).
كلهما من طريق إسماعيل بن موسى الفزاري عن محمد بن عمر بن الرومي عن شريك عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن علي أن النبي _صلى الله عليه وسلم _ قال : "أنا دار الحكمة وعلي بابها " .
قال الترمذي : " هذا حديث غريب منكر ، روى بعضهم هذا الحديث عن شريك ، ولم يذكروا فيه : عن الصنابحي " .
قلت : الحديث ضعيف جداً لأمور :
1 – الاضطراب فيه ، خاصة على ابن الرومي ، وتقدم إعلال الترمذي والدارقطني له بالاضطراب .
2 – الانقطاع بين سلمة بن كهيل والصنابجي ، فإنه لم يسمع منه كما قال الدارقطني آنفاً ، وهذا في حال الترجيح لرواية أبي مسلم الكشي للحديث
عن ابن الرومي ، وهي التي ليس فيها واسطة بين سلمة والصنابحي .
3 – ضعف شريك من قبل حفظه ، وهو : صدوق يخطئ كثيراً ، كما في التقريب .
4 – ضعف محمد بن عمر بن عبدالله ، أبوعبدالله بن الرومي ، قال فيه أبوزرعة : شيخ لين . وقال أبوحاتم : فيه ضعف . وقال أبوداود : ضعيف .
انظر : الجرح والتعديل ( 8 \ 21 ) , التهذيب ( 9 \ 360 ) .
هذا بالنسبة لرواية ابن الرومي .
أما رواية عبدالحميد بن بحر ، فأخرجها :
أبونعيم في الحلية ( 1 \ 64 ) من طريق عبد الحميد هذا عن شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي .
ومن طريق أبي نعيم : أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات ( 1 \ 349 ) .
وأخرجه ابن الجوزي أيضاً من طريق ابن بطة عن عبدالحميد بن بحر …. بلفظ : أنا مدينة الفقه ، وعلي بابها .
وعليه فالحديث موضوع مكذوب من هذه الطريق لأجل عبدالحميد هذا .
------------------------------------------------
الطريق الثانية والثالثة :
ذكرهما ابن الجوزي في موضوعاته ( 1 / 350 )، وعزاهما لأبي بكر بن مردويه أحدهما من طريق الشعبي والأخرى من طريق الحسن بن علي كلاهما عن علي رفعه ولفظ الشعبي مثل لفظ الترمذي ولفظ الحسن بن علي مثل لفظ الحاكم لحديث ابن عباس .
قال ابن الجوزي عن طريق الشعبي : " في الطريق الرابع محمد بن قيس وهو مجهول " .
وقال عن طريق الحسن : " وفي الخامس مجاهيل " . / الموضوعات ( 1 / 353 ) .
قلت : لم يذكر ابن الجوزي سندي هاتين الروايتين حتى يتأتى النظر فيهما ، ولم يذكرهما السيوطي في
الآلئ .
الطريق الرابعة :
يرويها داود بن سليمان الغازي ، عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي _ رضي الله
عنه _ به نحو رواية الحاكم لحديث ابن عباس :
أخرجه ابن النجار في تاريخه _ كما في اللآلئ ( 1 / 334 _ 335 ) _ .
قلت : وهذه الطريق موضوعة .
داود بن سليمان الجرجاني الغازي كذاب كذبه يحيى بن معين ولم يعرفه أبو حاتم فقال : مجهول . وقال الذهبي : "وبكل حال فهو شيخ كذاب له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضا " . / الجرح والتعديل ( 3 /413 رقم 1891 ) ، وتاريخ بغداد ( 8 / 366 رقم 4465 ) ، والميزان (2 / 8 رقم 2608 ) ، ( واللسان ( 2 / 417 _ 418 رقم 1725 ) .
يتبع
________________________________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
http://www.albrhan.com/arabic/video/shaee_22.rm